من الوزير المفتش إلى الوزير المفتش..!!

20 أكتوبر, 2022 - 21:29

الزيارات الميدانية التي يؤديها معالي وزير التهذيب لبعض المؤسسات التعليمية؛ عمل غاية في الأهمية إذا ترتب ما يجب أن يترتب عليه في كل حالة وحال..
وهو ما نعتقد أنه سيتم بحوله تعالى..
وفق الله معاليه وجعله قائد إصلاح جدي موفقا من الله ومهديا به..

لكن شيئا من ذلك لن يستطيع أن يغني عن مسؤولية المفتش ودور التفتيش، ولا أن يحل محلهما..
فهل نعي ذلك ونعمل وفقه؟؟..

ربما لأنه، من بين أمور أخرى؛ زُيِّنَ لنا حب المال وحب القناطير المقنطرة من الذهب والفضة؛ فقد منحنا "المفتش المالي"؛ كل ما يحتاجه من قيمة ووسيلة ومكانة مادية ومعنوية؛ فتحقق لنا أغلب ما أردناه منه..
وربما لأننا أيضا؛ لا نرى في قطاع التعليم غير عنوان شكلي وعلامة ظاهرية على أننا نتمتع بوجود كل القطاعات الوزارية الموجودة في الدول المجاورة وغير المجاورة..
لذلك؛ لم نر في "المفتش التربوي"؛ غير عنوان شكلي آخر لا هدف جوهري من وجوده أصلا؛ فمنعناه كل صلاحية أو قيمة أو دور جدي في بناء قطاع لم نقتنع يوما أن له أية أهمية غير كونه وسيلة لاستدرار التمويلات الأجنبية، والاغتناء بها، وأيضا، للعبث بها دون ملل أو كلل..

أخيرا:
تقول إحدى النكات الشعبية (والعهدة على الرواة)؛ إنه حدث إضراب في المؤسسات التعليمية بنواكشوط مع بداية تأسيس الدولة.. فما كان من أحد المسؤولين إلا أن خاطب التلاميذ قائلا:
"لا ترهقونا بهذا الإضراب.. فإما أن تعودوا لحجرات دروسكم، وإلا فسنستجلب غيركم من إحدى الدول المجاورة وندرسهم بدلا عنكم"..

موجبه:
أن هذه السنة الدراسية (سنة الانطلاق الفعلي لمشروع المدرسة الجمهورية)؛ هي أول سنة يَغِيبُ، أو يُغَيَّبُ فيها المفتشون (على أوسع نطاق) عن مواكبة الافتتاح المدرسي.. في التعليم "الثانوي"؛ على الأقل...

فهل نتوقع أن نسمع قريبا من يقول:
"أيها المفتشون كفاكم مطالبة بالحقوق وبالإصلاحات الجادة.. وإلا فإنه ليس أسهل من أن نكلف غيركم بمسؤوليات التفتيش، ولو كان الوزير نفسه.. فتفتيشكم لا يُدِرُّ أموالا، ولا يملأ جيوبا أو يبني قصورا...
#التعليم_أولا 
#أنصفوا_المفتشين 
محفوظ الحنفي