تل أبيب تتوجّس من قيام حزب الله بإسقاط طائرةٍ حربيةٍ بعد حصوله على منظومات مُتطورّة من الأسد

1 أبريل, 2016 - 11:17

نشر مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ- الاسرائيلي، أمير بوحبوط، نشر تقريرًا، يعتمد على مصادر أمنيّة وصفها بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، جاء فيه أنّ سلاح الجو الإسرائيليّ يُرتِّب الاحتياطات اللازمة، بعدما ألمح السيّد حسن نصر الله، الأمين العّام لحزب الله، قبل عدّة أيّام في مقابلة مع فضائية (الميادين) إلى ضرورة العمل، في وقت ما، على معالجة قيام سلاح الجوّ الإسرائيليّ باختراق الأجواء اللبنانيّة.

جديرٌ بالذكر، أنّ التقرير الذي جاء تحت عنوان “اليوم الذي يطلق فيه حزب الله صاروخًا يُسقط طائرة حربيّة إسرائيليّة” تطرّق إلى التغييرات في ما أسمته المصادر بتل أبيب الواقع الجويّ بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيليّ، حيث بات طيّارو هذا السلاح خلال الأشهر الستة الأخيرة مكشوفين لتعقب متنوع لعدد من الرادارات في الساحة اللبنانية التي تؤثر على النشاط الخاص والجاري، بحسب ما أكّدت المصادر.

واعتبر بوحبوط أنّ التهديد الذي يُحلّق في الأجواء يتمثل في القيام بمحاولة أولى لإطلاق صاروخ ضدّ طائرة إسرائيليّة من قبل حزب الله. فالحزب، بحسب المُحلل، وضع عينه في السنوات الأخيرة على منظومات الدفاع الجويّ المتطورة الموجودة لدى الجيش السوريّ، والتي تشمل فيما تشمل منظومات SA 17 القادرة على مواجهة عدد كبير من التهديدات: صواريخ، مروحيات، مقاتلات حربية، وطائرات مختلفة وكذلك منظومة SA 22 الأكثر تطورًا، على حدّ قوله.

علاوة على ذلك، شدّدّ المُحلل على أنّه يُمكن الافتراض أنّ منظومات SA 6 (القادرة على اعتراض أهداف جوية على مسافة 75 كلم) وSA 8 (منظومة تكتيكية متنقلة لمسافات قصيرة) قد انتقلت إلى حزب الله. ولكي يلتّف على مقّص الرقيب العسكريّ، قال بوحبوط، نقلاً عن مصادر أجنبيّة قولها إنّ سلاح الجو الإسرائيليّ قام في السنوات الماضية بتنفيذ عددٍ من الغارات ضدّ قوافل كانت تنقل أسلحة من سوريّة إلى لبنان، من ضمنها محاولة تهريب منظومة SA-17.

ونقل المُحلل عن طيارين في سلاح الجو الإسرائيلي قولهم إنّ الطرف الآخر، أيْ حزب الله، بات أكثر جرأة في الفترة الأخيرة، ويبدو أنّه يشعر في ظلّ الوجود الروسي في المنطقة بالراحة لتركيز قدرات الكشف الخاصة به على طائراتنا.

وتابعوا قائلين إنّه في بعض الأحيان يصل هذا الأمر إلى حدود التحرش، وعليك أنْ تفكر في ما إذا كان عليك التنازل عن المهمة أو ضرب رأسك بالجدار، على حدّ قولهم. وشدّدّت المصادر في تل أبيب، بحسب التقرير، على أنّ منظومات الكشف والإنذار الموجودة على المقاتلات الحربيّة الإسرائيليّة تسمح للطيّار تشخيص درجة التعقب الذي تتعرض له طائرته، ومعرفة ما إذا كان تمّ الإطباق الراداري عليها كمؤشر على مرحلة الاعتراض. أمّا فيما يتعلّق بالتهديدات التي تواجهها طائرات سلاح الجو في هذا الإطار، فردّ أحد الضباط الكبار في سلاح الجو الإسرائيليّ بالقول: إنّ التهديد يتحدد وفقًا للقدرة والنية. نحن نقدّر الوضع من أجل اتخاذ القرار حول وجود أو عدم وجود تهديد.

من جهة، ما هي القدرة الموجودة، ومن جهة أخرى، ما هي نيات العدو. وتابع: من المُمكن أنْ تكون لدى العدو قدرةً لكن ليس لديه نية، ويُمكن أنْ تكون لديه نية لكنّه لا يمتلك قدرة. وأوضح الضابط عينه، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسيّة القضيّة، أوضح أنّ هذا موضوع أتفحّصه طوال الوقت، ولذلك نحن موجودون طوال الوقت في هذا التوتر الذي نتعامل فيه مع العدو، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ تقديرات الوضع تجري بشكلٍ يوميٍّ، وتتعلّق بكلّ أمر عملية، حسبما ذكر.

بالإضافة إلى ذلك، رأى المُحلل الإسرائيليّ، أنّ المُعضلات التي يُواجهها الطيارون الحربيون باتت أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت، وفي كل مهمة يتم طرح السؤال حول مدى الاحتكاك الذي يمكن الطائرة أنْ تصل إليه مع أنظمة الدفاع الجوي التي نصبت بين سوريّة ولبنان. وقال الضابط الرفيع: نفهم ثمن قراراتنا، وبالتالي يُمكنني السماح للمُقاتلة الحربيّة الإسرائيليّة بالاحتكاك حتى حدّ معين، وفق تعبيره.

علاوة على ذلك، لفت المُحلل العسكريّ إلى الدور الذي يضطلع به سلاح الجو الإسرائيليّ في جمع المعلومات الاستخبارية المتعلقة ببنك الأهداف الذي يعكف على إعداده الجيش الإسرائيليّ، والذي تضخّم بشكل دراماتيكيّ منذ حرب لبنان الثانية، قبل عقدٍ من الزمن. وساق قائلاً إنّ هذا البنك يتطلب أيضًا عناية دائمة وفائقة لفهم ما يجري ليس فقط فوق الأرض، بل أيضًا ما يُعدّه حزب الله تحت الأرض في أكثر من مائتي قرية في جنوب لبنان. ولفت المُحلل أيضًا، نقلاً عن المصادر ذاتها، لفت إلى أنّ بعض الطلعات الجوية التي يجري تنفيذها في الأجواء اللبنانية والسورية تهدف إلى خدمة عمليات موضعية، وتشكل جزءً لا يتجزأ من أنشطة الأمن الجاري التي ترمي إلى توسيع دوائر الإنذار لدولة إسرائيل والرد العملياتي لأحداث متدحرجة، على حدّ تعبيرها.

وما يُثير الانتباه أكثر في التقرير هو توقيت النشر، إذْ أنّه نُشر بعد يومين من سماح الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة لوسائل الإعلام بنشر خبرٍ عن قيام طائرة “مجهولة الهويّة” بالتحليق فوق مفاعل ديمونا النوويّ، جنوب الدولة العبريّة، بهدف جمع المعلومات الاستخباريّة، كما ذكرت المصادر في تل أبيب.

المصدر