
في سيناريو مألوف، تقف أمام ثلاجتك وتُمسك علبة اللبن التي تحتفظ بها في الرف أمامك؛ تقرأ تاريخ الصلاحية المُنتهي المطبوع على غطائها، وتفتحها لتتفحَّص رائحتها وتجدها طبيعية، لكنك تُقرِّر تجنُّب المغامرة والتخلُّص منها في نهاية المطاف. تذهب إلى أحد المجمعات أو المحال التجارية، تقف أمام الأرفف تتفحَّص المنتجات المتراصة، وتختار البضائع المختبئة خلف منتجات الواجهة لعلمك بأن تاريخ إنتاجها أحدث، وتاريخ انتهاء صلاحيتها أبعد. لكن ماذا لو علمت أن هذه التواريخ لا تلعب أي دور في صلاحية المنتج الذي بين يديك، ولا تتحكَّم بموعد فساده أساسا، وإنما كُتبت لأغراض أخرى بعيدة تماما عن صلاحية الطعام؟
هذا صحيح، إحدى المعلومات المغلوطة المنتشرة بيننا هي أن تاريخ الصلاحية الذي يُطبع على الملصقات الخارجية التي تُغلِّف طعامنا، أو المختوم على قاعدة المُعلبات، هي تواريخ مَعنية في المقام الأول بسلامة طعامك أو قُربه من الفساد. ولكن الحقيقة أن هذه التواريخ تدفعك لرمي طعامك في سلة المهملات دون أن يكون قد فسد فعلا، وباستثناء طعام الأطفال وبعض العقاقير الطبيعية فأنت -حقا- تتخلَّص من طعام لا يزال صالحا للأكل.
الجزيرة نت