أقول له لو جاء يطلب يدى /الإعلامية وناشط الجمعوية مريم اسلم السبتي

4 سبتمبر, 2023 - 21:00

 كان فى زماننا القديم ما قبل الاستقلال و بعده الى غاية السبعينيات من القرن الماضي عادات و تقاليد 
هي دستور بالنسبة للزواج عند بعض المناطق و من أهم مواد هذا الدستور:
المادة1 - أن الأهل يختارون للمرأة الزوج المناسب لها حسب رأيهم و دون اعطائها أي رأي فى اختيار 
شريك حياتها لأنهم هم من يقرر مصيرها وفى حال رفضها تعتبر خارجة عن السلطة و منبوذة فى مجتمعها 
ولن يتقدم لها رجل بعد ذلك و كذلك بالنسبة للرجل تطلب له امه يد فتاة ولن يتزوج غيرها حتى وإن لم يكن 
يحبها فعليه تطبيق تلك القوانين ، وكان الزواج عندهم يبدأ من سن التسع سنوات لأن البنت تصبح مؤهلة 
للزواج بسبب السمنة وتصبح الفتاة أكبر قدر من سنها)لبلوح الذى يبدأ من سن الرابعة من العمر(.
المادة2 -أن يكون الزوج ابن عمها أو ابن خالتها لأن الأسرة موصدة على هاذا النوع من الزواج و عند 
الخطوبة تأتى والدة الرجل فى الثلث الأخير من الليل كي لا يراها أحد لأن الخطبة محاطة بالسرية التامة حتى 
يعلن رسميا عن الزواج ويطبقون فيه المثل )ولد عمى بانعايل ألا بران باحمايل( المهم عندهم ليس المال و 
لا الجاه وإنما مربط الفرس أن يكون هو ابن عمها كي يتم زواجهما أو تبقى عانسا طيلة حياتها. 
المادة3 -وهي المهر هنا يعقد على مهر قدره ربع دينار ذهبا و يضع اهل المرأة شروطهم المعروفة وعندما 
يأتى المهر يعيدون للرجل ثمن شراء الشروط فى حال قبوله لهم و يتم الزواج و تأتى العروس الى بيت اهل 
العريس بما تيسر لديها من جهاز مع واجب اهل الزوج .
أما فى هذه الحقبة التى أصبحت فيها العنوسة هي سيدة الموقف بسبب غلاء المهور و التفاخر فى 
جميع انواع المظاهر السيئة التى بلغت بسببها نسبة العنوسة فى بلادنا ستين بالمائة و أستحدثت فيها عادات 
و تقاليد مخالفة للدين و الشرع هي التى أدت الى عزوف الرجال و النساء عن الزواج نظرا لتلك التكاليف 
الباهظة التى هي فى الحقيقة أكثر ضرها من نفعها. 
و من هذه المظاهر:
هو أن يأتى رجل ذو مال و الحمد لله على نعمه اللهم حسد ، ويأتى بمهر كبير وهو ما ثقل وزنه من 
الذهب وكثر عدده من المال لعروسه و من الحوائج الثمينة عند الزواج، و يتفاخر به أمام الناس كي يقال هذا 
ثري و اعطى لزوجته كذا وكذا ، وكان أحرى به أن يدفع مهرا عاديا منه أما الباقى فيحتفظ به لزوجته حتى 
تأتى اليه و يعيشان به عيشة طيبة ولا يكون سببا فى إحراج أخيه الذى ليست لديه إمكانيات مثله و حتى لا 
تنظر صديقات زوجته لما حظيت به هي و يعزفن عن الزواج ينتظرن من هو أغنى  منه. 
و فى نفس النطاق نتحدث عن ماهو أدهى و أمر وهو جانب الزواج عند أهل المرأة حيث تبدأ 
المشاكل التى لاحصر لها فى البداية تتصل والدة العريس على أم العروس لخطبة ابنتها و تحدد لها اليوم 
الذى ستأتى فيه كي تطلب يد أبنتها و يبدأ الإستعداد لذلك اليوم و يقدمون أهل الفتاة جميع انواع الموائد و 
اشكالها حتى أن بعضهم يأتى بالفنانين و الطبالين)بنجه( و يرمون الأوراق النقدية التى هم فى أمس الحاجة إليها 
ويقدم اهل العريس ما يسمى بالسلام و هو عبارة عن بعض النقود و يحددون موعد الزواج وتنتهى الأمور. 
وفى بعض الأحيان تفسخ الخطوبة بين الإثنان ويصبح ذلك  كأنه حلم فاق صاحبه من سابع نومه . 
بعد ذلك يأتى يوم الزواج و يأتى اهل العريس بالمهر و ما يعطى للمرأة عند رجوعها لأهلها بعد 
ثلاثة أيام من الزواج )تمراك اسبوع( و العوائد التى تعطى لمن كانو يخضبون أيادى العروس بالحناء و 
حلاوة الزفاف )بونتى( ثم بعد ذلك يقوم اهل العروس بالواجب أتجاه العريس و أهله وتبدأ المشقة الكبرى، 
واجب العريس جمل و ملابس )آنسامبله من أزبى( مع علبة مسك غالية الثمن مع احذية غالية الثمن هي 
أيضا و البعض يرسل معها ساعة ثمينة هذا ما يخص بالعريس.
أما بالنسبة للأهل فحدث ولا حرج الأم و الأب و الإخوة و الأخوات و الخالات و العمات و الأعمام و 
الأخوال الكل سيعطى له نصيبه من الغنيمة ، و بعد ذلك يبدأ جهاز العروس لبيتها فيعطو لها اهلها جهاز بيت 
بأكمله و عندها يصبح الأهل هم أفقر الفقراء و يقضون أعمارهم فى قضاء دين ذلك الزفاف الذى أتى على الأخضر و اليابس ، وكان من 
الأفضل لهم أن يعقدو قران ابنتهم على الرجل و يتركوهما يبنون حياتهما حسب امكانياتهما. 
ماذا أقول له لو جاء يطلبنى أقول له اننى ابنة فقراء و اريد ثريا يعوضنى عن فقرى ام أقول له أنا غنية و أنت ابن فقراء ولا يمكنك الزواج  بى .
من هنا فإننى أرجوا من مجتمعنا هذا ترك هذا النوع من المظاهر السيئة و الدخيلة علينا كي يتكن 
الرجال و النساء من بناء أسر هادئة و غير مكلفة من أجل المحافظة عليها ، و تكوين اجيال قادمة على 
المبادىء الصحيحة للزواج.

 

إضافة تعليق جديد