الدراما الموريتانية.. طموحات خجولة لمنافسة الإنتاج العربي

3 فبراير, 2020 - 10:40

من أجل إنتاج مسلسل من ثلاثين حلقة، يمر المخرج الموريتاني بكثير من الصعاب، تبدأ الرحلة من البحث عن سيناريو مناسب، ثم ممثلين، وممولين أو قنوات تشتري المنتج النهائي. هكذا وصف التجربة المخرج الشاب مختار إبراهيم المختار.

عمل المختار مع دار السينمائيين الموريتانيين، وبدأ رحلة إخراج المسلسلات منذ سنوات، وأخرج سلسلة تحت عنوان "اخوسير همو" وعمل مؤخرا على إخراج مسلسل "المدرك بالأيام عريان".

يقول للجزيرة نت "الجمهور متشوق لإنتاج موريتاني خالص، وأصبحت المسلسلات تدخل كل البيوت رغم الأخطاء والصعاب".

ويعتبر المخرج الشاب أنهم يقومون بإنتاج مسلسلات في وقت ضيق، ثم ترفض القنوات التعامل معهم، أو عدم دفع ما يمكن أن يعيد تكاليف الإنتاج على الأقل.

منافسة غير متكافئة
تأتي المسلسلات الرمضانية المحلية في وقت تبث فيه القنوات العربية مسلسلات تم إنتاجها على أعلى مستوى من الحرفية، من حيث التمثيل والإخراج وحبكة السيناريو وغير ذلك.

يعتبر المنتج التلفزيوني محمد الدده أن ما يتم بثه في القنوات الموريتانية على أنه دراما يمكن تسميته اسكتشات خفيفة تعالج بعض المسلكيات في المجتمع، لكنها لا يمكن أن تقارن بباقي الإنتاج الدرامي العربي.

ويضيف -في حواره مع الجزيرة نت- أن ما نشاهده في الإنتاج الموريتاني عمل شخص واحد، يقوم بعمل سيناريو، ثم يختار بعض الهواة من أجل تجسيد الأدوار.

ورغم ذلك -يقول محمد الدده- هذه المحاولات رغم ضعفها فنيا استطاعت أن تصنع الفرجة للأسرة الموريتانية التي تريد فنا يعكس خصوصياتها، رغم سيطرة الدراما العربية السورية والمصرية خاصة.

بحث عن التطوير
لا يتابع إسحاق الفاروق المسلسلات الموريتانية إلا صدفة -حسب قوله للجزيرة نت- ويعزو ذلك إلى عدم قدرة هؤلاء على تقديم منتج يلفت للانتباه فنيا ودراميا.

ويعتبر أن ما شاهده ينقصه وضوح الهدف وتحسين المعالجة البصرية، لكي تستطيع شد انتباه المشاهد الذي لديه عشرات الخيارات يمكن أن يختار منها بكبسة زر.

لكن هذا التطوير الذي يبحث عنه إسحاق وغيره من المشاهدين المتعطشين لعمل محترف -كما يقول المخرج مختار إبراهيم- لن يحصل إلا إذا وضعت الدولة يدها في القضية، وأسست معهدا للتمثيل والإخراج وتعلم كل الفنون.

ويعتبر المختار أن هذا عمل شباب هواة ليست لديهم الخبرة أو الوسائل، ورغم ذلك قدموا إنتاجا يتم انتقاده من طرف البعض ويعجب الآخرين، وهذا هو مبلغ جهدهم.

أما بالنسبة لبعض الأسر فإنهم لا يعيرون اهتماما كبيرا للمستوى الفني للمنتج، وإنما يريدون إنتاجا بلغتهم ولبسهم وسحناتهم، وتفاصيل حياتهم اليومية.

لكن المخرج وزملاءه يطمحون إلى أبعد من إرضاء المشاهد البسيط، ويدركون جيدا أن ذلك يتطلب وقتا قد لا يكون قليلا، قائلين إنهم سيواصلون المسيرة، فالآن استطاعوا تقديم إنتاج وإن كان خجولا لكنهم سيعملون على تطويره كل موسم.

المصدر : الجزيرة