استقالة الحكومات في موريتانيا شيء معتاد تعوده المواطنون في فترات مختلفة، دون أن يكون له بسب معلن لهم أو هدف معروف عندهم؛ حتى لم يعد أحد يستطيع الجزم بأن حكومة ما قد قدمت استقالتها أم أنها أجبرت على تقديمها؛ أي هل أن هذه حكومة مُقالة أم أنها مستقيلة؟؟!
وفي ظل غياب أي تفسير أو تبرير لاستقالة حكومة ولد بلال اليوم؛ لا من طرف الحكومة "المستقيلة"، ولا من طرف رئاسة الجمهورية.. فإن أمر هذه الاستقالة يظل عصيا على التفسير خارج نطاق التكهنات والتأويلات المرتبطة بخطاب الرئيس وإجراءاته الأخيرة.
وستكون الأيام القادمة حاسمة في معرفة مدى علاقة هذه "الاستقالة" بتوجهات وتوجيهات الرئيس الجديدة/ القديمة، وذلك حين تتضح طبيعة الحكومة القادمة من جهة، وحدود أثر توجهات الرئيس وتوجيهاته في باقي مفاصل الدولة وأجهزتها ومؤسساتها؛ من جهة ثانية..
أي حين نعرف أن المديرين والأمناء العامين ورؤساء المصالح والمستشارين والمكلفين بمهام... وغيرهم من المسؤولين العموميين يحق لهم أن يستقيلوا هم أيضا إذا كانت الحكومة قد استقالت، كما يحق للسلطات العليا أن تقيلهم؛ إن كانت الحكومة قد أقيلت...
محفوظ الحنفي