تزداد مبادرات الجمعيات الخيرية الموريتانية لإطعام الصائمين في رمضان، وتسعى إلى فتح مطاعم طوال الشهر الكريم لتقديم وجبات الإفطار في مشهد روحاني يبعث قيم التضامن في المجتمع الموريتاني.
جمعية "بسمة وأمل" إحدى الجمعيات الخيرية التي تنشط في إعداد موائد الرحمة في رمضان. وأوضح المتطوع في الجمعية حمودي ولد حمادي، أن يومه يبدأ باكراً يرافقه عدد من الشباب المتطوعين، للمشاركة في إعداد الوجبات الرمضانية للصائمين، وتجهيز المستلزمات والأواني، مشيراً إلى أن الهدف من مطاعم الرحمة تكريس القيم التي يتعلمها الشباب في عمل الخير وخدمة المجتمع.
وتتكون وجبة الإفطار الرمضانية، من لبن وحساء الخبز ومن الطاجن الموريتاني مع السلطة والخبز والحليب والمشروبات والتحلية. وتقدم الوجبات بعد تحضيرها للقادمين إلى مخيمات الإفطار التي تقيمها الجمعية للصائمين، ومعظمهم من عابري السبيل ومن ذوي الدخل المتوسط، ولأولئك الذين يحرصون على المشاركة في الإفطارات الجماعية بين عموم المسلمين.
وتعد الجمعية أيضاً وجبات الإفطار في علب مغلقة يوصلها المتطوعون إلى المنازل، وذلك للحفاظ على كرامة الأسر خاصة النساء اللاتي يحتجن إلى المساعدة. وتوزع أكثر من 300 وجبة يومية من الخيمة الواحدة والتي تقام في منطقة مدريد بالعاصمة نواكشوط.
ويقول رئيس الجمعية الخيرية، محمد محمدو بابا: "إن سبب نجاح هذا العمل هو حرص الشباب التطوعي على تقديم خدماتهم في شهر رمضان"، مشيرا إلى أن الجميعة لديها العديد من الأماكن التي خصصت لتقديم إفطارات جماعية في العاصمة، منها مدريد وهي منطقة استراتيجية، وأخرى أمام المستشفى المركزي، إذ تقدم تلك الخيم ما يقارب من ألف وجبة إفطار رمضانية، كما تقدم الجمعية أيضا المعونة الشهرية الرمضانية والتي تقدم للمحتاجين في المنازل خلال رمضان.
ويشير محمد محمدو إلى أن موائد الرحمة تستقطب عدداً من المهاجرين والطلاب الجامعيين الذين لم يجدوا في المطاعم الجامعية ما يخفف عنهم وطأة الغربة، وبخلاف الأشهر الأخرى، تزداد في شهر رمضان المبادرات الخيرية والتضامنية في مشاهد تحيي في الموريتانيين قيم التكافل والتعاون.
"العربي الجديد"