قدم قياديون في شريحة الصناع التقليديين الموريتانيين المعروفة محلياً بـ «لمعلمين»، الجمعة، شكوى للنيابة العامة بولاية نواكشوط الغربية ضد وزير الوظيفة العمومية محمد عالي ولد خونة، مطالبين «بتطبيق قانون الكراهية في حقه»، بسبب ما اعتبروه «إساءة من الوزير لشريحة لمعلمين خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس».
وكان الوزير يتحدث عن عمال الدولة العقدويين قائلاً: «سيصبحون موظفين للدولة مثل الموظفين الرسميين؛ ولا داعي للقلق»، ثم أردفَ ذلك بقوله باللهجة المحلية: «والراص للناس ذوك» أي «أما رأس الشاة فهو من نصيب المجموعة المعروفة».
وأثارت هذه العبارة الساخرة ضجة كبرى، حيث رأى البعض أن مقولة الوزير غير موفقة وتشكل إساءة لشريحة معينة من شرائح المجتمع الموريتاني.
وأكد قياديون في حراك الصناع التقليديين في شكايتهم للنيابة «أنه نظراً لضرورة نبذ خطاب الكراهية، ولضرورة تطبيق القانون 23.218 المجرم لكافة أشكال التمييز والكراهية فإنهم يطالبون بتطبيق القانون والعدالة في الإساءة التي صدرت من وزير الوظيفة العمومية سيدي علي ولد محمد خوناً في حق شريحة لمعلمين التي تعتبر أنه أساء إليها خلال مؤتمره الصحافي الأخير أمام مرأى ومسمع من الصحافة الوطنية».
وتلقف المدونون الموريتانيون هذه القضية معلنين عن تضامنهم مع الصناع ضد الوزير.
وكتب المدون الدكتور الشيخ معاذ: «على الرئيس إن كان فعلاً صادقاً في محاربة الكراهية أن يقيل وزير الوظيفة العمومية إثر سقطته التمييزية اليوم، وعلى حزب الاتحاد إذا كان كما يقول حزباً مؤسسياً أن يدين تصريح الوزير ويطرده من هيئاته».
وأضاف: «لا يعقل أبداً أن يكون هذا كلام شخص مغمور أحرى وزير في حكومة بلد يجاهد عقلاؤه من أجل الحفاظ على لحمته الاجتماعية وعلاج عذاباته البينية، لا ينبغي أن يمر هذا التصريح عَرَضاً».
وقال: «اعتذر يا معالي الوزير ثم قدم استقالتك».
القدس العربي