د. محمد إسحاق الكنتي يكتب .
الوطن والأيديولوجيا…
هبت موريتانيا الرسمية، وبعض علمائها ومثقفيها وسياسييها للدفاع عن الوطن في وجه “سقطة” الريسوني. والثاقل آخرون، ورضي علماء إخوان موريتانيا المنتسبين للاتحاد العالمي لعلماء الإخوان المنظّمين، والمفرّغين، بأن يكونوا من الخوالف عن نصرة وطنهم.
بينما هبت الجزائر؛ بأحزابها، وعلمائها، ومثقفيها للدفاع عن الجزائر. فكان إخوان الجزائر سباقين إلى التنديد بسقطة الريسوني، في حين اكتفى “إخوانهم” عندنا ببيان باهت “يستهجن”، ما وصمه إخوانهم في الجزائر بالسقطة في بيان مزلزل يليق بالانتصار للوطن. وجمد علماء الإخوان الجزائريون عضويتهم في منظمة القرضاوي. ورفعت الجزائر الرسمية السقف عاليا حتى أسقطت الريسوني فدحرجته من رآسة طلما فرح بها…
في هذا الخضم المتلاطم من الردود على إساءة الريسوني؛ ردود شارك فيها المغاربة، والمشارقة، ظهر عضو منظمة القرضاوي، موريتاني الجنسية محمد الحسن ولد الددو، إلى جانب الريسوني الذي وصف وجود وطنه بأنه “غلط”، وتطاول عليه بقوله “ما يسمى موريتاني”!!!
ربما يعذر الشيخ لانحيازه إلى مصالحه الشخصية على حساب وطنه. فقد طمع برآسة الاتحاد حين خرج منها القرضاوي، لكن رعات الاتحاد حولوها عنه إلى الريسوني لحسابات سياسية. وربما رأى الشيخ أن الفرصة أفضل هذه المرة، فقد صمت وصحبه من إخوان موريتانيا في الاتحاد على الإساءة إلى وطنهم، ولم يقتدوا بالجزائريين. فلا عجب إذا كوفئ هذه برآسة الاتحاد مادام ولاؤه له مقدم على ولائه لوطنه…
أتمنى أن يتحقق حلم الشيخ في هذه الغفوة، بعد خيبة حلمه في غزة واليمن فتين الناس أن من رأى لم يكن رسول الله صلى عليه وسلم، وإنما الشيخ النجدي أو أحد أعوانه… وليعلم الموريتانيون “قيمة” وطنهم في سوق التنظيم الدولي للإخوان المسلمين…
“ سوق لبيع بقايا الدين ترتاد ### يرتادها سامر للشر معتاد” كما ورد في “رائعة” العربي ولد الطالب المعلقة على باب السجن.