تشتهر دول الخليج عربياً ودولياً بسباقات الإبل وتربيتها، حتى أصبح كثيرون يعتقدون أنها الدول الأولى في العالم في تربيتها.
لكن الإحصائيات المتاحة تقول غير ذلك، فدولة الصومال هي الدولة الأولى في أعداد الإبل في العالم، حيث يصل عددها إلى أكثر من 7.1 مليون رأس، تليها السودان ثم موريتانيا، فيما تعد السعودية الدولة الرابعة عربياً والأولى خليجياً بنحو 1.4 مليون رأس من الإبل.
وتنتشر في الصومال ثلاث سلالات من الإبل هي: هوز، وإديمي، سيف دهر، ويمتاز النوع الأول والثاني من هذه السلالات بقدرتها على تحمل العطش ولحومها الوفيرة، فيما تمتاز سلالة "سيف دهر" بكثرة حليبها، وتوفر الإبل نحو 40 في المئة من الدخل الوطني للصومال، وتصل عائدات بيعها إلى أكثر من 400 مليون دولار سنوياً.
على نطاق واسع، يعتقد الكثيرون أن الصومال هي الموطن الأول للإبل، حيث يرى بعض علماء الاجتماع أن أسم الصومال يعود إلى كلمة "سو مال" في اللغة الصومالية والتي تعني إحلب الإبل، كما أن الإبل حاضرة بقوة في أدب وفكر وتاريخ وفلسفة الصوماليين، وما يعزز هذا القول أن أغلب شعر المدح عند الصوماليين، يركز على ثلاثة أشياء هي النساء والإبل ثم الخيول.
كما أن للإبل مكانة خاصة وقيمة اجتماعية كبيرة لدى الصوماليين، حيث ترتبط مكانة ورفعت القبيلة والأسرة في المجتمع الصومالي بعدد ما يمتلكه من الإبل، وفي بعض الأسر، إذا تنافس أكثر من شخص على خطبة امرأة، فإن ولي أمرها يوافق على الشخص الذي لديه أكبر قطيع من الإبل.
وفي الثقافة الصومالية يعد استخدام الإبل في الحرث ونقل الأحمال والركوب، أمر غير محمود، احتراماً وتقديراً لها، ومن الأمور الغربية أيضا أنهم حين يذبحونها لا يتركون رؤوسها في الأرض ولكن يضعونها فوق الأشجار تعبيراً عن مكانتها العالية عندهم.
"الإبل لا يساوي غير الإبل"، إحدى الأمثال التي اعتاد الكثير من الصوماليين على ترديدها منذ زمن طويل، ما يؤكد العلاقة الوثيقة التي تربطهم بها، حيث تعد رأس مال الكثير من الأسر، وصديقة تنقلاتهم المتعددة بحثاً عن المراعي والمياه، إضافة لكونها المصدر الأول لغذاء الكثير منهم، حيث يحتل حليبها مكانة مرموقة بين مختلف الفئات العمرية، ويتربع على عرش المائدة الصومالية في البادية والحضر، فيما تشير منظمة الزراعة والأغذية العالمية "الفاو" إلى أن الصومال هي أكبر منتج للحليب في العالم.
" شبكة حياة اجتماعية "