أتصلتُ اليوم على الأخت والزميلة "الغالية منت أعمر شين" للإطمئنان على صحتها، وطلبتُ منها أن تروي لي القصة كاملة في رسالة صوتية، فبعثت لي بها، فأردتُ أن أشارككم مضمونها، دون تحريفٍ، ومن دون مشورتها، وهاكم النص:
"أنا أعاني منذ فترة من ألم في فقرات الظهر، يخفُ لفترات طويلة، ثم يعود فجأة، وقد عاودتني نوبة حادة من الآلام يوم الاثنين الماضي، إلى درجة أنني لم أعد قادرة على الوقوف، وكعادتي أتصلتُ بطبيب مختص في العظام، وزوج إحدى صديقاتي، فأمرني بتناول ثلاثة أدوية، وهيّ عادية، وقد تعافيتُ من نوبة الآلام فعلاً، إلا أنه لم يُحذرني بأن من يتناول هذه الأدوية تحديداً مُطالبٌ بعدم القيام بأي جهد من أي نوع، وخاصة ما يتطلبُ التركيز، ربما لأني لم أسأله، أو كان يظنُ أنني تناولتها فيما سبق، ويُفترضُ أنني على علمٍ بتأثيراتها، التي عرفنا لاحقاً أنها متعددة، ويترتب على تناولها: عدم سياقة السيارة، وتجنب القراءة، وكل ما يدعو للتركيز إجمالاً كي لا تتأثر الأعصاب..
تناولت جرعات الدواء في الصباح، من دون فطور كعادتي، فأنا لا أهتمُ للفطور، رغم أن الأطباء حذروني كثيراً من تناول الدواء قبل الفطور..
المهم أنني بدأتُ النشرة في ظروف صحية جيدة، لكن ما إن وصلت للخبر الثاني حتى بدأتُ أشعر بضيق تنفس، ثم بتلعثم واضح.. أشرتُ إلى المخرجة قبل أن ينعقد لساني تماماً، لكنها لم تفهم ما أقصد بإشارتي تلك، وواصلتُ وأنا في بداية غيبوبة كيْ أغطي بقية الأخبار، في انتظار تدخل المخرجة أو مُعد النشرة أو المسؤول عن الصوت، ولو أنَ الزميل ولد سيد اعبيد لم يشاهد ما حدث، من مكتبه على شاشة التلفزيون، لتواصل البث وأنا على تلك الحال، لا أعادها الله..
ولولا تدخل الزملاء والزميلات (مَمًاه، خدي، ميْمَه، شيخنا عمر، الماميه) لإسعافي، لحدث ما لا تُحمد عقباه.. ناولوني كأساً من "راني واللبن" وخرجتُ من الغيبوبة بحمد لله، واكتشفتُ أن الجميع حولي للإعتناء بي جزاهم الله خيرا، باستثناء مدير التلفزيون الذي علمتُ أنه كان في مكتبه، وعلم بالحادث، ولم يُكلف نفسه عناء السؤال عن صحتي، جزاه الله خيراً.
أخي "سلامي" وأختي "الصايمه" شاهدا ما حدث لي، ووصلا إلى التلفزيون من دون أن يشعرا الوالدة.. تعافيتُ لله الحمد، ووصلتُ المنزل وأخبرني ابن عمتي الطبيب أن سبب النوبة ليس سوى الدواء الذي يتطلبُ تغذيةً جيدة وراحة كافية.. أوقفتُ تناول الدواء طبعاً، وأنا بخير لله الحمد.. لا تنسني من الدعاء الصالح وأخبر الوالدة بأني بحاجة إلى دعواتها".