الإسلاميون يتدارسون موقفهم من مرشح المعارضة الموحد

12 مارس, 2019 - 10:37

تابعت القيادة السياسية لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإسلاميون) الإثنين تدارسها لحسم مسألة مرشح المعارضة الموحد، وذلك باختيار أحد المرشحين اللذين اتفق عليهما وهما رئيس الوزراء الأسبق سيدي محمد ولد ببكر، ووزير العدل ونقيب المحامين السابق محفوظ بتاح.
وحسب مصادر حزب التجمع “فإن القيادة السياسية للحزب مضطرة لتوائم بين ثلاثة مواقف داخل الحزب من قضية الترشيح أولها يطالب الحزب بترشيح رئيسه السابق محمد جميل منصور، والثاني يؤيد ترشيح الحزب لرئيس الوزراء الأسبق سيدي محمد ولد ببكر، والثالث يشترط مرشحا من داخل المعارضة لا خارجها”.
وأكدت “أمناتا انيانك” الناطقة الرسمية باسم حزب التجمع أمس “أن المكتب التنفيذي للحزب سيتدارس مساعي قوى المعارضة الديمقراطية في تجسيد مقتضيات الاتفاق على وجود مرشح موحد أو مرشح رئيس يحمل طموحاتنا في إنجاز التغيير الديمقراطي”.
وأضافت “أن حزب التجمع يعطي الأولوية القصوى مع الشركاء في المنتدى وفي التحالف الديمقراطي لترسيخ وحدة المعارضة والمحافظة على تماسكها ووحدة خياراتها، بما يعزز فرصها في كسب الرهانات القادمة من خلال التوافق على مرشح موحد أو مرشح رئيس”.
وتضيف: “يناقش التواصليون، في أجواء من الصراحة والوضوح، وعلى ضوء الوثيقة الإطارية الموقعة من أحزاب المعارضة كل الخيارات المطروحة من أحزاب المعارضة سواء منها الأسماء التي تم التداول بشأنها في لجنة الترشيحات أو تلك التي تطرح في دوائر ومستويات النقاش العمومي، تحدونا رغبة صادقة، وقناعة راسخة، بأننا سنتوصل مع إخوة النضال ورفاق الدرب إلى تحقيق هدفنا المنشود في تقديم مثال جديد لرغبة المعارضة وقدرتها على توحيد الجهود وتنسيقها لتحقيق حلمنا الوطني المشترك بفرض التناوب وإقامة نظام ديمقراطي يرسي دعائم دولة القانون، والعدل، ويكرس قيم ومقتضيات الوحدة الوطنية الحقة”.
وقالت: “ستستمر دورة المكتب التنفيذي مفتوحة لغاية البت في خيارات 2019 بتنسيق كامل مع الشركاء في المعارضة، وعلى أساس متين من نتائج التشاور الواسع مع القواعد الحزبية المستمر منذ أسبوعين”.
وضمن الجدل الدائر بقوة داخل حزب التجمع حول مرشح المعارضة الموحد “أكد رئيسه السابق محمد جميل منصور في تدوينة شرح فيها من موقفه من هذه القضية “أنه ليس ضد الواقعية ولا التحالفات ولا الالتقاء مع رجال خدموا في الأنظمة السابقة بما فيها النظام الحالي”.
وقال: “إنني أنظر لهذا الموضوع من ثلاث زوايا تتكامل وربما تتفاضل أولاها مستوى وحجم الدور المسند لهؤلاء، وثانيها حجم ميزان القوة الذي يضيفونه لدعاة التغيير وحملة مشروع المعارضة، وثالثها المصلحة الوطنية وما تقتضيه وتتطلبه في بعض الحالات واللحظات”.
وأضاف ولد منصور: “إنني لم أدع يوما إلى الترشيح العاطفي وتقديم معيار تمثيل المعارضة على معيار التجميع وميزان القوة، كلما قلته أن الترشيح الذاتي للمعارضة أكثر تناغما مع مزاج ناشطيها ويعطي الفرصة لحملة معارضة خطابا ورمزا وأضفت أن من المفهوم سياسيا التعامل مع اللحظة بمنطق التوافق وروح الانتقال الذي يعطي للانتخابات المنتظرة طابعا تفاوضيا لا تنافسيا، وبين الاثنين لا يبدو خيار ثالث مقنعا (خيار لا يضمن الألق من ناحية ولا يعدل في ميزان القوة من ناحية أخرى) أما إذا توفر ما يقنع في إمكانية خلق ميزان قوة يبرر الزهد في خطاب الألق ووضوح المثال فذلك حديث آخر”.
وقال: “مارس البعض قياسات تحتاج لبعض المراجعة وذكر منها موقفي من تحالف المعارضة مع الرئيس اعل ولد محمد فال رحمه الله ومن وجود الوزير أحمد ولد سيد احمد في قيادة المنتدى، وأجدد أن لا مشكلة لي لا في الماضي ولا في الحاضر مع هذا النوع من التحالفات والالتقاء وأن من يمارس السياسة لا تلزمه عينان في القفا يفتش بهما في ماضي الناس منقبا عن الأخطاء والتجاوزات، ولكن المستويات تختلف يا قوم؛ فأن يشاركك أحدهم في عمل مشترك أنت من تقوده وأهدافه محددة من مؤسسيه، فهو يضيف لك، أمر يختلف عن الترشيح لرئاسة الدولة في نظام رئاسي، فأنت تضيف له”.
“مع كل هذا، يضيف ولد منصور، أجدد القول إنه ليس لي موقف رافض أو قابل على النحو الذي يفهمه البعض، فثمة تقدير وربما ميل إلى أو عن، ورأيي الذي أشرت إليه آنفا يجسد ذلك وأنظر بتقدير واحترام إلى كل الشخصيات المتحدث عنها في النقاش الدائر الآن”.
يذكر أن إسلاميي حزب التجمع هم القوة الانتخابية والسياسية الأولى في موريتانيا اليوم، وهو ما أثبتته الانتخابات النيابية والبلدية والجهوية الأخيرة التي نافسوا فيها بقوة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم والتي تمخضت عن فوزهم بالكتلة البرلمانية المعارضة الأولى في الجمعية الوطنية.
ويعارض الإسلاميون الموريتانيون بقوة نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ويسعون بقوة لقطع الطريق أمام استمرار حكمه وتأثيره السياسي بعد مغادرته للسلطة من خلال علاقات مع خلفه الجنرال محمد ولد الغزواني الذي أعلن ترشحه قبل أسبوعين والذي يحظى بتأييد سلفه الرئيس عزيز وتأييد أنصاره.
ويواجه إسلاميو حزب التجمع انتقادات من خصومهم في الساحة السياسية الموريتانية، حيث يتهمهم البعض بأنهم مع تصدرهم لصف المعارضة، يؤيدون خفية مرشح السلطة الجنرال محمد ولد الغزواني الذي تربطه علاقات قرابة بعدد من كبار قادة حزب التجمع.

 القدس العربي