تواصلت عبر المسيرات والتدوينات والقصائد الشعرية والتبرعات السخية، احتفالات الموريتانيين بوقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال، الذي يعتبرونه انتصارا للمقاومة وانهزاما لجيش المغتصبين.
وعقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، عمت مدن موريتانيا مسيرات بالسيارات التي يرفع أصحابها العلم الفلسطيني، ويرددون شعارات النصر ويجأرون بالدعاء لدحر العدو الإسرائيلي المحتل، وليعم السلام أرض الإسراء والمعراج.
وحمل المشاركون في المسيرات صور المقاومة الفلسطينية وشعاراتها، وكذا الأعلام الفلسطينية، ورددوا شعارات تثني على المقاومين، وعلى داعميهم، وتطالب بالمزيد من دعمهم حتى تحرير المسجد الأقصى، وكل فلسطين.
وطالب تكتل القوى الديموقراطية في موريتانيا في بيان “بتفعيل الآليات القانونية الدولية الخاصة بمتابعة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من أمثال نتنياهو وجماعته واقتيادهم أمام المحكمة الجنائية الدولية”.
وأكد التكتل في بيان تلاه رئيسه أحمد ولد داداه أن الشعب الفلسطيني الشقيق الأبي المجاهد، تعرض لعدوان غاشم ترتكبه ثلة من الصهاينة يتزعمها المجرم نتنياهو، ذو الأيدي الملطخة بالدماء وصاحب السمعة السيئة”.
مسيرات أشعار وتدوينات وتبرعات ناهزت المئة مليون أوقية
“لقد جاء هذا العدوان النازي الصهيوني، يضيف البيان، بدءا بإجلاء البيوت من أصحابها ومرورا بمنع المسلمين من أداء مناسكهم في شهر رمضان المعظم وبهتك حرمة المسجد الأقصى أولى القبلتين، ووصولا إلى هدم العمارات والمساكن على رؤوس ساكنيها العزل، وحرق الحرث والنسل ونسف البنى التحتية في ضرب من الجنون والهستيريا”.
وتابع التكتل “لم يكن لنتنياهو أن يقدم على هذه الجرائم البشعة الوقحة كما لم يكن ليتمادى، دون انقطاع في ارتكابها لو لا ما يتلقاه ليل نهار، من دعم سياسي أعمى ومد دون تردد بالعتاد والأسلحة الفتاكة وآلة البطش من طرف أعتى وأقوى دول العالم، حتى وهو يقدم على فعلته”.
“إننا لندين بشدة، يضيف البيان، هذا العمل الوحشي ونحيي نضال الشعب الفلسطيني الباسل في مواجهة ما يتعرض له من ظلم وطغيان، كما أننا نستنكر تعاطي المجتمع الدولي مع هذا العدوان بتصامم هو أقرب ما يكون إلى التواطؤِ والتمالؤ على الإجرام، وحتى لا تظل هذه الأفعال بلا عقاب”.
وزاد “إننا ندعو اليوم كافة المحبين للسلام في أرجاء العالم والمتشبثين بالقضايا العادلة إلى الوقوف صفا واحدا وراء الشعب الفلسطيني وإدانة ما يرتكب باستمرار في حقه من مجازر ومن ظلم وحيف والعمل على وقفه بإعطائهم حقوقهم الثابتة على أرضهم”.
“إن الموريتانيين، يضيف تكتل القوى الديموقراطية، ملزمون جميعا شعبا وحكومة وقوى حية بالتعبير، كل من مركزه، عن غضبهم في وجه هذا العدوان الغاشم، ونحن ندعوهم إلى وثبة تضامن فعالة وسريعة مع الشعب الفلسطيني الشقيق وعلى تقديم كل أنواع العون والدعم والمساندة له”.
وفي هذه الأجواء المفعمة بالانتصار، وجه عدد من النواب الموريتانيين ملتمسا لعقد جلسة علنية للبرلمان بهدف نقاش السبل الكفيلة بـدعم ومناصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة الصهاينة الغاصبين لإصدار توصية حول العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
وتواصلت على مستويات عدة حملات جمع التبرعات لدعم المقاومة الفلسطينية، وأكدت مصادر الإشراف على هذا النشاط، وصول التبرعات المجموعة ضمن حملة حزب الاتحاد الحاكم وحدها إلى قرابة مئة مليون أوقية (1 دولار= 350 أوقية).
وتحولت صفحات المدونين لفضاءات يملأها الاحتفاء بنصر المقاومة الفلسطينية والتنويه بقادتها ونشر صورهم والدعوة للاستمرار في المساندة وعدم التراخي في ذلك بسبب وقف إطلاق النار، الذي يجب أن يكون، حسب المدونين، “مجرد استراحة محارب وسط المعركة”.
وعلق الكاتب الكبير محمد محفوظ أحمد على وقف إطلاق النار قائلا “خروج الفلسطينيين في غزة، وكل فلسطين، بهذه العفوية والسرعة والحماس، يحتفلون فوق أنقاض بيوتهم بما يعتبرونه انتصارا على جيش الاحتلال وبطش آلته العسكرية المتفوقة، يضع التراب والطين في أفواه صحافة وإعلام بعض أحباب “إسرائيل” من الأعراب، الذين كتبوا وغردوا ودونوا… بأن الفصائل المقاومة تختطف الفلسطينيين وتفرض عليهم حربها الخاصة ومغامراتها رغم إرادتهم”.
“وهذا، يضيف المدون، يتفوق قليلا على منطق نتن ياهو في افتراءاته، رغم أنه وجيشه، في القصف والقتل والتدمير، لا يفرقان بين المقاتل المسلح وبين المدني والمرأة والطفل الفلسطينيين”.
وقال “إن لم تكن “إسرائيل” هزمت أو فشلت في هذه الحرب المختلة الميزان، فإن أحبابها من العرب يشعرون الآن بالخيبة والغصة والهزيمة”.
وتحت عنوان “ثلاث رشقات شعرية لغزة المنتصرة”، كتب الشاعر الموريتاني الشهير آدي آدبه قصيدة تحدث فيها عن “غزة الأرض، وغزة السماء”، وعن “غزة كيمياء عز”، وأخيرا عن “غزة أحلى الحبائب”.