هل من الممكن أن يكون طعامنا قاتلا لنا؟ وما مدى تأثير بعض أنواع الأطعمة على صحة أجسامنا بشكل عام؟
يموت شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص حول العالم لأسباب متعلقة بسوء التغذية. فقد أشارت دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية (ذي لانسيت) "The Lancet" إلى أن الإفراط في استهلاك اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة والملح والسكر وعدم تناول كمية كافية من الفواكه والخضراوات والبقوليات، يشكل السبب الرئيس لأمراض القلب والسرطان.
والجدير بالذكر أن حوالي 11 مليون حالة وفاة على مستوى العالم في عام 2017، تعود أسبابها إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، التي غالبا ما تكون ناجمة عن السمنة وسوء التغذية أو تتفاقم بسببهما، وبشكل خاص الإفراط في استهلاك الملح.
ووفقا للباحثين، قد ينطوي نظامنا الغذائي اليومي على مخاطر أكبر من أي عامل آخر، بما في ذلك تدخين السجائر.
سوء التغذية
أشار الباحث الألماني شتيفان لوركوفسكي الذي شارك في تقرير "The Lancet"، إلى أن سوء التغذية يختلف من بلد لآخر باختلاف القدرة الشرائية.
فسوء التغذية هو انخفاض نسبة الخضراوات والفواكه والألياف والحبوب والاعتماد شبه الكلي على أطعمة تحتوي على نسب عالية من النشويات والدهون، إذ يميل معظم الأشخاص إلى تناول الوجبات السريعة والاعتماد على المذاق في اختيار الطعام وليس على ما تحتويه من عناصر غذائية، وخصوصا عند التقدم بالعمر. لذلك نلاحظ ارتفاعا في عدد الأشخاص الذين يعانون من البدانة.
وتقول الدراسة إن ما يفتقده نظامنا الغذائي غالبا هو الحبوب الكاملة والاعتدال في استهلاك الملح والسكر والتوازن بين أنواع الأغذية، مشيرة إلى أن أكثر من 50% من جميع الوفيات ناجمة عن عدم تناول ما يكفي من الحبوب الكاملة والفواكه، وتناول كميات كبيرة من الصوديوم (الملح).
بالمقابل فإن تناول الحبوب الكاملة والألياف قد يمنح الجسم وقاية ضد أمراض القلب والأوعية الدموية وسكري النوع الثاني وسرطان القولون والمستقيم، فيما يرتبط استهلاك الملح والسكريات بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري.
المصدر : دويتشه فيلله