هل بدأ المغرب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية عبر بوابة بنما؟

13 يناير, 2016 - 19:02

في تسارع مع الزمن وفي أقل من أسبوع على عودة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية بنما والجمهورية الصحراوية، قام المغرب في سابقة من نوعها بفتح سفارته هو الآخر في ذات البلد (بنما)، يوم أمس الثلاثاء.

ويأتي عمل المغرب هذا كفعل أول من نوعه في تاريخ صراعه مع الجمهورية الصحراوية، حيث جرت العادة أن يعمل في كل مرة تقيم فيها الجمهورية الصحراوية علاقات دبلوماسية مع أي دولة على سحب سفيره والإبقاء فقط على القائم بالأعمال وفي بعض الأحيان يقطع تلك العلاقات بصفة نهائية.

ماذا يريد المغرب إذن من خطوته هذه تجاه بنما؟ وهي الدولة التي عمل في نوفمبر 2013 على قطع علاقاتها بالجمهورية الصحراوية بأسلوب فضحه “كريس كولمان” عندما حاول أو عمل على رشوتها من فوسفاط الصحراء الغربية نفسها المُغتصب.

هناك تفسيران للهلع الذي يُصيب المغرب في المدة الأخيرة، وهما: التأكيد بالملموس لفشله السياسي والدبلوماسي، كما ذهب إليه رأي موقع “صمود” الصحراوي.

الأمر الثاني، وهو المستحيل طبعا، كونه يُريد “الاعتراف” هو الآخر بالجمهورية الصحراوية!.

وبعيدا عن هذا وذاك، فإن تحركات المغرب مؤخرا، تنم فعلا عن غباء سياسي أوقعه في عزلة دولية ليس فقط في ملف الصحراء الغربية، وإنما حتى داخليا مع تنامي وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية وارتفاع بعض الأصوات المنادية بإسقاط الملكية؛ في وقت تعمل فيه الجمهورية الصحراوية على فرض وجودها، الذي أكده ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ إعادة العلاقات الدبلوماسية مع بنما إلى سابق عهدها مطلع الشهر الجاري.

عموما فإن تقبل المغرب لفتح سفارة له إلى جانب الجمهورية الصحراوية في بنما، وإن كان عمل يريد من خلاله حفظ ما تبقى من ماء وجهه، فإنه يُبين لدول صديقة كثيرة للجمهورية الصحراوية، وفي مقدمتها موريتانيا على أن المغرب يُمكنه أن يتعايش مع وجود سفارة صحراوية فيها، وبالتالي وجب على موريتانيا في إطار ما لن يخرج عن الحياد “الإيجابي” فتح سفارة للجمهورية الصحراوية في قلب عاصمتها نواكشوط.

الصحراوي