من سوءات حرية التعبير غير المقيدة بالضوابط القانونية والمؤسسية كونها تمنح كل من هب ودب على منصات التواصل وشبكة الانترنت مطلق الحرية ليصبح عنده كل شيئ مباحا ومتاحا حتى إدخال فيل من ثقب إبرة؛ فإذا به يقذف سمومه على من شاء، وكيف شاء، ومتى شاء.. دون مراعاة أي ضابط أخلاقي أو مهني أو معرفي..
لذلك لا تستغربوا أن تكون أغلب المواقع الالكترونية عندنا مجرد أفران للشواء الآدمي عبر نقيق لا ينقطع من السباب والشتائم للنيل من هذا المسؤول أو ذاك، أو بنشر تفاهات رخيصة بحثا عن الإثارة ولفتا للانتباه؛ معتمدين نهج الشائعات المغرضة طمعا في زيادة عدد متصفحي مواقعهم الصفراء، ومستغلين براءة أغلب القراء وتدني مستوياتهم المعرفية وانعدام قدرة أكثرهم على تمييز الغث من سمين ما ينشر عبر الشبكة العنكبوتية..
ولعل من آخر ما أتحفتنا به مواقع صناعة الأراجيف هذه هو تلك المفرقعات التي أنتجتها عين الخيال حول ما أسموه "شبهات فساد" تحوم حول سلطة تنظيم النقل الطرقي سربتها قطعان متضررة من حملة الإشراف المتقن على التحصيل من خلال الرسوم والجبايات التي تأخذها السلطة بأمر من السلطات المختصة..
ولأن حبل الكذب قصير؛ فقد تم إشراك رئيس محطة سلطة تنظيم النقل الطرقي في معبر كوكي الأخ ابراهيم ولد دهماش الذي يعرف بصرامته في تطبيق القوانين وبكفاءته المشهودة عبر فواتير التحصيل بشهادة فرق التفتيش الدورية للسلطة، وكذلك تقارير المفتشية العامة للدولة؛ ما جعله يحافظ على موقعه في هذا المعبر الحدودي الهام رغم أن علاقته برئيس السلطة لاتتجاوز الجانب الإداري؛ لكن الرئيس الحالي لسلطة تنظيم النقل الطرقي السيد بلخير ولد بركه يمتلك إرادة فلاذية وحزما قويا في توزيع المهام الإدارية لعمال السلطة بإنصاف مهما كان مستوى الضغوط؛ فهو يستمع ويراقب ويتابع ويسأل، معتمدا على تجربته الثرية في العمل الإداري، لكنه يكره الوشاة وأصحاب النفوس المريضة ممن يمتهنون بضاعة القذف والتشهير بغية النيل من زملائهم في العمل عن طريق فبركة الوقائع وتلفيق التهم..
من هنا فإنه على المواقع الالكترونية أن تكف عن مسلسل الهذيان والثرثرة في فضاء صناعة الخيال وفبركة الوقائع؛ لأن الكلام كالنار قليله يكفي، وكثيره يحرق..
ولن يحترق إلا من وضع نفسه في مواقع الاحتراق وما أكثرها.
بقلم الصحفي : اعل ولد بكاي