مشكلة مدينة الطينطان (ملف)/ الدكتور محفوظ محمد الأمين - نائب الطينطان سابقاً

24 أغسطس, 2022 - 11:42

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه 
أما بعد : فأجدني مضطرا للكتابة عن أزمة الطينطان ، الأزمة القديمة المتجددة وذلك لما لاحظت من تطرق أشخاص ناقصي المعرفة بحقيقتها لها فجل المعلومات المتداولة عن موضوعها غير دقيقة 
فكل يكتب لتحقيق غرضه ، وتبقى الحقيقة غائبة عند الجميع 
- فمن المعلوم لدى الجميع ما حصل في الطينطان سنة 2007م
وقد تجاوز منسوب المياه مترين أو أزيد في بعض المناطق ، وفي بعضها مترا ، وفي بعضها أقل حسب انخفاض الأرض وارتفاعها 
وعم الغرق كامل الأحياء الشمالية ( الجديدة ) باستثناء حي" ازْكَيلمايَ" 
لكن السيول جاءت من جهة" سد أهل سيدي محمود" ثم شرٌَقت حتى التقت ب"التامورت" فأصبح ما سلم من الأحياء محاصرا من جميع الجهات. 

لقد كانت الخسائر المادية هائلة لكون السوق في بؤرة الغرق وهو سوق من أعمر أسواق مقاطعات المنطقة 
أما الخسائر البشرية فتمثلت حسب ذاكرتي في وفاة شاب غرقا حاول المرور من منطقة خطرة ولم يكن يحسن السباحة رحمه الله تعالى
- كان المنتخبون في المقاطعة في المعارضة يومئذ : أنا وسيدي محمد سيدي والعمدة سعدنا جدو والحاكم : الإمام ول أهنه والوالي أبوبا
- وفي صبيحة يوم الكارثة وأثناء جلسة علنية للبرلمان طلبت من الرئيس مسعود بلخير كلمة استثنائية خارجة عن موضوع الجلسة واستجاب على الفور وقدمت توصيفا لما حصل ، وسرى الخبر سريان النار في الهشيم 
عند حدود الساعة الواحدة زوالا استدعانا الوزير الأول: أنا وزميلي سيدي محمد وتحدثنا عن حجم الكارثة وعن التدابير المتخذة من طرف الحكومة 
واخبرنا أن رئيس الجمهورية سيزور المقاطعة يوم غد 
وان وزراء القطاعات المعنية طلب منهم التوجه الى المقاطعة ويتعلق الامر بالاسكان والمياه والكهرباء والتعليم والتجهيز والصحة  والنقل ومفوض الامن الغذائي
وطَلَب منا الحديث في وسائل الاعلام عن الكارثة ( الاذاعة والتلفزة ) وهو ما تم بالفعل
كما عرض علينا السفر مع الرئيس في الطائرة أو السفر برا في سياراتنا في سفرنا  إلى المقاطعة
وفور وصولنا المقاطعة  عقد الرئيس اجتماعا مع القطاعات والمنتخبين وعرض كل قطاع خطته في معالجة الأزمة
ولما كان  كل قطاع يتكلم عن مجرد وعود تدخلت وطلبت أمرين ملحين لا يحتملان التأخير وهو الماء والغذاء وتمت الاستجابة لخطة مستعجلة ووفرت المياه صهاريج وساعدنا في شراء بعضها 
وأرسلت مفوضية الأمن الغذائي سيارات محملة بالمواد الغذائية
وجاءت منظمات خيرية : ادإماراتية وسعودية وقطرية وكويتية وليبية ولم نجد شيئا من المنظمات الغربية 
- بعد أعمال الاغاثة والتي واكبها المنتخبون خوفا أن تذهب لغير وجهتها وقد تمت على ما يرام لله الحمد، ولا يمكن لأحد أن يأتي ببرهان على عكس ذلك
- بدأ التفكير من طرف الحكومة بعلاج الوضعية على المديين : المتوسط والطويل وأعلنت الشقيقة السعودية عن تخصيص مبلغ عشرين مليون دولار لإعمار الطينطان وأنشئت إدارة الاعمار وكانت ميزانيتها مليار أو قية لكن ما شد انتباهي أن هذا المليار لم يكن يصرف منها لصالح المؤسسة إلا حوالي الثلث وأحيانا أقل وكنت أسأل عنه الوزراء المعنيين أين هو المبلغ المتبقي ؟ 
فيكون الجواب أنه مخصص للاستثمار والاستثمار يمكن أن يوجد ويمكن أن لا يوجد 
وتعاملت الحكومة مع مكتب فني اسباني أو مقره هناك في اعداد دراسة حول امكانية حماية المدينة بوضع سد أو تغيير مجرى الماء وهي الدراسة التي أخفتها  وزارة الاسكان حيث طلبنا منها ان تطلعنا عليها فامتنعت 
وقد وجهت سؤالا شفهيا في البرلمان عنها لوزير الاسكان وهي المساءلة التي أحرجته غاية الاحراج لكون الحكومة لم تنتظر نتائج الدرسة بل بدأ المهندسون في اعداد مخطط المدينة الجديدة
- وتشكلت رابطتان من التجار متناقضتان :
احداهما تطالب بترحيل المدينة وتشكل أقلية 
ثانيتهما تطالب ببقائها وعددها هو الأكثر وكان يرأسها محمدفال ول احمد الواقف وتنخرط فيها شخصيات مهمة من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر :
محمد الامين عبد المالك
النين المقاري 
رحمهما الله تعالى 
الشيخ المهدي الطالب النافع 
عزيز محمد البار ومعهم آخرون 

وكانت الإدارة بحاجة إلى التعامل مع هذه الرابطة لتكون لها قاعدة شعبية في مواجهة شعبية المعارضة
- وجاء الانقلاب على الرئيس سيدي محمد بن الشيخ عبد الله وتبنت الإدارة الجديدة فكرة ترحيل المدينة  ليتضح بعد ذلك أن الإدارة تلاعبت بهم كثيرا حتى قال المرحوم محمد الامين عبد المالك في اجتماع للرابطة كنت حاضرا له لو رأيت ( عزيز ) لقلت له انه يكذب 
- لقد طال الوقت ولم تُحم المدينة القديمة ولم تُبن الجديدة 
وقمت بمساءلة أخرى لوزير الإسكان   وشاركت في برنامج تلفزيوني واخر اذاعي للدفاع عن فكرة بقاء المدينة 
- وقد كان الصندوق السعودي للتنمية يضع شروطا مشددة للحصول على التمويل
وكثيرون يظنون أن التمويل تم الحصول عليه ولكنه طالته يد الفساد وقَوٌَى هذا الظن دعاية أصحاب الانقلاب أن حكومة سيدي أكلت تمويل الطينطان ، والغرض استمالة الدعم من المواطنين لا أكثر 
وفي الأخير قرر الرئيس محمد عبد العزيز بناء المدينة الجديدة على حساب ميزانية الدولة وأرسل وزير الإسكان اسماعيل ول بده ليوصل الخبر للسكان وكان ول بده مديرا للاعمار بل هو أول مدير له 
وقامت رابطة التجار في وجهه غضبا وبالكاد استطاع إلقاء كلمته بحضور الوزير الأول ول محمد الأغظف
وبنيت بعض المنشأت وعدة كلماترت من الطرق 
ثم جاء تمويل السعودية ومع أنني ليست عندي أرقام محدده لتكاليف بناء تلك المنشأت  الا أني أعرف أنه تم بناء بضعة عشر منشأة وبعض الطرق 
وأخبرني احد الأخوة ( حمود هنون ) أن وفد الصندوق السعودي الذي زار المقاطعة مؤخرا  كان مرتاحا حين زيارته  
*ملاحظات*
أولا : حكومة الرئيس السابق لم تتخل عن ترحيل المدينة فبناء المنشآت والمدارس وتعبيد الطرق شاهد على ذلك ولأن أغلب المدينة رحل بالفعل ومن يقل خلاف ذلك فليراجع معلوماته 
ثانيا :  لقد ظلت المعارضة مسيطرة على النواب خلال مأموريتين وفي فترتي سيدي وعزيز 
ولاتتصور أن تتفق المعارضة والموالاة على فساد داخل المقاطعة ومن اكتشف شيئا فليبينه واتحداه
لقد كان النواب في الفترة الأولى: أنا وسيدي محمد فبالنسبة لسيدي محمد لا يتخيل فيه ذلك وقد اغناه الله عنه بل أنفق عشرات الملايين على الساكنة 
وبالنسبة لي ليس من الوارد أن أشكر نفسي لكني استطيع ان أقول بكل ارتياح أنني حصلت على قطعة أرضية واحدة عوضا عن منزلي ورفضتها لأنها على شارع ضيق وقلت لهم لن أخذها فأنا لم أطلب منكم شيئا زائدا على قطعتي الوحيدة ولم أتدخل لصالح أي كان ثم  تعطوني قطعة على شارع ضيق ورفضتها وتركتها لهم 
وبعد مدة عوضوني عنها اخرى على شارع كبير 
فمن وجد اسمي على قطعة غيرها أو على ساحة فهي له أو له ثمنها أن كانت بيعت
وبالنسبة للنائب محمدفاضل عبدي فأقول فيه مثل ماقلت في زميله سيدي محمد سييدي
ثالثا : رابطة التجار الذين كانوا يطالبون ببقاء المدينة كانوا يطالبون ببقائها مع حمايتها أو تغيير مسار السيول لا أن تبقى المدينة هكذا معرضة للسيول لما يعلمون من ضرر ذلك على النفوس والممتلكات ومن ظن بهم ذلك فقد ساء على أؤلئك الفضلاء : الاحياء منهم والأموات
وإنما كانوا يريدون بقاءها مع حمايتها وهو مطلبي انا أيضا
وكنا قد تسرب الينا من معلومات الدراسة أن حماية المدينة بسد يحبس عنها الماء أو بعضه ممكنة ولكن فيها من احتمال الضرر ان السد قد ينفجر وتكون الكارثة أعظم لأن المياه تتدفق في ان واحد فتغمر المدينة دفعة
وأما تغيير مجرى السيل فلم اجد عنه تفاصيل 
رابعا : لست ضد مطالب السكان وأعلم حجم الضرر المادي الذي قد يلحق بهم في حالة ترحيل بقية المدينة لكني والله أشفق عليهم ان ينالهم مكروه في حال بقاء المدينة دون حماية وأتمنى لهم العافية والسلامة من كل مكروه واطالب بالاطلاع على تلك الدراسة ان كان فيها ما ينفع في مطالب السكان
خامسا : أنصح الجميع بترك الشائعات ، وعدم الدقة في النقل ، واتهام الاخرين ، والاساءة على الناس 
فقد قرأت  تدوينة لبعضهم تناول فيها الزميل المحترم والنائب الكريم المنفق سيدي محمد بن سييدي  بكثير من الشتائم دون موجب سوى فرية ينكرها العقل ولا يصدقها النقل انه أقام صفقة مع الوفد السعودي بزراعة الجديدة !!! 
ولم تؤسس تلك الفرية  على أي أساس 
ان الكذب محرم وان شان المسلم أن يرجع الى الله حين تنزل به كوارث 
أما ان يكذب ويتهم البريئ فذاك ولا شك من أهم أسباب المصائب
فقد قال تعالى ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون )  فالآية تذكر قوما لم تردهم الايات الى ربهم ولم ترجعهم لصوابهم
كما أن دعوة المظلوم لا ترد  
فاتقوا الله أيها الاخوة وظنوا باخوتكم أحسن الظن ولا تقولوا عنهم الا ما تأكدتم من صدقه
ولله الأمر من قبل ومن بعد ...///... 
 

إضافة تعليق جديد