لجأ مهاجرون أفارقة إلى مباريات كرة القدم للتخفيف من المعاناة التي يعيشونها جراء الحرب التي تشنها مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس.
وباتت مباريات كرة القدم المتعة الوحيدة التي تخفف عن كاهل هؤلاء المهاجرين المعاناة التي يواجهونها، فيلعبون في أيام الجمعة من كل أسبوع على ملعب ذي أرضية رملية إلى جانب الطريق في منطقة "سوق الجمعة" بطرابلس، آملين في أن يلهيهم ذلك عن دوي غارات حفتر ومآسيها.
وتتنافس الفرق فيما بينها بحضور عشرات المتفرجين من المهاجرين، وتجرى المباريات في أجواء أشبه ببطولة منظمة لكرة القدم.
يقول النيجري سليمان الذي يتولى إدارة تلك اللقاءات "الوضع هذه الأيام صعب للغاية بالنسبة لجميع الأجانب في ليبيا، وظروف الحرب تجعل عملنا صعبا جدا. نلعب كرة القدم كل يوم جمعة لننسى الآثار التي تتركها الحرب على أنفسنا، وللحفاظ على معنوياتنا مرتفعة".
ووصل إلى ليبيا حتى الآن نحو 636 ألف مهاجر غير نظامي منذ إطلاق مليشيات حفتر في 4 أبريل/نيسان الماضي هجوما متعثرا للسيطرة على العاصمة طرابلس، وذلك بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتؤثر هجمات مليشيات حفتر ودوامة العنف الدائر سلبا على حياة المهاجرين الذين باتت رؤيتهم بجانب الطرقات في ضواحي طرابلس للبحث عن أعمال يومية أمرا اعتياديا.
ويتجنب المهاجرون غير النظاميين الظهور أمام الكاميرات، ويعملون في العديد من المهن الشاقة ولا سيما أعمال البناء وإصلاح السيارات وفي المطاعم.
وأصبحت ليبيا في السنوات الأخيرة نقطة العبور الأكثر أهمية إلى أوروبا للمهاجرين الأفارقة غير النظاميين الذين يفرون من بلادهم هربا من الفقر والصراعات، وذلك بسبب الاضطرابات الداخلية التي تشهدها البلاد.
وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين الماضي أن طائرات دولة أجنبية داعمة لحفتر مسؤولة عن مقتل 53 مهاجرا ولاجئا في غارات على مركز احتجاز بالعاصمة طرابلس في 2 يوليو/تموز 2019.
المصدر : وكالة الأناضول