عندما يُكْلم الساحر) كتب أستاذنا العميد إسماعيل ولد محمد يحظيه في رثاء العلامة الدكتور محمد المختار ولد ابَّاه طيب الله

2 يوليو, 2023 - 23:49

كتب أستاذنا العميد إسماعيل ولدمحمد يحظيه في رثاء العلامة الدكتور محمد المختار ولد ابَّاه طيب الله ثراه تحت عنوان: ,,عندما يُكْلم الساحر,, .

ألقيت في الأمسية التأبينية التي أقامها (مجلس اللسان العربي) في نواكشوط يوم 13 يونيو 2023 

هو الدهر يغشانا فنلهو بزيفه :: دِراكا فيرمينا بهول المصائب
ويمكسنا محض المودة بالجفا :: ويكشر عن أنيابه بالعجائب
فكم سام أحلامَ الورى ضيمَ جوره :: وما الضيم إلا نقص أهل المناقب
أتانا لسان النعي حسرى فدمدمت :: أراجيف وادهمَّت رحاب المضارب
هو الوعد لم يمهل أخانا وحبنا :: محمدَنا المختارَ عالي المراتب
نُعاب اذا استنحى بنا الخطب مجزعا :: كما استصرخ المرعوب في وجه ناعب
أحقا عباد الله أن لست آنسا :: لدى موطن الأرماس رِكزا لغائب
وهل تهرب الأجفان من سكر نومها؟ :: أم السكر يجفو في اختداع المُوارب؟
...................
ألا أيها الطود المسافر غاديا :: سقتك الغوادي بين تلك النصائب
إلى ربك الرُّجعى فنم في سكينة :: ترفرف في العلياء بين الكواكب
لئن أمعن الناعون في قضِّ مضجعي :: فإني لغلاب الخطوب الغوالب
أنا الساحر المكلوم لو تذكرونه :: سأُلقي عِصىَّ السحر فاخشوا مقالبي
تلقفت إفك السحر مذ كنت ناشئا :: ولا زلت حتى أن علا الرشد غاربي
وودعتها بضعا وستين حِجة :: أحابيلَ حبلى باجترار المتاعب
وأسديت نصحي وافر الحظ مرشدا :: فأمحضتُه من ليس بالمتقارب
وأفنيت أنصاف الليالي دريئة :: ليجبرن ما أنهكنه من مراكبي
.............
لك الله لا أُلفى لمنْآك ساليا :: أبردا وهذا الميز بالغيظ غالبي؟
لأودعتَ سر النور كالبدر بازغا :: وودَّعتَ مثل الشمس ألقت بحاجب
وشيدتَ سرحا كالسماكين عاليا :: وثيق العرى لا واهنات العناكب
وكم راجم بالغيب ألجمت غيه :: وألهمت نجواه فساح المذاهب
وفتيان صدق حثحثوا نحو بابكم :: لراجحة الفتيا رقاب النجائب
خفافا تداعوا من فجاج بعيدة :: فآبوا بطاء الخطو بُجر الحقائب
وكم سارب في الغي أفزعت سربه :: وقد كان غُفلا في فجاج المسارب
فأثقفته ملء الثقاف بحكمة :: وأجهضت منه فاتكات المخالب
وألقيت حب الخير في روع أمة :: وأبقيت ما أبقيت ضربة لازب
خبرتك في الآفاق مذ كنت ناشئا :: وأُشربت ما أُشربت اذ طُرَّ شاربي
فغب في سبات الوعد غيبة مخلص :: تبوأ عند الله أسنى المراتب
وعش في رحاب الخلد نعماء ناسك :: شديد بياض القلب صفو المشارب
كأنك لم تمكث من الدهر ساعة :: لتجلوَ بين القوم ريْن المواهب
ولم تتبوأْ مقعد الصدق في الورى :: ولم تُلق عوراء الخطايا لجانب
ولا محدثا أحدوثة السوء مسلكا :: ولم ترم بين القوم نظرة عاتب
ويا رب ليل من جمادى ادَّرعتَه :: سجيسَ الليالي بين مذك وحاطب
فمن آنِسٍ يستشعر الوحي قابسا :: ووسنانِ ليلٍ رغبة في الرغائب
...........
ألا قاتل الله المنايا وصرفها :: وأرشد عمرا عابرا غير آئب
فلم تأْلو تستاف النفوس وتنتقي :: إذا جمجمت في الجمع شم الأرانب
تضيق العيون النجل عن كسب ودها :: وتصمي الندامى بالسهام الصوائب
وتغدوا عيون الأرض غورا كأنما :: قد أشفقن أن يُجرعْن سم العقارب
..........
أيا غيضة اليتُّوع مالك غضةً :: كأنكِ لم تأْسيْ لزين المواكب؟
ويا نخلتي لورينَ كيف افترقتما؟ :: وهل ييْنع الخابور من رزء صاحب؟
وعن دُومتي تيْهاء من بطن طارد :: سقى دمنتيهن اصطفاق اللواغب
ويا جبلي نعمانَ هل ما فتئتما :: تريبان أنسام الصبا والجنائب؟
فيا أهلنا ارضوا بالقضا في مصابكم :: فأنتم دعاة الصبر عند النوائب
وما الصبر إلا حيث ما من جلادة :: ولا الحزن إلا في ابيِضاض الحواجب
أبى الله أن يخلو لكم وجهه الذي :: تلقته في الجنات بيض الترائب
.......
ألا لا يخالنَّ امرؤا صفو منزعي :: خلودا إلى تأريب هوج المآرب
أولئكمُ في الله صحبي وصفوتي :: وما الناس إلا ذاهب وابن ذاهب
عليكم سلام الله ما ذر شارق :: وعجَّت الى الديَّان صرخة تائب

 

إضافة تعليق جديد