أكد وزير البترول والمعادن والطاقة في موريتانيا، عبدالسلام ولد محمد صالح، أن مشروع تورتو أحميم الكبير للغاز الطبيعي المسال العائم -الذي تديره شركة النفط البريطانية بي بي قبالة سواحل موريتانيا والسنغال- يسير بخطوات جيدة، متوقعًا دخوله حيز الإنتاج خلال 2023.
وقال ولد صالح -خلال مشاركته في مؤتمر نفطي في السنغال، اليوم الخميس- إن مشروع أحميم للغاز استأنف أنشطته ويحرز "تقدمًا جيدًا".
وأضاف: "استأنفنا أنشطتنا.. وأعتقد أنه تم التخلص من معظم المشكلات التي وقفت أمامنا، وسيسلم المشروع أول إنتاج من الغاز بحلول نهاية 2023".
مشروع تورتو أحميم للغاز المسال
كان مشروع تورتو أحميم للغاز المسال قد شهد العديد من التأخيرات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا وتضخم التكلفة، وهو ما دفع الشركات المنفذة إلى إعادة عملية التقييم.
وقال وزير البترول ولد صالح: "سنكون قادرين على إنتاج 2.5 مليون طن سنويًا، وهو ما سيضع السنغال وموريتانيا في قائمة الدول المنتجة للغاز الطبيعي".
وأضاف أن المناقشات جارية بشأن المرحلة الثانية من المشروع التي يمكن أن تشهد ذروة إنتاج تصل إلى 10 ملايين طن سنويًا في 3 مراحل متداخلة.
وأشار إلى أن بلاده تجري مناقشات جيدة حول المرحلة الثانية، وإذا جرى تأكيد هذه المرحلة، في وقت ما في عام 2022، وقرر الشركاء "كوزموس إنرجي الأميركية وشركة بي بي" تسريع المرحلة الثانية، فسيكون ذلك نقطة تحول كبيرة.
وأكد أن موريتانيا ستسرع مطلع العام المقبل أيضًا من المحادثات مع كوزموس بشأن حقل بير الله المكتشف حديثًا الذي تُقدّر احتياطياته بنحو 50 تريليون قدم مكعبة، قائلًا: "نأمل في تطويره مع كوزموس في أسرع وقت ممكن".
مؤتمر النفط السنغالي
كان وزير البترول والمعادن والطاقة الموريتاني عبدالسلام ولد محمد صالح، قد غادر نواكشوط، أمس الأربعاء، للمشاركة في النسخة الأولى من المؤتمر المشترك بين 5 دول من غرب أفريقيا، حول النفط والغاز والطاقة.
ويهدف المؤتمر، الذي تُجرى فعالياته على مدار يومي 16 و17 بإشراف الرئيس السنغالي، ماكي سال، إلى الترويج للحوض المشترك بين الدول الخمس في غرب أفريقيا (موريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا بيساو وغينيا كوناكري).
كما يأتي استجابة للطلب المتزايد على الطاقة المتجددة والاهتمام المتزايد لأصحاب المصلحة الدوليين بالاستثمار في أفريقيا.
تشريعات النفط
من جانبه، قال الرئيس السنغالي، ماكي سال، في كلمته خلال افتتاح فعاليات المؤتمر، إن أفريقيا بحاجة إلى تشريعات نفطية منسقة لتجنب المنافسة المدمرة بين الدول المنتجة للنفط في الوقت الذي تتنافس فيه على المستثمرين.
وأضاف أنه بينما تضغط بعض الدول المتقدمة من أجل إنهاء الاستثمار في الوقود الأحفوري، خاصة الغاز، فإن الدول الأفريقية بحاجة إلى جذب شركاء موثوق بهم ماليًا وتقنيًا مع تشريعات واضحة من شأنها أن تقدم ضمانات إلى المستثمرين، وتحمي المصالح الوطنية.
وقال: "لديّ طموح في الدفع على مستوى الاتحاد الأفريقي بضرورة وجود تشريع منسق في قطاع النفط وكذلك قطاع التعدين لتجنب المنافسة المدمرة بهدف جذب المستثمرين"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وطالب الرئيس السنغالي -خلال المؤتمر الذي يضم مشغلي النفط الرئيسين ووزراء المنطقة- الدول الأفريقية ببذل جهود للمشاركة في المشروعات مساهمين في الأسهم بدلًا من الاكتفاء بالعائدات.
وقال مستشهدًا بتعاون السنغال مع موريتانيا في مشروع تورتو أحميم للغاز الطبيعي المسال: "لن يكون هناك قتلى أو لعنة نفطية أو منافسة مدمرة إذا كانت هناك إرادة سياسية للتعاون في جميع المجالات".
لقراءة المحتوى في مصدره اضغط هنا