- سمحت السلطات الموريتانية منذ 2018 بالتنقيب يدويا عن الذهب السطحي، في مناطق واسعة من شمالي البلاد.
- يواجه المنقبون عن الذهب مخاطر متعددة
- يشكو المنقبون من نقص مياه الشرب وتردي الخدمات الصحية وسوء التغذية
رغم المخاطر الجمة التي ينطوي عليها البحث عن الذهب السطحي بالطرق التقليدية (التعدين الأهلي)، ومن بينها حدوث انهيارات قد تؤدي لحالات وفاة، ما يزال الآلاف يجدّون في البحث من أجل الحصول على فرصة العمر في عمق صحراء موريتانيا.
وسمحت السلطات الموريتانية منذ 2018 بالتنقيب يدويا عن الذهب السطحي، في مناطق واسعة من شمالي البلاد.
ومنذ ذلك التاريخ، تدفق عشرات آلاف الموريتانيين إلى تلك المناطق، في رحلات جماعية للتنقيب يدويا عن المعدن النفيس، بشكل عشوائي وغير منظم، قبل أن تتدخل السلطات لتنظيم العملية وفرض الحصول على ترخيص لممارسة هذا النشاط.
** مخاطر محدقة
يواجه المنقبون عن الذهب السطحي (التعدين الأهلي)، شمالي موريتانيا مخاطر متعددة، بينها الانهيارات التي تحدث من حين لآخر للحفر العميقة التي يحفرونها للبحث عن الذهب والتي كثيرا ما تتسبب في حالات وفاة وإصابات.
ويستخدم المنقبون أدوات بدائية للحفر بحثاً عن التربة المشبعة بالذهب، ولا يستخدمون أية معايير للسلامة، وهو ما يؤدي في الكثير من المرات إلى انهيار التربة غير المدعمة، خاصة حين تصل الحفرة إلى عمق يزيد عن 10 أمتار.
ويشكو كثير من المنقبين عن الذهب السطحي، من نقص مياه الشرب في هذه المناطق الصحراوية، إضافة إلى تردي الخدمات الصحية وانتشار سوء التغذية جراء نقص المواد الغذائية.
يقول خالد ولد سيدي محمد (منقب)، إن كثيرين لقوا حتفهم جراء انهيار الحفر العميقة التي يحفرها المنقبون عن الذهب.
وأضاف في حديث للأناضول: "المنقبون يواجهون الكثير من المخاطر.. هذه المنطقة صحراوية يكون البرد شديدا في فصل الشتاء وليست هناك وسائل للتدفئة".
"كما تشتد الحرارة في فصل الصيف، وهذا يؤثر بشكل كبير على صحة المنقبين، في ظل نقص المواد الغذائية وصعوبة الحصول على المياه الصالحة للشرب في بعض مناطق التنقيب".
وتابع: "لكن حلم الثراء يدفع كثيرين للاستمرار في عمليات التنقيب رغم المخاطر".
غير أن شركة "معادن موريتانيا" المشرفة على تنظيم التنقيب السطحي عن الذهب، تؤكد من حين لآخر أنها وضعت استراتيجية لتسيير مخاطر البيئة والسلامة، ووفرت الخدمات الأولية (ماء، سيارات إسعاف، مستوصف، شبكة الهاتف).
** فرص عمل
ووفق معطيات حصلت عليها الأناضول من شركة "معادن موريتانيا" (حكومية)، فإن القطاع يخلق حوالي 52 ألف فرصة عمل مباشرة و222 ألف فرصة عمل غير مباشرة.
ووفق المصدر نفسه، خصصت الحكومة مناطق لهذا النشاط تزيد مساحتها الإجمالية على 117000 كلم مربع أي 11 بالمئة من مساحة البلاد البالغة 1.030.700 مليون كلم مربع.
ويرى أحمد ولد غالي (منقب) أن انتشار البطالة في صفوف الشباب وراء استمرار تدفق عشرات الآلاف منهم إلى أماكن التنقيب عن الذهب، رغم المخاطر.
وأشار في حديث للأناضول إلى أن قطاع التعدين الأهلي، يوفر لمئات الشباب العاطلين فرص عمل، كما يستفيد منه مقدمو خدمات الغذاء ومقدمي مختلف الخدمات، وجميع أنواع اليد العاملة.
** عائدات العملة الصعبة
وتصدر الذهب عائدات موريتانيا من العملة الصعبة في 2020، متجاوزا بذلك الحديد، والأسماك التي ظلت تتصدرها طوال السنوات الماضية.
ووفق تقرير أرفقته وزارة المالية بمشروع قانون المالية لسنة 2021، فإن الذهب جاء بالمرتبة الأولى بين صادرات موريتانيا خلال 2020، من حيث عائداته من العملة الصعبة.
وبحسب التقرير الذي اطلعت عليه الأناضول، بلغت عائدات معدن الذهب خلال السنة الماضية 780 مليون دولار.
فيما جاء معدن الحديد في المرتبة الثانية، إذ وصلت عائداته خلال العام الماضي 564 مليون دولار، وحلت ثالثا عائدات الأسماك التي بلغت 550 مليون دولار، ثم النحاس 106 ملايين دولار.
المصدر: الأناضول