المفتش إسلمو أحمد سالم في مقابة مع ميثاق: الرؤية الشمولية تجسيد لطموح كبير وسلك المفتشين فاقد القيمة ماديا

3 يناير, 2022 - 21:07
المفتش إسلمو ولد أحمد سالم

في إطار متابعتها لجهود إصلاح نظامنا التربوي؛ أجرت وكالة "ميثاق" الإخبارية مقابلة خاصة مع الإطار التربوي المفتش إسلمو أحمد سالم..

ميثاق:
بداية.. نريد شرحا وتقويما لمقاربة الرؤية الشمولية بصفتها جزءا مهما من أدوات إصلاح نظامنا التربوي الذي تسعى وزارتكم لتحقيقه؟

المفتش إسلمو ولد أحمد سالم:
أعتقد أن الرؤية الشمولية باعتبارها جزءا من مكونات برنامج إصلاح نظامنا التعليمي؛ مازال الحديث عن تقيمها مبكرا؛ وأي تقييم لها في هذه المرحلة لن يخلو من المجازفة ومن الأحكام الانطباعية المستعجلة، فنحن مازلنا في مرحلة التجريب، ونحتاج مراكمة قدر من النتائج والتجارب الميدانية حتى نكون في وارد القيام بتقييمات مؤسسة وذات مصداقية..
لكننا مع ذلك نعلم أن هذه المقاربة أو المنهجية تحظى باهتمام كبير في كثير من دول العالم المتقدمة كالولايات المتحدة وكندا وبلجيكا... وغيرها، كما أن "اليونسكو" تتبناها وتشرف عليها..
ومن مميزات الرؤية الشمولية أو "التعلم الشمولي" أنها تؤسس لما ينبغى أن يكون عليه التعلم، وذلك هو طموح الإصلاح من منظور القيادة التربوية الحالية وهو طموح جاد وكبير وواعي أيضا؛ حيث إن الرؤية الشمولية هي بمثابة هندسة للبرامج تأخذ فى الحسبان المعارف والمهارات وكل الجوانب ذات الصلة  بالمتعلم، ولكنها تتطلب تخفيف المحتويات وإعطاء مساحة أكبر للمهارات، والملازمة بين المعارف الكونية والسياقية فى إطار التعليمات.
نحن البلد الوحيد فى الإقليم الذى يحاول الاستفادة منها كرؤية توظف مجموعة من المقاربات.

ميثاق:
بصفتكم مفتش تعليم: هل لكم أن تعطونا بطاقة تعريف مختصرة لمفتشيتكم: صلاحياتها، أهدافها، وامتيازات مفتشيها؟

المفتش أسلمو أحمد سالم:
للتعريف بمفتشية التعليم الثانوي ودورها، وصلاحياتها؛ نذكر بأن هذه المفتشية أنشئت بموجب المرسوم ٧١/٢٨٩ بتاريخ ١٤/١١/١٩٧١.. وتم تنظيمها بموجب المرسوم رقم ٧٤/٢٢٤، واستمرت موحدة إلى العام ١٩٨٥؛ حيث تم فصلها إلى مفتشيتين (مفتشية للتعليم الثانوى وأخرى للتعليم ألأساسى).
وفى إصلاح ٩٩ أعيد توحيدها وأضيفت إلى مهامها مهمة التفتيش الداخلى.
ومن مهامها الأساسية:
-- تصور وتنفيذ سياسة القطاع بخصوص المراقبة والإنعاش.
-- إعداد وتنفيذ وتطوير البرامج، وتصور التوقيت، والإشراف على الإمتحانات الوطنية…الخ.
-- التحقق من فاعلية تسير المصالح التابعة للقطاع..
-- تقويم النتائج وتنفيذ مهمات التفتيش.
وتشرف المفتشية العامة للتهذيب وإصلاح النظام التعليمى وتتبع لها المفتشيات التالية:
- مفتشية مكلفة بالتعليم الثانوى، تشرف على ستة أقطاب تربوية.
- مفتشية مكلفة بالتعليم الأساسي.
- مفتشية مكلفة برقابة التسير.

ميثاق:

سلك مفتشي التعليم الثانوي مازال يثير جدلا واسعا في صفوف منتسبيه الذين يشتكون من عدم استفادتهم من العلاوات والامتيازات التي يفترض أن تترتب على استحداث هذا السلك.. هل من توضيح لهذا الأمر؟

المفتش إسلمو ولد أحمد سالم:

إن الحديث عن سلك مفتشي التعليم الثانوى والفني يستوجب التذكير بأنه سلك بلغ من الوهن درجة لا يمكن لعقل قبولها.
سلك أنشأ بتاريخ ٢٦/٠٩/٢٠١٣ ووضع المفتش فى أعلى الهرم الوظيفي بموريتانيا (E8).. لكن هذا السلك لم يمنح منتسبيه العلاوات والامتيازات المادية المترتبة عليه، بل منعهم من العلاوة المقاسة على علاوات المديرين المركزيين بحكم القانون.
وكانت النتيجة أنه لا فائدة مادية أومعنوية ترتبت على إنشاء هذا السلك، وعلى تلك الرتبة: E8.

ميثاق:
يشتكي الطلاب والأساتذة من النقص الحاد في الكتاب المدرسي، وهي حالة تتكرر كل عام، ما تفسيركم لهذه الحالة المستديمة؟

إسلمو أحمد سالم:

الكتاب المدرسي وحسب علمي؛ طبع منه نحو مليون نسخة أو تنقص قليلا فى المطابع التونسية وسيصل قريبا إن شاء الله.
،وللتذكير الكتاب ضرورى للرؤية الشمولية.
وسبب طباعة الكتاب خارجيا يعود إلى ضعف قدرة المطبعة الوحيدة المتوفرة عند المعهد التربوي الوطني.
ومع ذلك فقد وزعت المفتشية العامة للتهذيب سبعين ألف كتاب مدرسي للمواد الرئيسية في الأقسام النهائية، وذلك بالتعاون مع مشروع "التعاون الفرنسي"؛ حيث تمت طباعة كتاب "السبيل"، كما سيقوم مشروع "اسويد" خلال الأيام القليلة المقبلة بتوزيع ألف كتاب مدرسي أيضا.

ميثاق:
يتحدث الكثير عن مخاوف من تجريب الرؤية الشمولية في بعض الأقسام النهائية في ظل حديث عن ضعف مستويات الفهم والتفسير لهذه الرؤية لدى كثير من الأساتذة ما قد يتضرر منه الطلاب المترشحون للباكالوريا عند تصحيح الأوراق.  هل ترون أن هذه المخاوف مبررة؟

المفتش إسلمو أحمد سالم:
المفتش إسلمو أحمد سالم: لا أجد مبررا للقلق على تلامذتنا فى ألأقسام التجريبية؛ فقد إصطفت المفتشية -من بين أساتذتنا من لهم قدرة على تدريسهم، وسيخضعون للتكوين بعد أيام، وهناك بعض التخصصات كالفلسفة مثلًا يتم تأطير أستاتذها بشكل دائم عبر مجموعات واتسابية.

ميثاق: شكرا جزيلا السيد المفتش

المفتش إسلمو ولد أحمد سالم: بل الشكر لكم على هذا الحرص الموضوعي على متابعة مساعي إصلاح نظامنا التربوي، وهو لو تعلمون يمثل تحديا جد كبير ويتطلب مشاركة الجميع في دعم جهود إنجاحها لأنها مسؤوليتنا جميعا: القطاع التربوي، والأساتذة، والطلاب، والآباء والأمهات..  وجميع مؤسسات المجتمع المدني وفي مقدمتها الإعلام عموما، والإعلام المستقل خصوصا.
---------------

أجرى المقابلة: رئيسة التحرير زينب جدو

إضافة تعليق جديد