رسالة على جناح السرعة لمعالي الوزيرة، بنت مكناس

2 أكتوبر, 2021 - 16:55

نلفت عنايتكم معالي الوزيرة المحترمة السيدة: الناها منت حمدي ولد مكناس أنه و تزامنا مع التحضيرات الجارية لإقامة معرض دبي أكسبو EXPO 2020 يتعين إشراك أهل الإختصاص من ذوي الكفاءات المعطلة و الذين يمتلكون الخبرة و التجربة في مجالي الفندقة و السياحة، و ذلك ما سيضمن بحول الله تعالى الرفع من شأن قطاع السياحة ببلادنا و نجاح المشاركة الفعالة في هذا المعرض الدولي المزمع تنظيمه في الخامس من الشهر الجاري بدبي، و عدا ذلك يعد إرتجالية و تجاوزا لمنطق الحكمة بل إنصاتا لبعض الانتهازيين النفعيين الذين لا تهمهم مصلحة الوطن في شيء، لكونهم يتحينون أي فرصة للتكسب و التمظهر و البهرجة و الإقامة بفنادق الخمس نجوم و المنتجعات الكبرى الأمر الذي سيرهق لا محالة ميزانية الدولة بالكثير من الإنفاق على أوجهه الغير أعتيادية وهو ما نربوا بمقامكم عنه تثمينا لتاريخكم و صونًا لمستقبلكم، كما لا يفوتني أن أنبه إلى أن تداخل المهام بين الوزارة المعنية و المكتب الوطني للسياحة و تنازع الإختصاص بينهما – الذي يفترض به أن يكون تابعا لوصاية الوزارة إداريا عكس ما هو قائم- قد يضر القطاع و يسبب الإخلال بتسييره..
و هنا أوجه نداء عاجلا لمعالي الوزيرة التي كان لها السبق في نفض الغبار عن القطاع بشكل عام أن لا تدع الهواة يتلاعبون بمقدرات قطاعها الحيوي الهام ذو المردودية الكبيرة، و بتراثنا العريق و الغني بالتعدد و التنوع لأنه رافدُ ثَراءٍ و قوةٍ لبلدنا يجب أن ترى من يمثلها أحسن تمثيل، و ليس جناح المعرض المخصص لبلادنا إلا سانحة ذهبية لا تُضيع و لأن مثل هذه الفعاليات واجهة و مرآة عاكسة للبلدان و تعريفا بتراثها و ثقافاتها التليدة لذا فإنها تتطلب حنكة و خبرة كبيرة بالمجال و حسن تدبير، و عليه فإني أشد على يدكم سيدتي الوزيرة و أرجو أن لا تتركوا فرصة للمتسللين المتسلقين مع سلم كل سانحة للظهور الإعلامي تحقيقا لمآربهم الذاتية و إشباعا لنهمهم الإستغلالي دومًا لهذا النوع من الأنشطة..، و عليه فإني أعول بعد المولى عز وجل على أن تأخذوا يا معالي الوزيرة بعين الإعتبار نصيحتي الصادقة و التي لا أريد من ورائها جزاء و لا شكورا إلا غيرة مني على الوطن و مصلحته العليا و عملا بمبدأ الناصح مؤتمن و إسهاما في تغيير نهج خاطئ يفسد أكثر مما يصلح، فأنتم يا معالي الوزيرة أدرى بمصلحة القطاع من الجميع بحكم موقعكم السامي لأنكم تعون جيدا ما أقول و أنتم من بإمكانه تغيير ذلك الواقع بفعل جسارتكم و رباطة الجأش عندكم و الجدية و الالتزام و تلكم صفات حميدة حباكم الله بها و تحسدون عليها، و أقولها بملء فيِ ليس ذلك تزلفا و لا نفاقا بل قولا للحق و إعترافا لكم بما قدمتم و تقدمون من جهود جبارة تستحق الإشادة لأنها تسهم في الرفع من مستوى جاهزية القطاع و مسايرته الركب الحضاري و التنموي حول العالم..

أحمد ولد نافع

إضافة تعليق جديد