احتضنت دار الشباب القديمة بالعاصمة نواكشوط مساء اليوم تظاهرة ثقافية نظمتها "جمعية الضاد" للدفاع عن اللغة العربية؛ بمناسبة الذكرى السبعين لثورة الثالث والعشرين يوليو 1952 في مصر، وذكرى شهداء انتفاضة 1984 الناصرية في موريتانيا.
التظاهرة التي نظمت تحت شعار "الناصرية تجمعنا" تخللتها مداخلات شعرية ونثرية، فصيحة ولهجية؛ نوهت بالمناسبتين، وأشادت بالثورة الناصرية في مصر وبالأدوار والمسؤوليات العظيمة التي اضطلعت بهما وطنيا وقوميا ودوليا، وبنضالها المستميت في سبيل وحدة الأمة العربية وتحررها ونهضتها، وبما تحقق حينها من إنجازات اقتصادية عملاقة في مصر، ومن رخاء معيشي وعدالة اجتماعية قل نظيرها.
كما أشاد المتدخلون بالانتفاضة التي قادها الناصريون الموريتانيون ضد نظام التحالف العسكري الرأسمالي عام 1984، وسقط خلالها الشهيدان سيد محمد ولد لبات وأحمد ولد أحمد محمود؛ بينما امتلأت السجون والمعتقلات بالشباب الناصري الثائر؛ حيث خضع المئات منهم لمختلف صنوف القهر والتنكيل والتعذيب، ولأشكال رهيبة من الإيذاء النفسي والبدني، وطرد العشرات من وظائفهم ومن مؤسساتهم التعليمية؛ دون أن يفت ذلك في عضد الانتفاضة أو يزيد المنتفضين إلا إصرارا على تحدي ذلك النظام المستبد؛ إلى أن بدأ التآكل في داخله وانتهى بسقوطه في انقلاب الثاني عشر من دجمبر من نفس العام.
وقد امتازت هذه التظاهرة بحشد جماهيري متحمس وكبير غصت به جنبات دار الشباب رغم درجات الحرارة المرتفعة هذا اليوم.
