لا يجد كثير من متابعي الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في موريتانيا أي تفسير للحالة التي يعيشها بلدنا من فقر وتخلف في كافة المجالات مع وجود موارد مالية واقتصادية وثروات هائلة، فضلا عن الموارد البشرية المقتدرة والمؤهلة ولكنها مغيبة بفعل تجذر المحسوبية والمحاباة والزبونية على حساب الكفاءة والولاء للوطن.
يعتقد كثيرون، وبينهم غالبية المواطنين، أن موريتانيا منذ 1978 تحولت إلى "كعكة يتقاسمها كبار الضباط والشخصيات النافذة تقليديا" مما جعل مسار التنمية، الذي بدأ به الرئيس المؤسس المختار ولد داداه، ينحرف عن مساره ليتحول الهدف من التعيينات إلى اكتساب امتيازات شخصية للنخب المتعاقبة حيث أصبحوا إقطاعيين ورجال أعمال ومن كبار الأثرياء من موارد الشعب والوطن، وذلك على حساب غالبية الشعب الذي يعاني الفقر والجوع والمرض والتشرد.
ما تشهده بلادنا من فساد تجذر واستفحل أكثر في عشرينية ولد الطايع ونجمت عنه ولادة جيل كامل من الانتفاعيين الانتهازيين الموالين لكل نظام يصل للسلطة مهما كانت سلبياته، وهو ما جعل التنافس محموما على التملق والنفاق للحكام وليس لبناء الوطن ودولة القانون والمؤسسات.
ما تشهده موريتانيا من نهب وفساد سيتوقف حتما وسيكون يوم الحساب العادل قريبا جدا، ولن يستثني لا الأحياء ولا الأموات ممن نهبوا الوطن وثرواته وحولوه إلى عدم.
لقد أصبح شعبنا أكثر نضجا ووعيا بما يجري ولم يعد يقبل السكوت على الفساد والنهب، ولم يعد يرضى بتعيين المفسدين وأبنائهم في المناصب الهامة على حساب أصحاب الكفاءات الوطنية من غير "المسنودين". ستصبح بلادنا بخير وسيلقى كل جزاءه الذي يستحقه وفق مبدأ العقوبة والمكافأة لتحظى موريتانيا بحقها في التنمية والرخاء ويستفيد مواطنوها من ثرواتها المنهوبة.
أبو محمد
زاوية "بلا قناع" العدد 770 من صحيفة "التواصل" الصادرة يوم الاثنين 11 سبتمبر 202
إضافة تعليق جديد