عذراً صلاحَ الدين.. الشاعر الشاب عبد الرحمن النحوي

20 أكتوبر, 2023 - 12:19

ماتَ الطبيبُ.. ومَاتت الأحلامُ
فالطفلُ نارٌ والمريضُ حُطَامُ 

ماتَ الطبيبُ.. فماتَ ما قد أَنجَبَتْ
أزلاً وما لم تنجِب الأرحَامُ

ما هذهِ الأشلاءُ؟ ما بالُ المدَى؟ 
أينَ السلامُ وهل هنَاكَ سَلامُ؟ 

أينَ الكنَانة؟، أينَ سفحُ تهَامةٍ ؟
أينَ الربَى الزَّهرَاءُ؟ أينَ الشَّامُ؟ 

مَاذا أقول.. فَفي السكوتِ مرارةٌ 
ملءَ الوجودِ وفي الكَلامِ كِلَامُ

مات الطبيبُ.. وماتَ طفلٌ لم يمتْ 
فالموتُ حُلم والدمَا أوهَامُ

أمٌ تودعُ زوجَها، ورضيعُهَا 
يسقَى الحِمَامَ فكلهمْ أيتَامُ

لا صوتَ فوقَ النَّار لا تبقي على 
أحدٍ ومَا للهيبِهَا إحجَام 

خطبٌ مَهولٌ فالعجوزُ بقيةٌ
والشيخُ وهْمٌ والفتَاةُ عظَامُ

أينَ المِئونَ الخمسُ أينَ بكَاتها
أوَ تنفَع العبرَات والأسقَامُ؟ 

عُزلٌ قضوا بقذيفَة وحشيةٍ 
تُنسَى بهَا الأحجَام والأرقَامُ 

سقطَ الطبيبُ مع الجريحِ معَ الصغيـ 
ـرِ جريمةً نكراءَ لا تلتَامُ 

"المعمَدانِي" فجأةً في نكبَةٍ 
ماتتْ بها الآمالُ والآلامُ 

"المعمدَاني" فجأةً في نكسةٍ 
 نكِستْ بها في مهدِها الأَعلامُ 

طفل يودعُ خبزَهُ ودماؤهُ 
للناسكين بقدسها إحرام

أين الحقوقُ فكل بيتٍ نازفٌ 
والموتُ حتمٌ والسلامُ حرَامُ

يا ثأر معتصمٍ على امرأةٍ نعتْ 
نهراً من الدمِ فَالرجَالُ نيَامُ 

عذرا صلاح الدين إن قلوبنَا 
يغتَالها الترديدُ والإبهَامُ 

عذراً أبَا الزهْرَاء إنَّ دماءَنا 
هانتْ، فمَا في المسلِمينَ إمَامُ 

الأرضُ فوضَى والبريَّة سيبَةٌ 
والغربُ كَرْبٌ والحقوقُ كَلامُ 

ورجَالُ أمتنَا العظيمَة أصبحُوا 
في صمتهمْ فكأنَّهم أنْعَامُ 

ما أعظمَ القسَّامَ إنَّ جمَالنَا 
وكمَالنَا وهلالنَا القسَّامُ 

يا غزَّة المجدِ الأثيلِ تلطَّفي 
فغداً يزولُ بنوركَ الإظلامُ 

وتنكَّسُ الأعلامُ من صهيونَ في 
فلقِ الضحَى وتكسَّرُ الأصنَامُ 

وتقومُ قائمَة الشريعَة فوقَها 
ويصفَّدُ القنَّاصُ والحجَّامُ 

وتسطِّرُ الأقلامُ يوماً خالداً 
حتَّى يفيضَ مدادُها المقدَامُ 

والقدسُ بالإسلامِ يورقُ عودهَا 
والنصرُ يرفلُ والسَّلامُ خِتَامُ

إضافة تعليق جديد