ليبيا.. مصيدة الهاربين إلى أوروبا

2 مايو, 2019 - 13:30

"لم تعد الأنباء المتعلقة بغرق العبارات التي تقل المهاجرين إلى أوروبا البحر المتوسط من أولويات وسائل الإعلام وبخاصة الفضائيات، نظراً إلى تكرارها بصورة جعلتها أحداثاً شبه طبيعية، ولكنّ المقلق هو توسّع نشاط العصابات التي احترفت احتجاز المهاجرين المتوافدين من الدول الأفريقية وتوقيفهم كرهائن لا يتم الإفراج عنهم إلا بعد سداد فدية مالية لصالح الجهة التي أوقفتهم".

الأطروحة السابقة قدّمها الناشط محمد أبو طالب تعليقاً على نقاش مطول على "فايسبوك"، تداول فيه الناشطون قضية الجماعات التي تترصد المهاجرين الذين يقصدون القارة العجوز بحراً، وسرد البعض وقائع بشعة تعرّض لها معارفهم خلال محاولتهم الوصول إلى العاصمة الليبية بحثاً عن عمل يعينهم في تحصيل ما يساعدهم في توفير فاتورة الإبحار نحو أوروبا باستخدام القوارب المطاطية.

ضحايا الصراعات المسلحة

في الأيام الأخيرة نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية تقريراً أشارت فيه إلى أنّ المهاجرين يمثلون أبرز فئات الضحايا نتيجة لتجدد الصراعات في العاصمة الليبية طرابلس ومناطق أخرى، وذكر التقرير أنّ قناصة ينتمون للقوات الرسمية يعتلون المباني بمنطقة "تاجوراء"، التي تعتبر مركزاً لتجميع المهاجرين واحتجازهم، بينما يواجه المهاجرون أوضاعاً معقدة بحسب رواية نقلتها الصحيفة عن أحد المحتجزين، إذ قال: "الليلة لن ينام أحد بسبب الخوف"، وفي الوقت نفسه يستعد المقاتلون الذين يسيطرون على المنطقة للدخول في مواجهات عسكرية، وهو يزيد حدة القلق لدى المهاجرين الذين أجبروا للوقوف في صفوف الجماعات المسلحة غير النظامية.

الهروب إلى المجهول

الناشط إبراهيم عبد الله قال إنّ بؤس الواقع في الدول الأفريقية ومحدودية التنمية، مقروناً بتفشي الفساد؛ وضع الشباب الأفارقة بين أمرين أحلاهما مر، وهما احتراق المستقبل أمام أعينهم، أو خوض تجربة الهروب إلى الخارج بالسبل الآمنة أو غيرها، وهنا تأتي الرغبة في الوصول إلى أوروبا وعبور المتوسط في طليعة الخيارات، ما يعرّضهم إلى خطر التوهان في الصحراء أو الموت عطشاً خلال التسلل إلى ليبيا، أو الوقوع في أيدي العصابات المتخصصة في تجارة البشر فور الوصول، ومع ذلك يتمسك الكثيرون بحلم إدراك أوروبا أملاً في بداية حياة جديدة، إذا أسعفهم الحظ في العبور الآمن والتسلل إلى فرنسا وبريطانيا عبر إيطاليا.

أزمة مزمنة

الناشط منير حسني تطرق إلى حادثة تعذيب مجموعة من المهاجرين الأفارقة، بينهم ثمانية سودانيين في ليبيا العام الماضي، قبل تحريرهم بواسطة قوات الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية الليبية، وقال إنّ استمرار التوافد على رغم المخاطر الجسيمة يعكس حجم الإحباط وسط الشباب الأفريقي، ولكنّ العواقب الوخيمة التي تعترض سبيل المهاجرين لم تجد الاهتمام الكافي بحسب ما يقول منصور حمدان، نظراً إلى تراجع اهتمام المجتمع الدولي ومنظمة الهجرة الدولية بقضايا المهاجرين.

وفي التعليقات نصح المشترك أسامة عبد الله بعدم التفكير في السفر إلى ليبيا أو أيّ وجهة أخرى إلا بالطرق الرسمية التي تكفل الحماية والعيش الآمن، ولكنّ صديقه أنور البناني سخر من الأمر وقال: "لا مجال لإيقاف نزيف الهجرة غير الشرعية إلا بمعالجة مسبباتها".

" تايم لاين"