أدى التوسع العمراني للعاصمة نواكشوط في السنوات الأخيرة، إلى نشوء أسواق شعبية لتجارة الأشياء المستعملة، من أشهرها سوق "التبتابه" الذي ظهر في بدايته كسوق صغير لبيع الملابس المستعملة.
و اليوم لا يزال هذا السوق الشعبي نشطًا، و يستقبل زبائنه الذين يقصدونه لبيع أثاثهم القديم، أو لشراء بعض اللوازم التي يستحيل الحصول عليها بسعر رخيص إلا في هذا السوق. و من المفارقات العجيبة، أن نسبة كبيرة من زبائن السوق، إما مُطَلّقَات أو عُزَّاب مقدمون على الزواج، و هو ما يعكسه حجم اللوازم المنزلية و الأثاث المعروض للبيع في السوق.
و قد ساعد انتشار أسواق الأشياء المستعملة و تحولها إلى مجال مفتوح لتجارة كافة السلع بأنواعها الجديدة والمستعملة، في أن تتحول في الوقت الحالي إلى منافس قوي للأسواق الرئيسية في العاصمة المورياتنية.
و رغم ما توفره هذه الأسواق من خيارات غير محدودة، سواء فيما يتعلق بجودة السلعة أو سعرها، إلا أن تفاوت زبائنها في مستوى الدخل، هو ما يحدد في النهاية حجم عائداتها السنوية.
و يبدو الفارق واضحاً من خلال اهتمام الأغنياء بشراء سلع كالثلاجات و الهواتف والمطابخ الأوروبية، على عكس الفقراء الذين يبحثون في الأغلب عن سلع ليست باهظة الثمن تتناسب مع قدراتهم المادية.
يقول سالم وهو بائع ملابس مستعملة: إن بيع الأشياء المستعملة لشخص يعني أنك توفر له نصف ثمن السلعة، و هذا مكسب للزبون لا يقل أهمية عن قيمة السلعة و جودتها.
و يضيف: هذا ما نفعله عندما نبيع لشخص سلعة مّا، فإن فارق السعر، يمثل حافزا للزبون الذي لا تسمح ميزانيته باقتناء نفس السلعة بسعر مرتفع من الأسواق الأخرى. فيلجأ إلى شرائها من مثل هذه الأسواق بسعر مخفض، فنتقاسم معه الفائدة بالتساوي.
خديجة و هي ربة أسرة، أرجعت ترددها بشكل دائم على أسواق الأشياء المستعملة لشراء ملابس أطفالها إلى أن جودة المنتجات التي تباع بها تماثل تماماً نظيرتها الجديدة، و هو ما يجعلني مثل كثير من الأمهات، أفضل هذه الطريقة لأوّفر عند نهاية كل شهر بعضاً المال من بند الملابس.
و يعتقد محمد الأمين أن مرونة الأسعار في أسواق الأشياء المستعملة، تمنح الزبون مساحة للمساومة، وبالتالي تكون خياراته أفضل لشراء السلعة بالسعر الذي يحدده، و هو ما يساعد في جلب المزيد من الزبائن إلى هذه الأسواق. وأشار إلى أن العدد الأكبر منهم غالبا ما يَتحيّن فرص الخصومات التي يعلن عنها الباعة أثناء مواسم معهودة للتخفيضات.
تيم لاين