الشرطة الموريتانية توقف ستة من نشطاء حركة “نريد موريتانيا علمانية”

14 فبراير, 2020 - 10:20

مثل الجمعة أمام شرطة القضاء في نواكشوط ستة من نشطاء حركة “نريد موريتانيا علمانية”، كان الأمن الموريتاني قد أوقفهم مساء أمس حسبما أكد مصدر مقرب من هذا الملف.

وشمل الاعتقال الذي دعا مدونون متحررون الأمن للكشف عن أسبابه، كلا من مكفولة إبراهيم وهي ناشطة حقوقية، والشيخ ولد نوح وهو صحافي وكاتب روائي، وميني إبراهيم، واحمدناه، وشيخاني، وأحمد محمد المختار.

ونقلت وكالة “الأخبار” المستقلة عن مصدر في الشرطة القضائية تأكيده مثول ثلاثة نشطاء على الأقل أمام المحققين.

ولم تكشف الجهات الأمنية الموريتانية حتى ضحى الجمعة عن سبب استدعاء الشرطة لهؤلاء النشطاء، ولا الدافع لتوقيفهم.

وذهبت صحيفة “تقدمي” المقربة من التيار العلماني إلى أن التهمة الموجهة للموقوفين هي حضورهم مراسيم تشييع ميت مسيحي الديانة بنواكشوط.

وأعلنت الصحيفة عن “تضامنها مع سجناء الرأي، ومطالبتها بإطلاق سراحهم فورا”.

وأطلق اعتقال هذه المجموعة الجدل ساخنا على شبكات التواصل حول إسلامية أو علمانية موريتانيا لتطفو هذه القضية على السطح من جديد بعد أن هدأت لبعض الوقت.

وكانت مجموعة من الشباب المتحررين الداعين لعلمانية موريتانيا قد عارضت ندوة نظمتها قبل عامين رابطة العلماء الموريتانيين وهيئات إسلامية موريتانية تحت عنوان “موريتانيا إسلامية وليست علمانية”.

وافتتح النشطاء العلمانيون بعد ذلك صفحة على فيسبوك تحت عنوان “‏من أجل موريتانيا علمانية حداثية ومتسامحة‏”، وحددوا لصفحتهم مجالا للتعاطي الفكري حول هذه القضية من خلال “العمل من أجل مجتمع موريتاني علماني، علمي، حداثي ومتسامح، مقابل مجتمع متخلف رجعي محافظ وإرهابي”.

وكان الإعلامي حنفي ولد دهاه أبرز المطالبين بعلمانية موريتانيا والمدافعين عن ذلك، قد أكد في تدوينات سابقة عن الموضوع أن “العلمانية تحمي المقدس من استغلاله من طرف تجار الدين، فلا يواصلون ممارسة مهمتهم في تبرير ظلم الحكّام، الدين مقدس والسياسة غير مقدسة، فخلط الدين بالسياسة ضياع لهما: ضياع للدين حين يعرّضه للاستغلال والمتاجرة، وضياع للسياسة حين يكبحها عن التحليق في عوالم الخلق والابتكار، ومواكبة اندفاعات الحضارة الهائلة”.

وأضاف: “كُن علمانياً لتحترم الدين وتحترم اللادين… كن علمانياً لتحترم جوهر الإنسان… كُن علمانياً لتحترم حتى آراء ومعتقدات من لا يحترمون لك رأياً ولا معتقداً، كن علمانياً”.

وانتقد المدون البارز حبيب الله ولد أحمد المواقف الداعية لعلمانية موريتانيا، وأضاف في تعليق له على اعتقال النشطاء الستة: “يريدون موريتانيا علمانية ويحضرون طقوسا مسيحية؟!”.

وأضاف: “هل الهروب إلى المسيحية تكريس للعلمانية وكأن العلمانية لا تعني أكثر من الابتعاد عن الدين الإسلامي، فالدستور الموريتاني واضح وصريح فالإسلام دين الشعب والدولة، ونحن نريد موريتانيا التي اختارها الله لنا جمهورية إسلامية بنسبة 100%، ولا مساومة في محاولة صد الناس عن سبيل الله ومهيع المحجة البيضاء: لا نريد موريتانيا علمانية، لا نريدها مسيحية، لا نبيع ديننا للغرب ولا للشرق ولا للشمال ولا الجنوب، فنحن مسلمون على دين فطرتنا ولا نبتغى غير الإسلام دينا؛ وواجب السلطات ضرب كل محاولات تنصير وتغريب و(علمنة) المجتمع الموريتاني المسلم المحافظ، والتعاطف مع دعاة التنصير والعلمانية الجاهلة نفاق لا يليق بمسلم غيور على دينه وملته وعقيدته”.