يتواصل فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تشهد أكبر منافسة في اقتراع رئاسي بتاريخ البلاد، وفي وقت توكد حملة المرشح الديمقراطي جو بايدن تقدمها بالولايات الحاسمة، اشتكى المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب من اختفاء الأصوات المؤيدة له.
وقال ترامب في تغريدة له على تويتر "كنت متقدما بالأمس في ولايات مهمة ثم بدأت هذه الولايات في الاختفاء بشكل سحري". في المقابل قالت الحملة الانتخابية لبايدن إن مرشحها في طريقه للفوز بالانتخابات الرئاسية.
وأكدت حملة الديمقراطيين أنهم في طريقهم للفوز بميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا بفارق أكبر مما حققه ترامب سنة 2016.
وأضافت الحملة في مؤتمر صحفي لها: إذا توقف فرز الأصوات الآن كما طلب ترامب فسيكون بايدن هو الفائز في الانتخابات الرئاسية.
ومن جانبها قالت مساعدة حاكم ولاية بنسلفانيا إنه "من السابق لأوانه أن نحدد موعدا" لانتهاء عمليات فرز الأصوات، وأضافت أن إجراءات فرز عمليات التصويت عبر البريد تتم على مراحل وتستغرق وقتا.
في المقابل، أكدت الحملة الانتخابية للرئيس الجمهوري دونالد ترامب أنها ستطلب على الفور إعادة إحصاء الأصوات في ولاية ويسكونسن، حيث يبدو منافسه الديمقراطي جو بايدن متقدما بشكل طفيف، على الرغم من أن النتائج النهائية لم تعلن بعد رسميا في الولاية.
وقال مدير الحملة بيل ستيبين في بيان "وردت تقارير عن مخالفات في عدة مقاطعات بويسكونسن مما يثير شكوكا جادة بشأن صحة النتائج"، دون أن يذكر تفاصيل عن تلك التقارير. وأضاف أن "الرئيس تخطى بفارق كبير مستوى الأصوات الذي يسمح له بطلب إعادة الإحصاء وسنفعل ذلك على الفور".
كما رفعت الحملة دعوى في ميشيغان لوقف إحصاء الأصوات.
وقالت مفوضة الانتخابات في ولاية ويسكونسن إنه لا مجال لتزييف أي بطاقة انتخابية.
وقال إد فولي الخبير في قانون الانتخابات في جامعة أوهايو ستايت يونيفرسيتي إنه إذا تم الاحتكام إلى القضاء "قد يستمر الوضع عدة أسابيع".
وأوضح أن التجربة أظهرت أن غالبية بطاقات الاقتراع عبر البريد تحمل مبدئيا اسم جو بايدن، مما يفسر تطوّر النتائج الجزئية لصالحه في الساعات الأخيرة، إلا أن أي وسيلة إعلام لا تجرؤ على القيام بأي توقعات.
وذكرت وسائل إعلام أنه فاز في ولاية أريزونا، إلا أن الجمهوريين يعترضون على ذلك، وهو في موقع جيد للفوز في نيفادا.
وقد ذكرت سكرتيرة ولاية أريزونا أن مئات الآلاف من بطاقات الاقتراع لم تفرز بعد في الولاية، وحذرت من الاحتفاء بأي فوز الآن.
وإذا تأكد ذلك عليه أن يفوز بولايتين أو 3 ولايات في الشمال الصناعي: بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، التي سبق أن فاز فيها الملياردير الأميركي قبل 4 سنوات.
وقد رفعت عدة شكاوى حول التصويت عبر البريد قبل موعد الانتخابات إلى المحكمة العليا، وطلب منها الجمهوريون في بنسلفانيا منع احتساب البطاقات التي ترسل بالبريد قبل مساء الثلاثاء لكنها تصل في الأيام الثلاثة التي تلي موعد الانتخابات.
وانقلب المشهد في ولاية ميشيغان حيث تقدم بايدن بفارق طفيف على ترامب بعد فرز نحو 90% من مجموع الأصوات. ووفقا لتلك النتائج نال بايدن مليونين و516 ألف صوت مقابل مليونين و507 آلاف صوت للرئيس الحالي.
وحتى الآن مازال المرشح الديمقراطي حتى الآن في الطليعة بـ 248 من مجموع أصوات المجمع الانتخابي مقابل 214 صوتا لترامب.
ولا تزال هناك مسارات أمام ترامب وخصمه للفوز بالعدد اللازم من أصوات المجمع الانتخابي لدخول البيت الأبيض، وهو 270 صوتا، حيث تواصل الولايات المختلفة فرز الأصوات البريدية التي ارتفع عددها في ضوء جائحة فيروس كورونا.
وقد فاز ترامب في 23 ولاية إلى الآن أبرزها فلوريدا وتكساس وأوهايو، في حين فاز بايدن في 21 ولاية أبرزها كاليفورنيا ونيويورك ومينيسوتا وأريزونا.
ويفترض أن تحسم نتيجة الاقتراع الآن ولايات الوسط ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن. كما يمكن أن تغير كارولينا الشمالية مسار النتائج.
من جهته وصف ترامب النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية بالمذهلة. وخلال كلمة له اليوم اتهم ما سماها مجموعة بائسة من الأشخاص بمحاولة حرمانه من ملايين الأصوات.
وهدد ترامب باللجوء إلى المحكمة العليا لوقف احتساب الأصوات المتأخرة. وقال إن هناك عملية احتيال تجري على الشعب الأميركي.
وقال أيضا: بصراحة فزنا بهذه الانتخابات، لذلك هدفنا ضمان سلامة ونزاهة هذه اللحظة التاريخية، نريد للقانون أن يستخدم بطريقة سليمة، لذلك سنلجأ إلى المحكمة العليا. نريد لعمليات عد الأصوات أن تتوقف. لا نريد أن يجري عد أي صوت بعد الرابعة صباحا.
من ناحية أخرى، صرحت حملة بايدن الانتخابية بأنها ستتصدى لترامب قانونيا في حال لجوئه للمحكمة لمنع الاحتساب الدقيق للأصوات. وقالت إن هذه المحاولة لوقف الأصوات فعل شائن وغير مسبوق.
وقد أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها مساء الثلاثاء، لكن ولايات كثيرة تحتاج عادة لأيام حتى تنتهي من فرز بطاقات الاقتراع.
وأدلى الكثيرون بأصواتهم عن طريق البريد بسبب الخوف من جائحة كورونا.
ولا تزال النتائج بولايات "الجدار الأزرق" الثلاث (ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا) عصية على الحسم. وهي التي قد أوصلت ترامب إلى البيت الأبيض على نحو غير متوقع عام 2016.
ويتفوق بايدن بفارق طفيف في ولاية نيفادا التي قال مسؤولوها إنهم سيستأنفون فرز الأصوات غدا.
ولم تُحسم النتيجة أيضا بولايتين جنوبيتين، هما جورجيا وكارولينا الشمالية، ويتقدم ترامب في كليهما. وفوز بايدن في أي منهما سيحد كثيرا من فرص ترامب في الفوز.
وإذا فاز بايدن في ولاية أريزونا، وهو ما توقعته قناة فوكس نيوز ووكالة أسوشيتد برس، فإن ذلك سيجعل أمامه سبلا عديدة لدخول البيت الأبيض.
وإذا صوتت نيفادا لصالحه، فيمكنه الفوز بالرئاسة إذا انتصر بولايتي ويسكونسن وميشيغان اللتين أظهرت استطلاعات للرأي قبل يوم الانتخابات أنه يتقدم فيهما بفارق كبير، حتى إذا خسر بنسلفانيا.
والطريق الأكثر ترجيحا بالنسبة لترامب يمر من بنسلفانيا، فإذا فاز بها يمكنه ضمان فترة رئاسية أخرى إذا احتفظ أيضا بالولايات الجنوبية وفاز بواحدة على الأقل من ولايات الغرب الأوسط.
وكان ترامب قد أشار خلال الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية إلى أنه سيعلن الفوز إذا كان متقدما ليلة الانتخابات، وسيسعى لوقف فرز الأصوات الإضافية.
وقد علقت جين أومالي ديلون مديرة حملة بايدن الانتخابية في بيان بقولها "تصريحات الرئيس عن محاولة وقف فرز الأصوات التي تم الإدلاء بها بطريقة سليمة كانت مشينة وخاطئة ولم يسبق لها مثيل".
المصدر : الجزيرة + وكالات