في مجلس الشيخ حمدَنْ ...الاديب عزالدين ولد كراي ولد احمد يورة عن الإمام حمدا ولد أتاه

13 فبراير, 2024 - 21:49

في سنوات ماضية وفي خضم تسارع وتيرة الأحداث الوطنية والدولية وما صاحبها من انتشار واسع لوسائل إعلامٍ واتصالٍ ملأت الدنيا وشغلت الناس، ومع تزايد الانشغال بأمور الحياة اليومية في العاصمة نواكشوط، كان كثيرا ما يراودني هاجس الخوف من الجهل بأدنى ما تُفترض معرفته من مُرتاد المجالس والمحافل ...

فكنت كلما راودني ذلك الهاجس اصطحبت أحد النصوص التعليمية المحظرية وجعلتُ وجهتي منزل أستاذنا العلامة: حمدن ولْ التاهْ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ملتمسا بحضرته ملاذا عن تيار الأحداث والمشاغل الجارف ...

وذات إقامةٍ بباريس أصبت هدأة من الدراسة والتدريب جال فيها بذهني دون سبب بعض من المواقف التي بقيت في الذاكرة من تلك المجالس العطرة، فأتتني فكرة كتابتها وجعلها بين يدي الجمهور ...

أتذكر أنه قال لي يوما وأنا أشرع في دراسة مختصر الشيخ خليل:’’ أنصحك أن تمر على نص المختصر سريعا دون اعتناء أول الأمر بتحقيقه وتحريره تفاديا للملل والتوقف في وسط الطريق، فإذا فعلتَ ذلك حصلت عندك ألفة مع جميع فصوله وأبوابه، وتكونت لديك جُرأة على بحث أي موضع منه احتجت له، وتحصلت عندك مفاتيح البحث فيه ’’. وقد أدركت فيما بعد رجحان ونجاعة ما أرشدني إليه ...

وحدثني هنا بما قاله العلامة: محمذن بن محنض بابَ بن اعبيدْ الديماني حين نصح من حوله :’’ إياكم وحشو أذهان التلاميذ عند شرح النصوص، فإن كان التلميذ ذا وله بالعلم أكمل مادة البحث بنفسه، وإن كان غير ذلك وفرتُم عليه وعلى أنفسكم عناء التدريس’’.

وقال لى: ’’ إنني أرى في هذا الزمن الذي كثرت فيه المشاغل وضعفت فيه الهمم أن يقوم الشاب بعد دراسة المختصر بالتخصص في باب يتقنه تاركا التخصص في باقي أبوابه لغيره على المنهج العصري’’.

وقلتُ له ذات يوم: إني لاحظت أن الشيخ خليل كثيراً ما يأتي بمسائل في غير مظانها، كتعرضه لمسائل من الضمان في باب الذكاة، وتعرضه لبعض أحكام السماع في بابي النكاح والشهادات، وكبسطه لأحكام الجار عند الكلام على الشركة ... فقال لي: "هذا ما حدا ببعضهم إلى التأليف فيما يعرف بفقه الشوارد، ولكن لا بدَّ من القيام بعمل شامل في هذا المجال يكون دليلا للباحث عن الفروع في نص المختصر وشراحه".

إضافة تعليق جديد