لماذا يُقلِق الاتّفاق الاستراتيجيّ الإيراني الصيني السرّي دولة الاحتِلال الإسرائيلي؟

17 يوليو, 2020 - 19:10

إذا أردنا أن نعرف مدى أهميّة وخُطورة الاتّفاق الإيرانيّ الصينيّ السرّي الذي كشَفت تفاصيله صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكيّة قبل يومين لا بُدّ من رصد ردّ الفِعل الإسرائيليّ الغاضِب الذي عبّر عنه الخبير العسكريّ أمير يار شالوم، ووصف هذا الاتّفاق بأنّه خطوة على طريق شرق أوسط جديد وسيُؤدّي إلى كسرِ الحِصار الأمريكيّ على إيران.

الاتّفاق الذي جرت صِياغته بين الحُكومتين الصينيّة والإيرانيّة دون ضجيجٍ يتضمّن شراكةً اقتصاديّةً وأمنيّةً شاملةً يُمكن أن تُمهّد الطّريق أمام استثمارات صينيّة بأكثر مِن 400 مِليار دولار في البُنى التحتيّة الإيرانيّة وقِطاع الطّاقة، وسِكك الحديد والموانئ والصّناعات العسكريّة، وسيكون المُقابل الذي ستَحصُل عليه الصين إمدادات نفطيّة رخيصة ومُنتظمة لحواليّ 25 عامًا.

السيّد محمد جواد ظريف وزير الخارجيّة، ومُهندس هذا الاتّفاق مع نظيره الصيني، ردّ على انتقاداتٍ داخليّةٍ إيرانيّةٍ للاتّفاق بأنّ بلاده لن تمنَح الصين حقّ استِخدام لأيّ شِبر من الأرضِ الإيرانيّة، ونفَى أن يكون الاتّفاق منَح الصين إقامة قاعدة عسكريّة في جزيرة كيش.

هذا الاتّفاق سيفتح طريق حرير مُعاكس بين ايران والصين، وقد يُؤدّي إلى إنقاذ الصناعة النفطيّة الإيرانيّة وتجاوز العُقوبات الأمريكيّة التي قلّصت الصّادرات الإيرانيّة مِن ثلاثة ملايين برميل يوميًّا إلى أقل مِن مِئة ألف بِرميل، فالصين تستورد 10 ملايين بِرميل يوميًّا لسَدّ احتِياجاتها الصناعيّة، وسيكون بإمكان إيران توفير 90 بالمِئة من هذه الكميّة ورفع سَقف إنتاجها تدريجيًّا إلى أكثر مِن ثمانية ملايين بِرميلٍ يوميًّا.

النّقاط الأهم في هذا الاتّفاق التي جرى الكشف عن بعضها من قبل الصحيفة الأمريكيّة، الشّراكة في المعلومات الاستخباريّة وتقارير وصور الأقمار الصناعيّة، ونشر شبكة خلويّة من الجيل الخامس للاتّصالات، وفتح الأسواق الإيرانيّة لمنتوجاتِ شركة هاواوي الإلكترونيّة الصينيّة.

الاتّفاق، وباختصارٍ شديد، يُزعِج دولة الاحتلال الإسرائيلي ويُثير قلقها لأنّه سيُفشِل الاستراتيجيّة الأمريكيّة التي تستخدم الحِصار والعُقوبات الاقتصاديّة لتقويض النّظام الإيراني مِن الدّاخل، وتأليب الشّعب الإيراني على الثّورة لإسقاطه.

إنّ هذا الاتّفاق هو أقوى ردّ صينيّ على العداء الأمريكيّ والحرب التجاريّة الأمريكيّة التي تَستهدِف بكّين، وفوق هذا وذاك يُعزِّز الصّمود الإيرانيّ بإنقاذ الاقتِصاد، وتطوير الصناعات العسكريّة أيضًا بالتّعاون مع دولةٍ عُظمى مِثل الصين تملك خُبرات ضخمة في هذا المِضمار.

“رأي اليوم اللندنية”