يقول: د. ايمن رفعت المحجوب
فى رحلة عودتي من أحد بلدان اوربا، صادفني على الطائرة المغني الشهير عمرو دياب ، والحقيقة انا لست فضولي ، ولكن هذه المرة قررت أن أراقب الموقف لأرى كيفية مقابلة الركاب له وكيف سيتعامل هو معهم ، وما أدهشني فعلا ، رغم إقبال أغلب ركاب الطائرة على إلتقاط الصور الخاصة معه (selfie ) من جميع الأعمار ، لم يضجر الرجل ولم يرفض على الإطلاق ، حتي أثناء تناول الوجبات ، سعى طاقم الطائرة لأخذ صور معه ولم يقل لا لأحد ..
ولكن ، ما ان نزلنا فى مطار القاهرة الدولى "صالة الوصول" وكأن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، قد عاد من الموت ، فأنقلب المطار رأسا على عقب ، و تكالبت الناس على الهضبة و ترك موظفوا وعمال المطار اشغالهم لالتقاط الصور مع النجم ، حتي ضابط الجوازات ترك طابور الركاب ينتظر لكي يصافح عمرو دياب ، ثم يختم له الجواز قبل كل الذين وصلوا من قبله إلى شباك الجوازات ، أضف إلى ذلك احضار حقائبه قبل كل ركاب الطائرة ..!!
وبعد وصولنا إلى التفتيش الجمركي، فخرج الفنان أولا مع مجموعة من الأتباع والحاشية، ثم خرجت حقائبهالفنان دون تفتيش ، أو حتي الكشف عليها من خلال الأجهزة الإلكترونية (X-ray).
ثم جاء دورنا نحن الركاب ( أفراد الشعب ) فى الخروج ..
فبادر بسؤالي أحد مفتشي الجمارك وقال:
من أين أتيت...، و كم يوم. اقمت هناك ...، و ماذا كنت تفعل... ، وهل أحضرت معك شيء يستوجب دفع رسوم جمركية ......الخ من هذة الأسئلة ..!!
فسألته فى تعجب ..!!
لماذا كل هذه الأسئلة ، انا استاذ بالجامعة و كنت أُدرس بعض المحاضرات في أحدى الدول الأوروبية ، ما الذى يمكن ان أحضره معي كأستاذ جامعي ، إلا بعض الأشياء البسيطة التى تتناسب مع مرتب الحكومة ، فأنا مثلك موظف عام (من متوسطي الدخل).
ثم قلت له:
لماذا لم تطرح مثل تلك الأسئلة على الفنان عمرو دياب ، هو وصحبته ، و لماذا لم تطلب تفتيش حقائبهم ..!!
فجاء الرد المقنع والذى أفحمني من متخصص التفتيش الجمركي ..
حيث قال حضرت مسؤل الجمارك المحترم:
" النجم عمرو دياب يسافر كل شهر مرتين أو ثلاث لإحياء حفلات فى الخارج ، ولا يحتاج ان يشتري الكثير من الخارج ، فيمكنه أن يشتري من مصر ما يشاء باغلي الأسعار( فهو يكسب الملايين )
أما أنت ( يقصدني انا العبد لله ) أستاذ جامعي نادرا ما تسافر ، و طبعا تدخر قبل السفر بوقت طويل لكي تشتري لأولادك ملابس مستوردة و هواتف محمولة ولذلك لابد أن يتم تفتيشك من طرف الجمارك ".
ثم اكمل وقال:
" أنا أتقن عملي جيدا يا أستاذ ، انا خبير فى تلك الأمور ، و قال من فضلك أدخل حقائبك على الجهاز ، و استعد للتفتيش الذاتي أيضا، عقابا لك على مراوغتك .."
انا لا ألوم الفنان عمرو دياب من قريب أو بعيد ، فالرجل لم يخطئ فى شيء بل كان فى قمه الأدب والذوق مع كل من تعامل معهم ، وكان متواضعا.
أنا اليوم ألوم نفسي لأني سمعت نصيحة أبي وأنا صغير ، والذي قضى على مستقبلي بدخولى الجامعة ثم حصولي على الماجستير و الدكتوراه ، لكي أصبح فى النهاية أستاذ فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ..
و بعد ثلاثين عام من التدريس ، أصبحت مشتبه فيه أنه مهرب أدوات كهربائية و هواتف نقالة عند عودتي من التدريس بالخارج ، ياليتني كنت مغني أو لاعب كرة قدم مشهور ...
( بتصرف لغوي )