ذكريات حرب أكتوبر : الرجال وأشباه الرجال – 17: كيف خدع السادات عرفات والبسه “العمة”!/ دكتور محيي الدين عميمور

6 نوفمبر, 2015 - 12:32

في يوم الأربعاء 9 نوفمبر 1977 أطلق السادات جملته المشهورة خلال لقائه بمجلس الشعب المصري حيث قال، بصوته القوي وبلهجته المسرحية المعروفة : “إسرائيل ستندهش عندما أقول أنني مستعدّ للذهاب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته، ومناقشتهم”.
ويقول محمود رياض، الذي حضر اللقاء البرلماني، بأنه لم يدُر في خَلَده أن الرئيس يعني ما يقوله، واعتبر ما سمعه مبالغة كلامية، وهو نفس ما قيل لياسر عرفات، الذي أصرت السلطات المصرية على أن يحضر الاجتماع، وكان بعدَ الخطاب في حالة عصبية شديدة ويقول بأن: “الرجل ألبسني العمامة (ضحك عليّ) وأنا جالس أمامه”، لكن غالي يقول بأنه، وعرفات، لم يفهما تداعيات ما قاله الرئيس (بطرس غالي – طريق مصر إلى القدس ص 20)
ويلتقط بيغين الكرة ولكنه يُعلن شروطه مسبقا ويقول: “إسرائيل لن تنسحب إلى ما وراء خطوط 1967، ولن تقبل بقيام دولة فلسطينية”.
والواقع أن إسرائيل رحّبتْ بالزيارة لأنها، في حد ذاتها، اعتراف بها وتطبيع للعلاقات معها وفرصة للانفراد بمصر، وسوف يمكنها من ذلك ما بدأ يتردد في بعض الأوساط المصرية، وهو نفس ما كان يقوله الشاه، عن تضحيات مصر ولا مبالاة العرب الآخرين بها.
ويتوجه السادات إلى سوريا لإقناع الأسد بفكرة الزيارة، ولكن مضيفه يقول له إن : مجرد الذهاب إلى إسرائيل في حد ذاته يعطي معنى “الاستسلام”، فإذا أضيف إليه أنه يتم بدون تأكيدات أو ضمانات فهو يخشى أن يكون هناك من يضعها موضع الخيانة، وهنا، كما يقول هيكل (ص 364) انفعل السادات وتساءل بحدّة : من الذي يستطيع أن يتهمني بالخيانة، هؤلاء الأقزام الذين لم يُحاربوا واكتفوا بإلقاء الخطب ؟(..) إن الناس تعبوا من الحرب، وأنا أيضا تعبت، ويرد الأسد : إن الشعوب لا تتعب من أي تضحيات تعطيها لتحقيق أهدافها ولكن الذي يتعبها هو ضياع هذه الأهداف، ثم راح يتحدث عن المسؤولية القومية وعن كفاح الأمم، ولكن السادات قاطعه قائلا : هذا هو الكلام الذي عطلنا عن مواكبة العصْر سنين طويلة !!.
ثم نفذ صبر الأسد وقال للسادات : إن هذا التصرف استهتار وخفة، ويرد السادات (..) بأنه إذا كان الأسد على استعداد لأن يعطيه الإذن بالتحدث باسم سوريا، كان بها، وإن لم يكن .. فيا دار ما دخلك شر، ويرد الأسد بأن الشرّ”ملأ الدار كلها”.
ويقول إسماعيل فهمي تفنيدا لمبررات الزيارة ( ص 333) بأن لم يكن هناك ضغط على مصر يُبررها، ولم تكن هناك مشكلة بالنسبة للعائد المالي (قناة السويس وعائد البترول) وتحويلات المصريين في الخارج وخصوصا في البلدان العربية كانت تتدفق، ودفعت بلدان الخليج لمصر أموالا طائلة.
ويناقش هيكل ما قاله السادات عن الذين لم يُحاربوا قائلا (حديث المبادرة- ص :67) “قدمت دُول المساندة لدول المواجهة، ومصر من بينها، ما لا يمكن إنكار أهميته من أسباب الدعم (..) لكننا هنا وقعنا في خطأ دفَع الشعب المصري ثمنه، وهو أن دول المُساندة ودول المُواجهة معا رأت أن “تغطّي” الأرقام ولا تكشف تفاصيلها (فكل حديث عن دعم دول المواجهة كان يبدو للعرب نوعا من المنّ ومصدرا لحساسيات لا داعي لها، خصوصا وكثيرون من بيننا عاشوا طويلا النتائج السلبية للتذكير المتكرر بالمعونات) والنتيجة أن المصريين تصوروا : “بأن هؤلاء الذين اغتنوا من رفع أسعار البترول، نتيجة لحربنا نحن في أكتوبر، احتكروا لأنفسهم الذهب وتركوا لنا التراب”.
ويواصل هيكل: والنتيجة أننا تركنا حملات التشكيك الموجهة إلى الشعب المصري تحرّضه على أمته (..) بهدف أن يهتز يقينه بنفسه ليصل إلى حالة من الإحباط الشديد، تورثه شعورا من اللامبالاة يجعله يقبل بما لا يمكن قبوله، ويسكت عمّا لا يجوز السكوت عنه.(ولا جدال في أن مصر دفعت أكبر ثمن في المواجهة مع العدو الصهيوني، ولعل ذلك الثمن الباهظ هو ما يجعلنا نشعر بالسخط على الرئيس السادات ومن يناصرونه لأنه لم ينتزع من العدوّ مقابل ما خسرته مصر عبر عدة عقود، وكانت النتيجة كما سوف نرى أن إسرائيل تتحكم اليوم في رقبة مصر المائية، وخسرنا جل أصدقائنا عبر العالم، من إسبانيا إلى قبرص ومن اليونان إلى الصين ومن إثيوبيا إلى الهند)
وأعود إلى هيكل الذي يستعرض تطور مشاعر الشعب منذ الإعلان عن الزيارة فيقول (ص:74/85) بأن “ردّ الفعل التلقائي الغالب كان عدم التصديق (..) وكان مما ساعد على هذا الشعور أن صحفنا راحت تقول بأن الزيارة لا يمكن أن تتم إلا بتعهد إسرائيلي بالانسحاب وإقامة الدولة الفلسطينية (..) وصحيح أن بيغين أعلن شروطا (..) إلا أن ضجيج المهرجان أغرق كل الكلمات (..)”
ويُعيّن الساداتُ صديقه القديم، محمد إبراهيم كامل، وزيرا للخارجية، لكنه لم يكن مستعدا لمرافقته في الزيارة فيختار لذلك بطرس بطرس غالي، الذي يقول في كتابه : “كان إسماعيل فهمي ومحمد رياض (كاتب الدولة للشؤون الخارجية، وهو غير محمود رياض) قد آثرا الاستقالة على مرافقة الرئيس إلى القدس (..) وكانت الصحف العربية تكتب عبارات مسمومة (!!)كانت تقول ليس هناك مسلم يقبل مصاحبة الرئيس، ولذا اختار المسيحيَّ بطرس غالي، المتزوج من يهودية” !!!(..)
وتهبط طائرة الرئيس المصري في مطار بن غوريون يوم السبت 19 نوفمبر 1977، ويقول هيكل محلّلا : إن طول صراعنا العنيف والدامي مع إسرائيل خلق في أعماقنا اهتماما، وربما فضولا مكبوتا، حول ما يتعلق بالعدو (..) وهكذا فإن زيارة إسرائيل أصبحت استعراضا لا نظير له في العالم، أتاح لجماهير الشعب المصري فرصة اكتشاف المجهول الإسرائيلي (..)لم يعودوا متفرجين على مشهد مثير وغريب، وإنما تحولوا، حتى رغم إرادتهم، إلى مشاركين فيه (..و) أية تحفظات كانت لهم قبل وقوع الحدث تاهت في خضم التأثيرات الجارفة وتبعثرت (..) والكل تحمّسوا، ولو بتأثير العدوى من حماسة الآخرين له (..) وترتب عن ذلك أن المطلوب الأول في هذه المرحلة أصبح إعطاء الحدث فرصة التجربة (..)
وكان هناك من قال: لقد ذهبنا نحن إليهم وأثبتنا أننا أكبر منهم، وسوف يخجلون من أنفسهم ثم يجيئون إلينا بطلب الصفح والغفران (..) لا بد أن يكون هناك شيء وراء كل هذا (وكانت معادلة الصِّغر والكِبر قد استقرت في وجدان الكثيرين، وستكون وراء الانزلاقات في التعامل مع الآخرين).
والذي حدث هو أن ردود الفعل العربية كانت بالغة العنف، وكانت قمتها ما نقل عن العاهل السعودي الملك خالد قوله بأنه كان يتمنى، وهو يتابع تحرك طائرة السادات نحو إسرائيل، أن : “تسقط الطائرة بالرئيس قبل أن يكمل رحلته ويفضحنا جميعا”.
ويُروى أن عنصر الدهشة كان هو الغالب على المستقبلين الإسرائيليين للطائرة، وكان أكثر المندهشين غولدامائير، التي علّقت فيما بعد على حصول كل من السادات ومناحم بيغين مناصفة على جائزة “نوبل” للسلام، والتي كانت مبرر إضافة لقب “بطل السلام” للسادات لتقترن بلقب بطل الحرب، فقالت: الاثنان لا يستحقان جائزة نوبل وإنما جائزة “الأوسكار” (التي تعطي للمتفوقين في التمثيل)
ويستعرض غالي الزيارة قائلا: “غمرت الأضواء سلم الطائرة المصرية التي كانت قد هبطت في المطار الإسرائيليّ (..) انتهت مراسيم الاستقبال الرسمي على عجل، وفي سيارة تنطلق إلى القدس جلس إلى يساري موشي دايان وزير خارجية إسرائيل (..) قال إنه يريد مني أن أنقل رسالة إلى الرئيس السادات، وكانت كالتالي : إذا تضمنت كلمته في الكنيست أية إشارة إلى منظمة التحرير الفلسطينية فذلك لن يجعل من السهل سيادة الجو الجديد من المصالحة الذي نريد تشجيعه (ص 27)”.
ويواصل: “استيقظنا في الفجر. ذهبنا إلى المسجد الأقصى حيث صلّى الرئيس ومرافقوه، وقفتُ على مقربة منهم، بينما كان المصلون ينحنون ويركعون (؟؟)أرغمت نفسي على التفكير في الحذاء الذي تركته خارج المسجد، وما يمكن أن يحدث إذا لم أجده في الكومة الكبيرة الموجودة هناك (؟؟) بعد ذلك ذهبنا إلى كنيسة القيامة (..) وألقى المطران خطبة نارية هاجم فيها الاحتلال والممارسات الإسرائيلية (..) واستمع الرئيس السادات إلى المطران بلا انفعال (..)
ثم بدأ الرئيس خطابه التاريخي، وكنت حتى تلك اللحظة أتصور أنه سيلقي الخطاب الذي أعددتُ مسودته، لكن الخطاب البديع الذي ألقاه كان مختلفا تماما (..)”.
ولا بد للأمانة من القول، وبعد ما يقرب من أربعين عاما، بأن صياغة خطاب الرئيس المصري في الكنيست ممتازة، حيث التزم بوعده وقال رأيه للإسرائيليين في عقر دارهم، ولم يبتعد عن الموقف العربي الجماعي، ولكنّ ردّ بيغين كان خبيثا ولم يكن فيه التزام بشيء، وهكذا عاد السادات إلى مصر خاوي الوفاض، إلا من بقايا ما أسماها هيكل “ليلة العرس″، وإن لم يقل عرس منْ على منْ؟
ونفذ السادات في خطابه ما أمرت به إسرائيل عن طريق دايان.
ويواصل غالي (وفيما بعد) “بدأ وايزمان الحديث فتكلم عن ذكرياته عن القاهرة عندما كان طيارا في سلاح الطيران الملكي البريطاني في الحرب العالمية الثانية، وأجبته (ص 31) بأن قاهرة الأربعينيات ليست هي قاهرة السبعينيات، وأن القاهرة التي عرفها كانت مدينة أوروبية أنيقة، أمّا الآن فقد أصبحت عاصمة آسيوية مزدحمة” !!!(وما زلت أحس بالخجل وأنا أسترجع اليوم، وبعد نحو أربعين سنة، ما قاله الوزير المصري للمسؤول الإسرائيلي وكأنه يتحسر على زمن الباشوات، ويدين مرحلة الثورة)
والواقع أن التحليل النهائي للقاء الكنيست يثبت بأن السادات اتجه بخطابه للرأي العام العربي ليبرر خطوات أخرى كانت موجودة في فكره، وتجاهلُه لمنظمة التحرير الفلسطينية يؤكد ذلك، في حين أن بيغين انتهز الفرصة ليقول علنا ما لم يواجهه الرئيس المصري بالرفض العلني، وهو الادعاء بأن العرب هم الذين بدئوا الحرب ضد إسرائيل أربع مرات بدون استفزاز، وأن حروب إسرائيل كانت كلها دفاعية ومشروعة، بالإضافة إلى تكراره أكذوبة أن العرب هم من نادوا بشعار إلقاء اليهود في البحر في حين أن إسرائيل لم تكن تطلب غير حق العيش في أمان مع العرب.
ولم يثبت على الإطلاق أن زعيما عربيا واحدا رفع ذلك الشعار.
ومجرد عدم ردّ السادات على أقوال تهدم أساس الموقف العربي بأكاذيب غير ثابتة يجعل من خطابه، بكل بلاغياته وأدائه المسرحيّ، مجرد ممارسة للذة الشخصية، خصوصا وقد تعهد قبل انتهاء الزيارة باستمرار الاتصال، وأن يكون كل شيء قابلا للتفاوض، وبأن تكون حرب أكتوبر 1973 آخر الحروب (حديث المبادرة ص 107)
ويقول فهمي أن السادات أراد أن يثبت للرأي العام وللمصريين أنه أفضل محام للقضية العربية (..) غير أنه واصل تقديم التنازلات لإسرائيل (..) حتى وصل إلى مركز كان عليه فيه إما أن يعترف بخطئه وإمّا توقيع معاهدة صلح من إسرائيل بشروطها (ص 334) وتسبب رفض الدول العربية لمبادرته في إصابته بارتباك تام.
وللفرار من المأزق وفرض الأمر الواقع على الجميع وبدون التشاور مع المعنيين يفاجأ السادات الجميع، الأمم المتحدة والدول العربية والاتحاد السوفيتي وسوريا ولبنان والأردن، بالدعوة إلى مؤتمر بالقاهرة، بهدف الإعداد لمؤتمر جنيف للسلام، وهو ما سوف يُسمّى مؤتمر فندق “مينا هاوس″.
ويقول غالي بأنالرئيس : “أعلن في مجلس الشعب يوم 26 نوفمبر أنه يدعو إلى عقد اجتماع غير رسمي (..)يضم إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية (..)وعندما طلب مني السادات أن أعد للمؤتمر غير الرسمي كنت أتساءل: هل كان في الواقع يُخفي عزمه على التفاوض الثنائي مع إسرائيل وتجاهل العرب؟(..) ثم التقيت بالدكتور الدجاني(سفير فلسطين في مصر) وسلمته الدعوة الموجهة إلى المنظمة للاشتراك في مؤتمر القاهرة التمهيدي (..) وقد”استخدمتُ” هذه الرسالة منذ ذلك الحين كثيرا لأثبت أن الفلسطينيين ضيعوا فرصة الحديث المباشر مع إسرائيل (..) ولكني عندما أراجع الأحداث الآن أجد أنه لا بد من أعترف (..) بأن المحادثات التي اقترحناها في مينا هاوس (مقر المؤتمر الفاشل) كانت سابقة لأوانها” (فقط، سابقة لأوانها).
ويعلق محمود رياض على الخطاب قائلا إن الرئيس لم يكتف بالدفاع عن زيارته للقدس وإنما شن هجوما عنيفا على السوفييت ومنظمة التحرير الفلسطينية والدول العربية التي عارضت زيارته، وكان أسوأ ما في الخطاب ما تضمنه من خداع للنفس ومحاولة لإغراق الشعب في آمال كاذبة حول سلام وهمي، حيث كان من بين ما قاله: “أقول بكل السعادة، لقد تحقق الهدف الأول والأكبر من رحلة التاريخ (!!!) وهو تحطيم حواجز الشكوك والمخاوف وفقدان الثقة والكراهية، وبدأنا نسلك سلوكا حضاريا يلتزم بمسؤولية القادة أمام شعوبهم وأمام الأجيال القادمة”.
ويلاحظ رياض هنا (ص 489) أن السادات استعمل صيغة الجمع عند الحديث عن “السلوك الحضاري”، جاعلا من بيغين، وهو أكبر سفاح عرفته فلسطين، من المتحضرين.
ويردّ رئيس وزراء إسرائيل وزعيم الليكود بعد أسابيع قائلا إن أمن إسرائيل لا تحققه زيارة الرئيس المصري للقدس، وإنما يرتكز أمنها على تفوقها العسكري، ومنع قيام الدولة الفلسطينية.
ويواصل رياض إشارته لخطاب السادات قائلا بأن : “الرئيس المصري نفى أن يكون هدفه التوصل إلى اتفاق منفرد مع إسرائيل، وأعلن أن كثيرا من جماعات الضغط لحساب إسرائيل (أو اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة) قد تم تجميدها كلية”، ويقول رياض : “لست أدري كيف أقنع السادات نفسه بهذه المعلومات المُضللة، فقد حدث العكس تماما، حيث استطاعت اللوبيات إرغام كارتر على التراجع عن الحل الشامل الذي كان يُنادي به”.
ثم يقول إن : “السادات لم يخرج من زيارة القدس بأي نتائج، ولم يحاول الاستفادة من موقف كارتر بالتشاور معه أولا، لكنه فضل الاستهانة بالرأي العام العربي، وانتابته السعادة الغامرة بظهور صورته على التلفزة الدولية، وإشادة الإعلام الغربي، الواقع تحت التأثير الصهيوني، بشجاعته وحكمته”.
وعندما نعرف أن معظم المنابر الإعلامية الغربية واقعة تحت سيطرة اللوبيات الإسرائيلية نفهم سر تمجيدها للرئيس المصري، الذي حطم أهم أسوار عزلة دولية وجهوية خانقة كانت تئن منها إسرائيل، وأعطاها جرعة من الأكسجين ضاعفت من غرورها وصلفها، وكانت بداية المواقف الذليلة التي عشنا مثلها بتصويت مصر في الأمم المتحدة بالأمس لصالح إسرائيل، في حين كان الامتناع عن التصويت أخف الأضرار.
رأي