نواكشوط/ و.م.ا: خلدت البعثات الدبلوماسية الموريتانية في الخارج الذكرى ال59 لعيد الاستقلال الوطني، من خلال العديد من الأنشطة والتظاهرات الاحتفالية التي حضرتها جالياتنا المقيمة والشخصيات السامية في هذه البلدان.
وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج في ورقة إخبارية تسلمت الوكالة الموريتانية للأنباء نسخة منها أن البعثات الدبلوماسية الموريتانية حول العالم حملت بإخلاص رسالة الذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني، وأعادت إلى الدبلوماسية الموريتانية رونقها وإلى جالياتنا في الخارج صورة وطن طالما افتخروا به وتغنوا بأمجاده.
وفي مايلي نص الورقة الإخبارية:
" وفاء لثوابت السياسة الخارجية الموريتانية العريقة، وتنفيذا للرؤية الإستراتيجية العميقة التي قدمها فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، من أجل تعزيز الدبلوماسية الموريتانية وتمكينها من لعب دورها المحوري في المحيطين الإقليمي والدولي، وعلى المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف.
وانسجاما مع هذه الرؤية وتلك الثوابت، كثفت وزارة الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج جهودها وعبأت الموارد البشرية واللوجستية لتجعل من ذكرى الاستقلال ومدلولاته مرجعية خاصة، ولتتخذ من تاريخ الثامن والعشرين من نوفمبر نقطة بداية مشرقة لتنفيذ خطة العمل الطموحة التي وضعها معالي الوزير، السيد، إسماعيل ولد الشيخ أحمد لتسيير هذا القطاع السيادي الهام.
وقد حملت البعثات الدبلوماسية الموريتانية حول العالم بإخلاص رسالة الذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني، وأعادت إلى الدبلوماسية الموريتانية رونقها وإلى جالياتنا في الخارج صورة وطن طالما افتخروا به وتغنوا بأمجاده.
في بلدان المغرب العربي الشقيقة خلدت سفاراتنا ذكرى عيد الاستقلال المجيدة، فكان لشهر نوفمبر ، نكهة خاصة في كل من الرباط وتونس، نكهة تحررية تعرفها الجزائر التي انطلقت شرارة ثورتها في الخامس من نفس الشهر، فبعثت وزير داخليتها مرفوقا بوزير الفلاحة، لمشاركة الموريتانيين احتفاليتهم بقصر المؤتمرات بالصنوبر البحري.
البعثات الدبلوماسية الموريتانية في أبيدجان ونيامي وبانجول خلدت بدورها هذه الذكرى في مراسم احتفالية مهيبة، لاستقبال ضيوف الجمهورية الإسلامية الموريتانية فكانت محل تقدير وإشادة من الضيوف الأجانب والمواطنين الموريتانيين المقيمين في هذه البلدان الإفريقية الصديقة.
وفي داكار، العاصمة الأقرب إلى بلادنا جغرافيا، بادرت سفارتنا هناك إلى إقامة حفل حضرته شخصيات هامة على رأسها معالي وزير الصيد والاقتصاد البحري السنغالي إضافة إلى ممثلين عن الجالية الموريتانية في هذا البلد الصديق.
ذكرى الاستقلال مثلت فرصة أكدت من خلالها الدبلوماسية الموريتانية عمق انتمائها الإفريقي وانفتاحها والتزامها الراسخ بقضايا الشعوب الإفريقية وتطلعاتها نحو مزيد من التنمية والرفاه.
من جنيف إلى موسكو، مرورا بباريس فبروكسل ثم لندن، تنادت البعثات الدبلوماسية لتخليد الثامن والعشرين من نوفمبر على نحو يليق بمكانة وحضور بلادنا في هذه العواصم الأوروبية، فخطفت ذكرى الاستقلال الأضواء لتطبع في الأذهان صورة مشرقة عن تاريخ بلادنا المشرق و مستقبلها السياسي والاقتصادي الواعد، وما يعنيه ذلك من فرص للشراكة والاستثمار بالنسبة للبلدان و المنظمات الأوروبية.
الشراكة الاقتصادية وفرص الاستثمار كانا حاضرين أيضا في احتفالية بعثاتنا بآسيا، ففي كل من طوكيو وبيجين حرصت الدبلوماسية الموريتانية على إيصال رسالة الاستقلال بنبرة الصداقة والانفتاح، رسالة مفادها أن قاطرة التنمية والإصلاح الموريتانية قد انطلقت بالفعل.
الحفل الذي أقامته سفارتنا في بيجين شهد حضور شخصيات دبلوماسية وسياسية وعسكرية رفيعة المستوى على رأسها، مساعد وزير الخارجية الصيني إضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المقيم في بيجين وعدد من ممثلي المؤسسات الاقتصادية وهيئات المجتمع المدني.
الحفل لقي اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام الصينية إضافة إلى التفاعل الإيجابي الذي عرفه من قبل الجالية الموريتانية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ومن الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا إلى مدينة نيويورك حيث استطاعت مندوبية بلادنا الدائمة لدى الأمم المتحدة تنظيم حفل كبير تخليدا للذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني، حفل حضره عدد من ممثلي البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة إضافة إلى جمع غفير من أبناء الجالية الموريتانية المقيمة في نيويورك.
ولأن نيويورك عاصمة العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف فقد كانت الاحتفالية سانحة نوهت من خلالها مند وبيتنا الدائمة بالدور المحوري للدبلوماسية الموريتانية ومواقفها المبدئية الراسخة لدعم القضايا العادلة حول العالم.
أما في واشنطن فقد جسدت سفارة بلادنا روح الاستقلال واستحضرت معانيه، فجمعت ممثلي الجالية الموريتانية تحت سقف واحد في احتفالية مفعمة بالوطنية والإخاء، ليتشاركوا فرحة هذه الذكرى المجيدة.
عواصم ومدن عالمية أخرى غاب فيها التمثيل الرسمي لكنها، بفضل جهود خاصة من جالياتنا في الخارج، شهدت تظاهرات واحتفاليات مخلدة لهذه الذكرى المجيدة، فكان لها ولأنشطتها دور حاسم في التعريف بالبلد وتمثيله باعتبار هذه الجاليات جزء لا يتجزأ من المقاربة الجديدة لتسيير لدبلوماسية الموريتانية.
هي إذا ملامح فرحة عارمة رسمتها بعثاتنا الدبلوماسية تخليدا للذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني، فكانت مصدر بهجة واعتزاز لجالياتنا حول العالم تماما كما مثلت نقطة تحول جديدة في مسار البعثات الموريتانية في الخارج ومستوى تعاطيها مع الرموز والأحداث الوطنية.