" هل هي طبول الحرب العالمية الثالثة": بوتين" و"قاديروف" يتوعدان تركيا و" أردوغان" يلجأ للـ "الناتو"

24 نوفمبر, 2015 - 16:37

جاء حادث إسقاط تركيا لطائرة روسية مقاتلة فوق الأراضي السورية، ليصب الزيت على النار في الأزمة المشتعلة بين روسيا من جهة، وبعض الدول الرافضة للضربات الجوية الروسية في سوريا وعلى رأسها تركيا بما ينذر بحرب عالمية ثالثة.

فقد جاء الحادث بعد أيام قليلة من نجاح المقاتلات الروسية في ضرب مواقع تكرير وخطوط تصدير البترول التي يديرها تنظيم داعش الإرهابى فى شرق سوريا وشمال العراق، ويعتمد عليها التنظيم اعتمادا رئيسيا في تمويل عملياته وشراء الأسلحة.

وفى أعقاب ضرب المقاتلات الروسية لمواقع التكرير وأسطول نقل البترول من سوريا إلى ميناء " جيهان" التركي على سواحل المتوسط لتهريبه للخارج، خرجت تركيا لتعلن احتجاجها على العملية الروسية، وادعت أن المقاتلات الروسية قصفت مواقع التركمان فى سوريا وكذلك طال القصف قرى ومواقع تركية.

في الوقت نفسه اتهمت روسيا الجانب التركى، بأنه يستفيد من النفط الذي تهربه عناصر داعش للخارج، كونه يمر بالأراضي التركية ويصدر من ميناء جيهان التركي بأسعار تقل عن الأسعار العالمية بنسبة 500 %، حيث لا يزيد سعر البرميل عن 15 دولارا.

كما أن تركيا ترى أن الضربات الروسية تطال جماعات وتنظيمات سورية مسلحة تحظى بالدعم التركي.

وتسارعت الأحداث وردود الفعل الروسية الغاضبة على إسقاط تركيا للطائرة الروسية من طراز سو-24 فوق الأراضي السورية.

وفى أقوى تعليق له على الحادث، أكد الرئيس الروسي " فلاديمير بوتين" أن ما حدث هو ضربة في الظهر من دولة يفترض أنها حليفة لروسيا وتشارك في الحرب على الإرهاب.

وقال إن أعوان الإرهابيين وجهوا ضربة لروسيا – في إشارة لتركيا – وحذر بوتين من عواقب وخيمة لهذا الحادث؛ مضيفا أن استهداف الطائرة الحربية الروسية تم على بعد كيلومتر واحد من الحدود التركية عندما كانت تحلق على ارتفاع 6 كيلومترات، وسقطت الطائرة على بعد 4 كيلومترات من الحدود.

وشدد الرئيس على أن الطائرة الروسية لم تكن تهدد تركيا بأي شكل من الأشكال، إذ كانت تشارك في عملية ضد عناصر "داعش".

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه بعد تحليل بيانات وسائل المراقبة الإلكترونية لم تعد هناك أي شكوك في أن الطائرة الروسية التي أسقطتها مقاتلة تركية فوق سوريا، لم تخترق الأجواء التركية.

وأوضحت الوزارة في بيان أن إسقاط الطائرة من قبل مقاتلة "إف-16" تركية تم صباح اليوم الثلاثاء عندما كانت "سو-24" تعود إلى قاعدة "حميميم" الجوية قرب اللاذقية.

وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استدعت الملحق العسكري التركي لدى موسكو على خلفية إسقاط الطائرة "سو-24" الروسية فوق أراضي سوريا.

وتساءل بوتين بشأن توجه تركيا إلى الناتو بعد إسقاط سو-24: هل تحاول أنقرة وضع الناتو في خدمة "داعش"؟

وفى ظل هذه التطورات المتلاحقة والسريعة، خصوصا بعد حالة الاستنفار العالمي ضد داعش في أعقاب هجمات باريس الأخيرة وحادث إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، فإن الموقف الروسى سيزداد صلابة في حربه على الإرهاب .

وقد تتطور الأحداث في الأيام المقبلة بشكل مفاجئ، في ظل محاولات تركيا، بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان،  تدويل المشكلة الأخيرة وتوريط حلف الناتو في الأزمة، وهو ما يعني مواجهة محتملة بين روسيا وتركيا ومن خلفها حلق الناتو.

فمن المؤكد أن الجانب الروسي لن يكتفي ببيانات الشجب والإدانة والتهديد، وربما يتطور الأمر لرد انتقامي داخل الأراضى التركية، وهو ما يعني اندلاع مواجهة عسكرية قد تكون شرارة لحرب عالمية، أو على الأقل إقليمية، في الأيام المقبلة.

ولا يغيب عن الأذهان ما قاله الرئيس الروسى بوتين خلال مشاركته مؤخرا في قمة العشرين بتركيا؛ حيث قال بالحرف "يوجد معنا هنا في هذه القاعة دول وقيادات تدعم الإرهاب "، في إشارة إلى تركيا والسعودية.

ويرى العديد من الخبراء والمراقبين أن التحركات الروسية الأخيرة وزيارة بوتين إلى إيران، والتنسيق بشكل واسع مع العديد من الدول العربية المؤثرة في المنطقة مثل مصر والأردن والأمارات، تنذر بأن هناك تكتيكا لخطوة كبيرة قادمة في المنطقة، وربما أن حادث إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا سيعجل ما تخطط له روسيا لإنهاء الأزمة السورية وتوجيه ضربة حاسمة للجماعات الإرهابية والدول الراعية لها في المنطقة .

وهناك رأى آخر يرى أن تركيا وروسيا ربما يتجنبان الانزلاق إلى مواجهة مباشرة، بتدخل حلفاء تركيا في الناتو الذين يرون أن المواجهة مع روسيا في الوقت الراهن، غير مجدية .

وربما تسعى تركيا لاحتواء الأزمة مع روسيا عن طريق المساعدة في تسليم الطيارين الروسيين، اللذين وقع أحدهما في الأسر بيد التركمان وقتل الآخر، وبذلك تخفف الضغط على الرئيس بوتين الذي سيحاول الظهور بمظهر القوة والانتقام أمام الرأي العام الروسي والعالمي.

 

قاديروف: تركيا ستندم طويلا على إسقاط المقاتلة الروسية

من جانبه اعتبر الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف أن تركيا ستندم طويلا لإسقاطها المقاتلة الروسية "سو-24" فوق سوريا.

وكتب قاديروف على صفحته في موقع "أنستغرام" الثلاثاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني: "ليس لدي أدنى شك بأن تركيا ستندم لأمد طويل جدا على فعلتها، إذ لا يتصرف بمثل هذا الغدر من يتكلم في كل مناسبة عن الصداقة والتعاون!".
 

وفي حديث لوكالة نوفوستي قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية ميشيل بالدانسا إن تركيا أبلغت الولايات المتحدة بأن مقاتلتها "أسقطت الطائرة الروسية الحربية بعد اختراقها المجال الجوي التركي الثلاثاء". وأضافت أنه بإمكان البنتاغون أن يؤكد "أن القوات الأمريكية لم تشارك في هذه الحادثة".

وأضافت المتحدثة باسم وزارة الدفاع أن المذكرة الموقعة بين واشنطن وموسكو بشأن منع وقوع حوادث في أجواء سوريا "لا صلة لها" بحادثة إسقاط المقاتلة الروسية.

موغيريني: يجب تفادي التصعيد في العلاقات بين موسكو وأنقرة

من جانبها، شددت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني، على ضرورة تجنب التصعيد في العلاقات الروسية التركية بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية من قبل الأتراك.

وقالت موغيريني الثلاثاء: "لقد تحدثت صباح اليوم مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ.. ولا بد من تفادي التصعيد بين تركيا وروسيا".

رئيس التشيك: تصرفات أنقرة تعكر الأجواء في المنطقة

من جهته انتقد رئيس جمهورية التشيك ميلوش زيمان تصرفات أنقرة، واصفا إياها بالخطوة التي ستعكر الأجواء في المنطقة.

أما وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاوراليك فاعتبر أن إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية يعد "تنبيها من أن على المجتمع الدولي الجلوس إلى طاولة واحدة والتوصل إلى اتفاق، وإلا فسيعمل لصالح الإرهابيين".

مخاوف في ألمانيا من تعقد المفاوضات حول سوريا عقب إسقاط الطائرة الروسية

من جانبه، أبدى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مخاوفه من أن حادث إسقاط الطائرة الحربية الروسية قد ينعكس سلبيا على المفاوضات حول تسوية الأزمة السورية.

ونقلت وكالة "DPA" الألمانية عن الوزير قوله الثلاثاء: "يمكن أن نفقد بريق الأمل" في نجاح الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب في سوريا.

مع ذلك، أعرب شتاينماير عن أمله في أن "حسن التفكير والعقلانية سيتغلبان في كلا العاصمتين (موسكو وأنقرة)"، مضيفا أن "كثيرا من الأمور مرهونة الآن بردود الفعل من قبل موسكو وأنقرة".

ميثاق + وكالات