في منزل رئيس حركة إيرا الحقوقية بنواكشوط، خلدت النساء المنتسبات للحركة الحقوقية الأبرز حاليا في البلاد اليوم العالمي لعيد المرأة، تحت عنوان "المرأة الإيراوية ودورها في النضال.. الواقع والتحديات".
مامه موسى فتاة تنشط في الحركة منذ سنوات، شاركت في مظاهرات عدة في العاصمة نواكشوط ومدن داخلية، ووجدت نفسها مرات تحت سياط الشرطة؛ تشارك اليوم في النشاط للحديث عن دور المرأة في الحركة في المجالين الحقوقي والسياسي.
فرصة حقيقية
تقول مامه موسى للجزيرة نت إنها تعتبر أن المرأة في انبعاث الحركة الانعتاقية "إيرا" تلعب دورا مهما في التعبير عن رفض واقع المرأة المهمشة بشكل عام، والمرأة التي عانت من مخلفات العبودية والجهل بشكل خاص.
وتضيف مامه موسى أنهن يخلدن عيد المرأة احتفالا بإنجازاتهن الحقوقية والسياسية، ومن أجل تشجيع المنتسبات على المواصلة.
الناشطات في حركة إيرا لسن وحدهن من تحرك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، فشهر مارس/آذار في موريتانيا، تعتبره المرأة الموريتانية فرصة حقيقية للتعبير عن رأيها حول الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، الذي تعيشه المرأة.
استقلال صوري للمرأة
بدعم من منظمات دولية، نظمت ناشطات في المجتمع المدني مهرجانا تحت شعار "استقلال المرأة" استمر المهرجان ثلاثة أيام في العاصمة نواكشوط، وخلال المهرجان نُظم معرض للرسم، ومباريات لكرة القدم لفرق نسوية.
هوا با منسقة المهرجان، تتحدث عن استقلال شكلي للمرأة في موريتانيا، وهو ما دفعهن إلى تنظيم هذا المهرجان، حسب رأيها. وتقول للجزيرة نت "هناك الكثير من الأمور ما يزال المجتمع لا يسمح بها للمرأة، مثل لعب كرة القدم والسفر في بعض الأحيان، وحتى مزاولة بعض الأعمال، من هنا ننظم مهرجان استقلال المرأة لتسليط الضوء على كل هذا".
محاربة الفكر الذكوري
في حين خلدت بعض الناشطات عيد المرأة في موريتانيا، في تنظيم الندوات الحوارية، والمهرجانات الثقافية؛ اختارت نشاطات في حراك "هن" النزول إلى الشارع، والتظاهر أمام وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة.
وحراك "هن" هو تحرك تنشط فيه طالبات جامعيات وناشطات في المجال الحقوقي، ويركز على المطالبة بالمساواة بين الجنسين، وسن قوانين تحمي المرأة، من العنف، وفي وقفته الاحتجاجية رفع شعارات مختلفة.
يعتبر حراك "هن" أن المجتمع الموريتاني نشأ على نظرة تمييزية تجاه المرأة، وعلى تلك النظرة تربى الرجل الموريتاني، في حين لم تأت القوانين مخالفة لتلك النظرة والتفكير، ويسعى الحراك من بين أهداف مختلفة إلى محاربة ما يعتبره الفكر "الذكوري".
سومة محمد الأمين قيادية في الحراك، ترى أن الوقفة تنظم تحت شعار "قضية المرأة وعي اجتماعي ونضال سياسي"، وأضافت في حديث للجزيرة نت أن الحراك يطالب بحماية العمالة المنزلية بالقانون، وتوقيع عقود عمل تضمن للعاملة حقها، وتستطرد الناشطة في ذكر مطالب الحراك، المتمثلة في مساعدة الفتاة الريفية على التعلم، ودعم المرأة في المناطق النائية من خلال مشاريع مدرة للدخل.
الصناعات النسوية
بفضاء التنوع الثقافي والبيئي وسط العاصمة نواكشوط، قامت التعاونيات النسوية في مختلف مقاطعات ولايات نواكشوط الثلاث، بتنظيم معرض للصناعة النسوية، حيث قمن بعرض إنتاجهن الخاص.
تحت الخيام التي شيدت لهذا الغرض، وفي جو يسوده النشاط والفرحة بالمعرض، تم عرض آخر ما جادت به يد المرأة الموريتانية، من حلي وثياب وصناعة تقليدية وعطور، وأغراض منزلية للمطبخ والصالون.
لكن الحماس الذي يظهر على المشاركات في المعرض يخفي تحته غضبا عارما، من تهميش القطاع الوصي، وضعف الإقبال والتسويق.
وبمرارة، تتحدث فاطمة منت محمد بلخير -رئيسة تعاونية نسوية- عن واقع صعب تواجهه المرأة المشاركة في المعرض، حيث طالبت من الدولة الدعم، وأوضحت في حديث للجزيرة نت "نحن ننظم معرضا واحدا سنويا، وعليهم أن يزورونا ويأخذوا من عندنا بعض المنتجات، إذا استمرت الحال على هذه الطريقة، ستصاب النسوة بالإحباط، ولن يعرضن مرة أخرى".
لا تفوت المرأة الموريتانية فرصة شهر مارس، الذي يضم اليوم العالمي للمرأة، لكي تذكّر بمشاكلها ومطالبها، وتحتفل بنجاحاتها، وتعرض إنتاجها للمجتمع، لكن وإن اختلفن في المجالات والمطالب، فإنهن يجمعن على أن هناك الكثير الذي ما زال ينقص المرأة في موريتانيا، لتكون شريكة فعلية في بناء الوطن.
المصدر : الجزيرة