أظهر مؤشر الإصابات بوباء كوفيد 19 في موريتانيا، أمس، ارتفاعاً مخيفاً وصل، حسب آخر إحصائية، عن تسجيل 77 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في موريتانيا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، فيم تم شفاء ستة مصابين، ووفاة مصاب واحد.
وبحسب ولد الزحاف فإن جميع الحالات المسجلة اليوم تعود لمخالطين لمصابين سابقين.
وقد توزعت الإصابات الجديدة جغرافيا على النحو التالي:
كيفة 2، دار النعيم 6، الميناء 3، لكصر 19، السبخة 2، تيارت 5، توجنين 9، الرياض 2، تفرغ زينة 18، عرفات 11.
وبذلك تكون جميع حالات الإصابة المؤكدة التي تم تسجيلها رسميا في موريتانيا منذ ظهور الوباء هي 389 إصابة.
وقد جعل هذا الارتفاع المواطنين الذين أنهكهم الانحباس في المنازل، يعيشون بين الخوف والرجاء.
وتوقف موقع «صحراء ميديا» الإخباري في تقرير تحليلي منذ أيام أمام المنحنى الغريب الذي رسمته الإصابات اليومية بالفيروس في موريتانيا، مؤكداً «أن اضطرابه فتح الباب أمام الكثير من الأسئلة حول التباين بين أعداد الحالات التي يتم تشخيصها يومياً، فتارة صعدت لتصل إلى خمسين إصابة في اليوم، ثم تراجعت إلى ست حالات، وظلت تتناوب بين الانخفاض والصعود بوتيرة شبه ثابتة».
وأضاف الموقع: «أسئلة عديدة يطرحها هذا المنحنى، أولها يتعلق بقدرة المنظومة الصحية الموريتانية على تشخيص الإصابة بالفيروس، ومدى دقة هذا التشخيص، خاصة حين نجد أن عدد الإصابات الجديدة يوم الثلاثاء الماضي كان 6 إصابات فقط بعد إجراء 571 فحصاً، أما أمس الأربعاء فكان عدد الإصابات الجديدة يصل إلى 24 إصابة جديدة بعد 260 فحصاً فقط».«ورغم هذه الضبابية في المنحنى العام لتطور انتشار الوباء في موريتانيا، يضيف موقع صحراء، فإن خطورة الوضع واضحة ولا يكتنفها أي غموض، خاصة في ظل ارتفاع عدد الوفيات بسبب الفيروس، رغم تكتم الوزارة المستغرب على بيانات المتوفين (العمر، الجنس، الوضع الصحي)».
وتابع: «لكن زيادة عدد الوفيات المفاجئ، بالنظر إلى قلة الإصابات المشخصة حتى الآن، يرجع حسب بعض المتابعين من المختصين إلى تأخر عملية الفحص، ما يقود إلى تأخر الرعاية الصحية حتى يصل الفيروس إلى مراحل متقدمة ويصبح التعامل معه معقداً، وهو ما يؤكد أن أغلب الوفيات تم تشخيصها بعد الوفاة».
ونقل الموقع عن مصادر خاصة قولها إن السفير الصيني في نواكشوط عرض على وزارة الصحة أن يأتي فريق طبي من الصين من أجل دعم الطواقم الصحية الموريتانية في مواجهة الفيروس، ولكن حتى الآن لم يحدد موعد وصول هذا الفريق الطبي، الذي يبدو أن الوضع أصبح يحتاج إليه، فالفرق الطبية الصينية هي التي أنقذت إيطاليا، وحتى في جوارنا القريب، استفادت بوركينا فاسو منذ أكثر من شهر من خدمات فريق صيني مختص.
وكان دعا الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني قد دعا الخميس للإلغاء التام والفوري لمديونية القارة الإفريقية لمساعدتها في مواجهة المضاعفات الكارثية للأزمة إسهاماً في تمويل أهداف التنمية المستدامة التي أصبح تحقيقها صعب المنال.جاء هذا الطلب في حديث عبر الفيديو شارك به الرئيس الغزواني في اجتماع خاص بتدارس سبل التمويل المتاحة لمواجهة جائحة كورونا وانعكاساتها السلبية، منظم بالتعاون بين جامايكا وكندا والأمانة العامة للأمم المتحدة، وبمشاركة خمسين رئيس دولة ورئيس حكومة، بالإضافة إلى كبار مسؤولي المنظمات الدولية.
وتحدث الرئيس الغزواني عن التداعيات السلبية لوباء كوفيد 19 وانعكاساته على الاقتصاديات الإفريقية التي تتميز بضعف التنوع وطغيان النشاط غير المصنف وانتشار الفقر وارتفاع المديونية بدرجة لا تكاد تتحمل.
ودعا الرئيس الموريتاني «دول إفريقيا لاستخلاص العبر والدروس من هذه المحنة، والعمل على إعادة تأسيس مقارباتها التنموية من أجل تعبئة المزيد من الموارد الذاتية وتحسين جدوائية نفقاتها العمومية وجعل الشفافية في تسيير الشأن العام محوراً أساسياً في أساليب حكامتها».
وعن الحالة الوبائية في موريتانيا، أكد أنه «رغم الجهود التي بذلتها الدولة منذ شهر مارس للحد من انتشار الوباء فإنه مازال مستشرياً، وأن أي تهاون في هذا المجال قد يؤدي إلى عودة الجائحة وتعاظم الضرر الذي تلحقه باقتصادياتنا الهشة».
وأشاد الرئيس الموريتاني بدعم شركاء موريتانيا التنمويين، مرحباً «بقرار مجموعة العشرين حول المديونية، مؤكداً مع ذلك أن «الجهود التي بذلت حتى الآن تظل دون المستوى الذي يتطلبه رفع التحديات الجسيمة التي يواجهها بلده».
" ميثاق" + القدس العربي