غزة وكيان الاحتلال ما هي مآلات التصعيد العسكري؟ (تحليل)

11 مايو, 2021 - 01:22

يرى محللون سياسيون فلسطينيون أن حالة التصعيد العسكري في قطاع غزة، قد تتطور خلال الساعات القليلة القادمة، وفقا لطبيعة الرد الإسرائيلي على الرشقات الصاروخية التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية.

لكن من المستبعد أن تتدهور حالة التصعيد، بحسب تصريحات أدلى بها محللون لـ"الأناضول"، إلى حرب واسعة، خاصة في ظل عدم رغبة فصائل المقاومة، وإسرائيل بالتصعيد.

ومساء الإثنين، أطلقت المقاومة الفلسطينية عشرات الصواريخ تجاه إسرائيل، ردا على العدوان الإسرائيلي في مدينة القدس، فيما أصيب إسرائيلي إثر استهداف مركبته بصاروخ مضاد للدروع أطلق من القطاع، بحسب جيش الاحتلال.

هذا التصعيد جاء بعد انتهاء مهلة منحتها المقاومة في غزة لإسرائيل، لسحب جنودها من المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" بمدينة القدس المحتلة والإفراج عن المعتقلين، حتى الساعة السادسة من مساء الإثنين.

وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان، اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، في منطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح" ومحيط المسجد الأقصى.

**ضربة قوية

وقال وديع أبو نصار، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، إنه "لا يستبعد أن توجّه إسرائيل ضربة قاسية لقطاع غزة، ردا على إطلاق الصواريخ".

وأضاف إنه يتوقع تدحرج الوضع العسكري إلى "المزيد من إطلاق النار المتبادل، الذي قد يستمر إلى عدة أيام، رغم الجهود التي يبذلها الوسطاء لاحتواء الوضع".

وأوضح أن هذا التصعيد يستغلّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سياسيا "لتعطيل جهود تشكيل الحكومة الإسرائيلية".

وفي السياق، قال أبو نصّار إن التساؤل الكبير يدور حول مآلات الوضع في مدينة القدس بعد احتواء وانتهاء هذا التصعيد، هل ستعود الأمور إلى ما كانت عليه؟".

ويرى أنه من الصعب "نجاح الفلسطينيين في استثمار وتحويل أحداث القدس إلى إنجاز استراتيجي".

** تحديات صعبة

وقال مصطفى إبراهيم، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن تطور التصعيد في غزة مرتهن لتحديات متعددة، يفرضها طبيعة الرد الإسرائيلي.

وتابع إبراهيم: "إذا كان الرد الإسرائيلي عنيفا، واستهدف منشآت مدنية، وتسبب بسقوط شهداء، فإن المقاومة من الطبيعي ألا تقف مكتوفة الأيدي وترد وفق تقديراتها العسكرية".

وأوضح أن "سقوط شهداء من الجانب الفلسطيني، سيفرض على المقاومة الرد، وهو ما قد يؤدي إلى تطور حالة التصعيد، وزيادة مدتها".

ويعتقد إبراهيم أن الرد الإسرائيلي سيكون "محدودا ومحسوبا، خاصة في ظل وجود إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، الذي من الممكن أن يضع بعض القيود على نتنياهو".

وأشار إلى أن هذه الصواريخ جاءت كنوع من أنواع "المساندة للهبّة في مدينة القدس، ضد الاعتداءات الإسرائيلية".

**معادلة الردع

بدوره، يتوقّع هاني العقاد، الكاتب والمحلل السياسي، أن توجّه إسرائيل "ضربات قاسية للقطاع، فضلا عن إمكانية اغتيالها لشخصيات وازنة من فصائل المقاومة لتحقيق معادلة الردع".

وقال لـ"الأناضول": "المقاومة أحرجت إسرائيل ووضعتها في خانة المهزوم حاليا، من خلال كمية الرشقات ونوعية الصواريخ التي ضربتها خلال الساعات الماضية".

وعدّ الكاتب السياسي "ضربة المقاومة العسكرية الأولى للقدس، ذكية ومهمة، وتعبر عن فهم عميق لطبيعة القتال".

وأشار إلى أن "العملية العسكرية الآن تسير بمعادلة إن زدتم زدنا وفقا للمقاومة الفلسطينية، فكلما زاد الاستهداف الإسرائيلي ستزيد المعركة".

ويرى أن إسرائيل "صادقت على ضربة لا تنتهي سريعا وفق تقديراتها، إلا في حال تدخل الوسطاء، لإعادة الأمور إلى ما قبل التصعيد".

لكن العودة للهدوء سريعا يبقى مستبعدا، وفق العقّاد، وذلك لعدم قبول إسرائيل "الخروج من هذه الجولة خاسرة دون ردّ الاعتبار".

**إسرائيل المسؤولة

وقال شرحبيل الغريب، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن إسرائيل "هي من أشعلت هذه المعركة، من خلال ارتكابها لجرائم بحق المقدسيين، واستفزازها لمشاعر المسلمين".

وتابع لـ"الأناضول"، المقاومة في غزة "تحركت لوضع حد لممارسات الإسرائيلية والانتهاكات التي زادت عن حدها دون مراعاة لأي شيء".

كما جاء الرد، وفق الغريب، كـ"رسالة لأهالي القدس والضفة بأن فلسطين واحدة والعدو واحد، والمقاومة أخذت على عاتقها الرد على كل انتهاك إسرائيلي بحق المواطنين أينما كانوا".

ويعتقد المحلل السياسي أن طبيعة الرد الإسرائيلي هذه الليلة، على إطلاق الصواريخ، "سيحدد معالم ومدة الجولة العسكرية".

ويتوقع أن يتجه الوضع الميداني بغزة إلى "تصعيد عسكري واسع".

واستكمل قائلا: "نحن أمام مواجهة ستستمر لعدة أيام، بعد فشل كل الوساطات في كف يد إسرائيل عن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس".

ومساء الإثنين، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية عددا من الغارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، أسفرت بحسب وزارة الصحة عن استشهاد 20 فلسطينيا، بينهم 9 أطفال، وإصابة 65 آخرين.

الاناضول