بدأ ستافان دي ميستورا، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء الغربية،أمس الإثنين، زيارة عمل لموريتانيا تدخل ضمن جولته الحالية في المنطقة، الأولى بعد تعيينه في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهي الجولة التي شملت حتى الآن المغرب والجزائر ومخيمات الصحراويين في منطقة الرابوني قرب تندوف الجزائرية.
وينتظر أن يقابل ستافان دي ميستورا الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني وأن يجري مباحثات مع وزير موريتانيا إسماعيل الشيخ أحمد.
وتندرج الجولة الحالية في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2602 الذي جددت فيه الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة دعوتها لكل الأطراف إلى مواصلة مشاركتهم في المفاوضات بروح من التوافق، من أجل الوصول إلى حل سياسي وعملي ودائم لأزمة الصحراء الغربية.
وتم تعيين الدبلوماسي المخضرم ستافان دي ميستورا الذي يتمتع بخبرة أكثر من أربعين عاماً في الدبلوماسية والشؤون السياسية، مبعوثاً أممياً خاصاً للصحراء الغربية بعد موافقة طرفي النزاع على هذا الاختيار، ويتعلق الأمر بالمغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. ويأتي هذا التعيين بعد اقتراح الأمم المتحدة 12 مرشحاً منذ عامين لم يحظ أي منهما بموافقة طرفي النزاع، بدلاً للألماني هورست كولر الذي استقال في أيار/مايو 2019 بعدما أحيا المحادثات، لكنها لم تفضِ إلى أي نتيجة ملموسة. ويقول الخبير إسماعيل يعقوب المختص في شؤون الساحل والصحراء “إن ستافان دي ميستورا لن يأتي خاوي الوفاض وسيقدم ورقة للأطراف تنبني عليها وساطته في قابل الأيام”. وقال إن مهمة الرجل أصعب من مهمة سابقيه أجمعهم لأن قلم مجلس الأمن في القرار الأخير الذي هو الولايات المتحدة، يوشك أن يكون طرفاً باعترافه بمغربية الصحراء، ولأن دول الخليج العربي صارت طرفاً في نزاع مغاربي، زيادة على أن المعطيات الأمنية والحقوقية والديموغرافية تغيرت على الإقليم محل الصراع بعد افتتاح أكثر من عشرين قنصلية في الجزء الخاضع لسيطرة المغرب، واحتواء الجيش المغربي على أراض جديدة في شريط القرارات، وتغير الوضعية القتالية للجيش الصحراوي والقطيعة المغربية الجزائرية”.
وأضاف إسماعيل يعقوب: “ستافان دي ميستورا خبير في التشخيص وليس حلالاً للمعضلات؛ لكن الأطراف في اعتقادي ستبدي له أكثر مما تبدي لغيره لأن الصراع الأقدم في القارة الإفريقية بدأ يحدث عن نفسه أكثر ويسقط فيه ضحايا في الجانبين أعلنها هذا الطرف أم لم يعلنها ذاك الطرف”.
وزاد: “قدم ستافان دي ميستورا إلى الصحراء الغربية وهي على فترة من المبعوثين منذ آخرهم المستقيل؛ وفي كل مرة يحاول المبعوث المعين البناء على ما شيده سلفه؛ ستافان دي ميستورا قد يجترح انطلاقة جديدة بسبب تردي الثقة قبل وصوله وانعدام ما يمكنه البناء عليه”.
والصحراء الغربية التي يدور حولها نزاع بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر تصنّفها الأمم المتحدة بين “الأقاليم غير المتمتّعة بالحكم الذاتي”.
وأطلقت الرباط التي تسيطر على ما يقارب 80% من أراضي هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة، في السنوات الأخيرة، مشاريع إنمائية كبرى فيها، وتقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادتها.
أما جبهة بوليساريو فتدعو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة وفقاً لما تقرّر عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المغرب والجبهة في أيلول/سبتمبر 1991.