مطار "ليوناردو دافنشي"، حاملة طائرات "إيزنهاور"، برج "خليفة"، شارع "الخليفة المأمون"، مكتبة "سوزان مبارك"، جامعة "قاصدي مرباح"، محطة "فكتوريا"، وغيرها الكثير من الأماكن المتربطة بأسماء الشخصيات، والتي تختلف مستوى شهرتها وشعبيتها إما على مستوى وطني أو على مستوى عالمي، وإما في مجال الإبداع والفن أو الرياضة أو في المجال السياسي والعسكري.
وفي كثير من الأحيان نتساءل عن سر هذا الربط بين أهمية المكان وطبيعة الشخصية التي يتم تسميته بها، وهل نحن هنا نكرم المكان عبر هذه التسمية أم نكرم الشخصية من خلال ربطها بهذا المكان؟. وبمعنى أدق من المسؤول عن منح الآخر الأهمية، ومن ثم الشهرة؟.
في العام 2007 ذكرت جريدة "الأهرام" المصرية خبراً مفاده نية قيام السلطات باستحداث مشروع عملاق باسم مكتبة "سوزان مبارك" قرينة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في السويس، ومع أن هذا العمل هو من صميم النشاط الممول حكومياً فإن هذه التسمية لا يقصد بها التكريم، وإنما كانت لأهداف أخرى لها علاقة بالسياسة، وهو ما فرضته المرحلة التي كانت تعيشها مصر في تلك الفترة، وتم تغييره بعد ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، حيث تم تغيير تسمية محطات المترو والمكتبات التي كانت مرتبطة بمبارك وزوجته، وكأن أنظمة حكم ما بعد الثورة جاءت لتنتقم من التسمية.
مطارٌ مثل مطار روما، حين يتم تسميته باسم فنان عالمي له حضوره الفاعل خارج إطار هذا المكان مثل "ليوناردو دافنشي"، فإن الفنان هنا بكل تأكيد يمنح هذا المكان الشهرة، لأنه أكثر شهرة وديمومة من هذا المكان.
والأمر على العكس من ذلك حين يتم أحيانا إطلاق أسماء شوارع أو أماكن بأسماء شخصيات وطنية غير معروفة، ولكنها لها فضل معين في موقف من المواقف، وهو ما يعني تخليدها من خلال هذه التسمية، وجعل الناس يتذكرون تلك الشخصيات من خلال التصاقهم بتلك الأماكن.
" تايم لاين "