التقي وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، مساء أمس وزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في لقاء سيبحث العلاقات الثنائية في ظل حديث عن أزمة صامتة بين البلدين، إلى جانب الأوضاع في المنطقة، خصوصا بعد تمكن الجيش المغربي من تأمين معبر الكركرات الحدودي الفاصل بين المغرب وموريتانيا وإعلان جبهة "البوليساريو" الانفصالية عن عدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار.
وتأتي زيارة رئيس الدبلوماسية الموريتانية بعد نحو شهرين على تأجيل لزيارة رسمية كانت مقررة له إلى الرباط لتسليم رسالة من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، فيما كان لافتا تضارب الأنباء حول أسباب ذلك وحديث عن أزمة جديدة بين البلدين.
وفي الوقت الذي ربطت فيه بعض المصادر إرجاء الشيخ أحمد زيارته التي لم تكن مبرمجة سلفاً إلى المغرب، بالوضع الوبائي الناجم عن تفشي فيروس كورونا في البلدين، ربط مراقبون مغاربة بين التأجيل ووجود انزعاج مغربي من استقبال الرئيس الموريتاني لمبعوث زعيم جبهة "البوليساريو"، المكلف بالشؤون السياسية، البشير مصطفى السيد، في القصر الرئاسي بنواكشوط. وهو الاستقبال الذي حاولت الجبهة الترويج له كانتصار لها. كما أعاد استقبال حزب "التجمع الوطني للإصلاح" (تواصل) الإسلامي، مجدداً، وفد الجبهة، إلى الأذهان التوتّر الذي أثير في يوليو/تموز الماضي على خلفية تأسيس لجنة للصداقة مع "البوليساريو"، بتمثيل عدد من الأحزاب الموريتانية، من بينها "التجمع الوطني للإصلاح".
وبحسب المراقبين، فإن المغرب يراهن على خروج نواكشوط من حيادها السلبي وتعديلها للكفة المائلة نحو الجبهة والجزائر، وإدارة الدفة قليلاً نحو الرباط، التي ترغب في "علاقات استثنائية" مع الجارة الجنوبية على أسس واقعية وعملية، يكون الجانب الاقتصادي القاطرة المحركة لها. وذلك في وقت تبدو فيه أن الرباط، في توجهها الدبلوماسي الجديد، بعد أزمة الكركرات والاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء، لم تعد تقبل بالحياد السلبي بخصوص قضية وحدتها الترابية.