انتقل فجر الاثنين إلى مستقر رحمة الله وغفرانه؛ ابن عمنا الفاضل وسليل أسرة الأكابر صالح ولد ابّيبُ عن عمر كرسه للعبادة، والتقوى، وصلة الرحم، والترغيب في عمل الخيرات وهجر المنكرات..
ينحدر صالح ولد ابّيبُ من أسرة كريمة الأصل، مشهودة الفضل، وقد تميز رحمه الله بالشجاعة والجَلَد والإقدام؛ حيث كان رجلا نادرا يستلَذ بقربه، أرِيبا عاقلا صدوقا، لا يخشى في الحق لومة لائم؛ تواضعا لا استعلاء، وقناعة لا جشعا، لا ينحرف عن نهج أملته عليه طريقة تفكيره، وسلامة فطرته، وجمال ذوقه.. ولا يتراجع عن عزم نواه، ولا عن وعد قطعه، أو عهد منحه.. يقينه راسخ، وإخلاصه أرسخ، ووفاءه أجمل وأنبل وأكمل..
لم يثن فيح الصحراء همته عندما اختار لنفسه مكانا قصيا على مشارف بلدية ام لحياظ تحت مسمى "اكن البهك" ليتعايش مع الصحراء بطهرها، وزكاء أقواتها، وطيب أهلها.. وليأكل الناس من طيب زاده دون مَنّ أو ثمن..
بإرادته الغلابة تحدى المصاعب وقهر المستحيل؛ فجعل الصعب ذلولا لوفائه وصبره وصدقه الذي لايضل طريقه ولاترهبه عواقبه تكافؤا لاتمايزا؛ فظل طودا شامخا حافظا للجيرة، أخا لليل يقومه، وصديقا للسحر يقطعه بالاستغفار وكثرة الأذكار، مستعينا على ورعه باللقمة الحلال، وبتجنب شبهات الحرام، وهو مع كل ذلك جواد كريم، عطوف حنون، في رزقه نصيب وافر ومعلوم للسائل والمحروم.
وصدق القائل جل في علاه:
(ومن النَّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللَّهِ والله رءوف بالعباد).
يا من إذا وعد وفى، وإذا توعد عفا، يا ذا الجلال والاكرام:
ارحمه واغفر له واعف عنه، وارزقه الدرجات العلا من جنتك، وارفعه من ضيق اللحود إلى أسمى درجات الخلود، واجعل قبره أول منــازل الجنة، واجعله من خيرة من تظلهم بظلك يوم لا ظل إلا ظلك..
يا رحمن يا رحيم
نقلا عن صفحة الصحفي اعل ولد البكاي على الفيسبوك