لنا كلمة.. طائرة الوزير: بين الضرورة والاستعراض..

1 أكتوبر, 2021 - 17:14

حل اليوم معالي وزير الداخلية واللامركزية السيد محمد سالم ولد مرزوك بمدينة سيليبابي في مستهل جولة تقوده لعدد من ولاياتنا الداخلية.

هذه الجولة ما كادت تبدأ حتى أثارت موجة جدل وتعليقات واسعة على مستوى مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.. لكنه جدل غير مرتبط بالجولة نفسها ولا بدوافعها وأهدافها التي لم يتم الإعلان عنها أو توضيحها من أي جهة رسمية أو مسئول عمومي مأذون، وإن كانت بعض المصادر أكدت أنها كانت مقررة ومبرمجة من قبل؛ إلا أن أحداث الركيز فرضت تعجيلها عن موعدها المحدد سلفا..

إن ما أثار انتقادات وتعليقات بعض الساسة والمدونين والإعلاميين، هي الطائرة الخاصة التي استغلها معالي الوزير في مهمته هذه؛ حيث رأوا في الأمر تبذيرا وترفا واستعراضا لا مبرر له في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية غير المؤاتية التي يمر بهما المجتمع والدولة كليهما..

إننا نعتقد أن استخدام مختلف وسائل وإمكانات الدولة المادية والمعنوية في إنجاز المهام والتكليفات العامة، هو أمر مشروع ولا إشكال فيه أو اعتراض عليه من حيث المبدأ..
لكن في التفاصيل؛ علينا أن لا ننسى أن ترشيد تلك الوسائل والمقدرات واستخدامها في حدود الحاجة والضرورة؛ هو أمر لازم وواجب أخلاقيا وقانونيا ودستوريا..

من هنا فإن الموقف من استخدام هذه الطائرة في هذه الجولة يظل مرتبطا بأسبابه، والتي لا يمكن فهمها دون معرفة دواعي الجولة وأهدافها وظروفها، وما إذا كانت ذات طابع استعجالي يفرض استخدام وسيلة تنقل تستجيب لمقتضيات ذلك الاستعجال..

إن وزارة الداخلية والحكومة الموريتانية هما وحدهما من يستطيع تقديم الإجابة على هذه التساؤلات، وبالتالي إسكات الأصوات المنتقدة أو تأكيد صدقيتها ومشروعيتها..

إننا في وكالة "ميثاق" الإخبارية؛ ندعوا جميع المدونين والإعلاميين، بل وكل المواطنين؛ إلى توخي كثير من التحري والتدقيق في فهم الحوادث والوقائع والقرارات والتصرفات الرسمية؛ قبل الحكم عليها؛ حتى لا يكون النقد والانتقاد غايتان في ذاتهما، وحتى لا يتحول كل فعل رسمي إلى عمل مدان ومرفوض وغير مقبول، دون سبب سوى رسميته وعموميته.. ولا شيء غير ذلك..

لكننا في ذات الوقت؛ نشدد على مسؤولية الحكومة والسلطات العمومية؛ في أن تكون أكثر شفافية وانفتاحا على المواطن وهي تؤدي مهامها وتكليفاتها من أجله وبتفويض منه، وأن لا تظل مصرة على اعتبار هذا المواطن شخصا قاصرا يلزم تجنب إشراكه في فهم طرق وأساليب وآليات إدارة شؤونه العامة، ومواصلة تجاهله وتجاهل كل ما يعبر عنه من مرارة، وما يصدر عنه من شكاوى وانتقادات بحجة قصوره عن فهم أمور "لا يفهما غير الحاكمين"..

وبذلكم يتحقق إنصاف الحاكم للمحكوم، وإنصاف المحكوم للحاكم، فتصبح الطريق سالكة لتعاون الطرفين على هم وطني، هو همهما المشترك الدائم والثابت أبدا..
ميثاق

إضافة تعليق جديد