الشيخ محمد ولد أعليوه (دبي)
تشارك موريتانيا في معرض «إكسبو 2020 دبي» من خلال ثلاثة عناوين رئيسية، هي: زر موريتانيا، استثمر في موريتانيا، صنع في موريتانيا، وجناحها موريتانيا في المعرض يستلهم شكله المعماري من مفهوم التنوع الثقافي، والتقاليد العريقة لهذا البلد الذي يشكل همزة وصل بين العالمين العربي والأفريقي، كما يروج الجناح أيضاً لتنوع فرص الاستثمار والاستكشاف في البلاد.
وتمثلت انطلاقة الجناح الموريتاني بطابع احتفالي، وتقديم «فيديو اكليب» تضمن أغنية «دبي الحضارة» الخاصة بمشاركة موريتانيا في «إكسبو 2020 دبي»، من أداء الفنانة الشابة بثينة عماد وفرقتها، وقد حفلت كلمات الأغنية المصورة بالاحتفاء بدانة الدنيا دبي، وبما حققته الإمارات من مصادر عزة وفخر لكل العرب، كما حفلت كذلك بمشاهد ومقاطع تبرز جوانب من التنوع والثراء الثقافي في موريتانيا، التي تعمل من خلال جناحها، على تعريف الزوار بهذا الإرث الثقافي والحضاري العريق، كما تعرض بعض أبرز الحِرف التراثية والتقليدية الموريتانية كصنائع الحلي والمجوهرات.
يمثل الجناح الموريتاني دعوة للسفر عبر جميع مناطق البلاد، عن طريق معرض للصور ومناظر طبيعية بانورامية، إضافة إلى التعريف بالتراث التاريخي والثقافي، والموسيقى التقليدية، لاجتذاب الزائرين ومحبي الاستكشاف لزيارة البلاد، باعتبارها وجهة سياحية مضيافة، وبلداً غنياً بالفرص والتنوع الطبيعي بين الصحاري الشاسعة ومناطق السهول الخصبة، فضلاً عن الواجهة الأطلسية المديدة، ومحميات التنوع الحيوي العديدة، وشعب منفتح مضياف، ومصادر إلهام وإبهار بصري ممتدة في كل مكان بموريتانيا حتى نهاية الأفق، وبعد الأفق أيضاً.
كما يتيح الجناح الموريتاني لزوار «إكسبو 2020 دبي» أيضاً اكتشاف الفرص الاستثمارية التي يزخر بها قطاع التعدين، وقطاعات الزراعة والتنمية الرعوية والسياحة والثروة البحرية، وغير ذلك من الإمكانات الهائلة التي أهّلتها لأن تكون وجهة جاذبة وموقعاً استراتيجياً متميزاً بين شمال القارة السمراء ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
إقبال لافت
«الاتحاد» زارت جناح موريتانيا، في منطقة الفرص، حيث تحدث لنا مدير الجناح عبدالرحمن ولد عزيزي، مهنئاً في البداية دولة الإمارات العربية المتحدة على هذا التنظيم المبهر لمعرض إكسبو، وهو إنجاز دولي كبير يتم تحقيقه لأول مرة في الوطن العربي وفي أفريقيا وجنوب آسيا، وهذا لاشك مصدر فخر واعتزاز وإلهام لكل عربي. وأشاد عزيزي بما لقيه جناح موريتانيا خاصة، وكل الأجنحة الأخرى، من دعم وظروف مساعدة وإجراءات تنظيم غاية في الدقة والسلاسة، مع توفير كل أسباب النجاح لهذا الحدث الدولي العظيم.
وقال عزيزي: إن مشاركة موريتانيا تستصحب ثلاثة محاور رئيسية هي: (زر موريتانيا، استثمر في موريتانيا، صُنع في موريتانيا)، وأضاف: بالنسبة لفرص الاستثمار جاءتنا العديد من الشركات، ورجال الأعمال، من الإمارات ودول أخرى، اطلعوا على ما يقدمه الجناح من فرص وعروض، وأبدوا اهتمامهم ورغبتهم في زيارة موريتانيا للتعرف على ثقافتها ومباهج العمل والعيش فيها، والفرص المغرية المتاحة للزوار والمستثمرين عندنا بشكل لا يُقاوم.. وقد وجهناهم، وشرحنا لهم طرق وقوانين الاستثمار في مختلف القطاعات.
وقال إن الجناح يقدم صورة تعكس ثقافة البلد وتاريخه، وأوضح: أول معروضاتنا كانت عن الجوانب الثقافية والتراثية في ثقافتنا العربية الأفريقية وحضارتنا الإسلامية، وخلال 180 يوماً سيقدم الجناح العديد من المفاجآت، ويعرض الكثير من المنتجات التي صنعت في موريتانيا. وطالب ولد عزيزي، أفراد الجالية الموريتانية من المقيمين في الدولة وفي دول مجلس التعاون، وجميع الزوار الكرام الآخرين، بالتواجد في الجناح وخاصة في يوم موريتانيا في إكسبو دبي الذي يصادف 11 يناير 2022..
التنوع.. إيقونة الجناح
وقال عزيزي إن الجناح يسعى خلال معرض «إكسبو 2020 دبي» لتحقيق أهداف عدة منها:
- استقطاب المستثمرين والمهتمين، حيث يتم إطلاعهم على أهم المجالات التجارية والاستثمارية في موريتانيا.
- الترويج للمنتجات الموريتانية وتسويقها عبر مساحة لعرض القطع الفنية الموريتانية لتعزيز تاريخنا وفننا وثقافتنا بشكل فعال.
- يمثل الجناح دعوة للسفر عبر جميع مناطق موريتانيا عن طريق معرض للصور وصور شخصية ومناظر طبيعية، إضافة إلى التعريف بالتراث التاريخي الفكري والمادي والموسيقى التقليدية لجذب الزائر ببلادنا كوجهة سياحية تستحق الاستكشاف.
- يضم الجناح العديد من الفضاءات التي صممت من أجل تعريف الزوار بالبيئة والمحميات الوطنية المعنية في مجال المحافظة على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي، والعادات والتراث القديم في موريتانيا.
- تعرض وزارة البيئة والتنمية المستدامة، إمكانيات إيجاد نموذج اقتصادي يوفق بين نمو الأسواق والإنتاج مع احترام البيئة، من ضمنها:
- السور الأخضر الكبير، والترويج للاقتصاد الأخضر وحماية البيئة للأجيال القادمة.
- استغلال الطاقة الشمسية، ومناخ الصحراء والرياح الرملية في الأشكال الجديدة للطاقة النظيفة.
- محمية حوض آركين الكبرى، حيث تجتمع السياحة وأنشطة الصيد البحري وحماية البيئة والتنوع البيولوجي.
- العمل على تحقيق نموذج اقتصادي يوفق بين نمو الأسواق والإنتاج مع الالتزام تجاه البيئة.
مدونة محفزة
قال عزيزي، أخيراً، إن الحكومة الموريتانية اتخذت العديد من الإجراءات لتحسين مناخ الأعمال، وتم اعتماد مدونة محفزة للاستثمار، إذ يتميز القانون الموريتاني بالانفتاح، حيث يتمتع المستثمر بامتيازات وتسهيلات كثيرة، ويتيح الاقتصاد الواعد فرصاً مبشرة في قطاعات متنوعة، مع وجود التشريعات المحفز، والخبرات، والأيدي العاملة المدربة، وغير المكلفة.
فرص استثمارية واعدة
موريتانيا بلد يحظى بمزايا تجعله وجهة للمستثمرين من كل أنحاء العالم. فهي أرض خصبة وبها الكثير من فرص الاستثمار في مختلف القطاعات: كوفرة مناجم الحديد ومختلف المعادن الأخرى كالنحاس والذهب، فضلاً عن الفرص الواعدة في مجال الطاقة والثروة السمكية والثروة الحيوانية والاستثمار الزراعي والاستثمار السياحي، والاستثمار في مجال التصدير بالمنطقة الحرة في انواذيبو، كما تتمتع أيضاً بمدونة استثمار محدّثة وميسّرة ونظام ضريبي وجمركي محفز، بكل المقاييس.
ومن عوامل الجذب الاستثماري أيضاً: الموقع الاستراتيجي، وانخفاض الأجور وقوانين الاستثمار المحفزة، كما يوجد الكثير من معالم الجذب السياحي، كالصحاري، والشواطئ، والجُزر والمناظر الخلابة، والتراث، والعادات والتقاليد الجميلة.
مصادر الجذب
- المعادن: الحديد، والذهب، والنحاس...
- الطاقة: الغاز، البترول، الطاقة النظيفة والمتجددة.
- الثروة السمكية والصيد البحري على شواطئ الأطلسي..
- الاستثمار الزراعي: ما يزيد على 500 ألف هكتار صالحة للزراعة، منها 135 ألف هكتار مرويّة.
- الثروة الحيوانية: أكثر من 22 مليون رأس، ما بين الإبل، والبقر، والضأن، والماعز...
- الاستثمار في الصناعات الإبداعية: السياحة الاستكشافية، والسياحة الثقافية، والصحراوية، والبيئية... إلخ.
- ساحل أطلسي على امتداد 720 كلم، وشواطئ رملية خالية من التلوث، وغنية بجميع أنواع الجذب السياحي.
- مدن أثرية عديدة، واحات نخيل.. وسهول خضراء وأودية وجبال تنتظر المستكشفين.