تختلف مراسم وطقوس الزواج من دولة لأخرى؛ نظراً للتقاليد والأعراف المجتمعية السائدة، وبينما يتدخل العامل الجغرافي في تشكيل ثقافة الشعوب، فثمة قواعد للزواج في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، تتباين مع غيرها من الدول العربية.
في موريتانيا الواقعة شمال غربي أفريقيا، والمطلة على ساحل المحيط الأطلسي، نجد حفلات الزفاف تتسم بالطابع الأفريقي على رغم "عروبة" الدولة؛ نتيجة موقعها الجغرافي وتركيبتها الاجتماعية والعرقية.
وكغيرها من الدول العربية، تتمثل الخطوة الأولى في غالبية الزيجات في رؤية وترشيح والدة العريس لزوجة ابنها المستقبلية، إلا أن بقية الخطوات لا تأتي بنفس الترتيب في موريتانيا البالغ عدد سكانها نحو أربعة ملايين نسمة.
"من ضمن العادات الموريتانية الأصيلة في الزواج، لا يتم الاتفاق بشأن المهر بين عائلتي العروسين قبل العقد (عقد القران)؛ لأنه يبقى من شيم الكرم والمروءة والفخر باعتباره مودة وتقدير لا ثمناً يدفع مقابل شراء بضاعة، على أن يقدم في اليوم الذي اتفق عليه ليكون يوم الاحتفال بالزواج". وفقاً لوزارة الثقافة والصناعة التقليدية الموريتانية.
عادة لا يحضر العروسان مراسم اتفاق زواجهما، إذ يقتصر الأمر على حضور كبار رجال العائلتين والقبائل في المنطقة، إذ يتم الاتفاق على شروط هذا الزواج؛ ولعل أبرزها عدم زواج الرجل من امرأة أخرى، بحسب "سكاي نيوز عربية"، وإن كان هذا لا يعني خلو الكثير من حالات التعدد الناجحة، وإذا حدث وتزوج الزوج مستقبلاً فإن للزوجة الحق في عملية الطلاق بصورة مباشرة.
بينما تتسم أجواء إتمام الزواج بالبهجة والفرحة، يتعين على الفتاة المقبلة على الزواج في موريتانيا، إبداء الحزن والتباكي لإثبات عدم تعجلها في الإقدام على هذه الخطوة.
عادات غريبة
من العادات الغريبة التي تميز الزواج في موريتانيا، التي انضمت إلى جامعة الدول العربية في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 1973، مراسم زف العروس أو ما اصطلح عليه محلياً بـ"الترواح"، إذ تظهر العروس في كامل زينتها، مرتدية الزي التقليدي، الذي يتكون من ملحفة سوداء معطرة، فضلاً عن الحلي الذهبية، وقد نقشت على يدها الحنة.
وبحسب تقرير نشرته "سي إن إن"، تبدأ مرحلة أخرى تسمى "الترواغ" مع قدوم العريس و أصدقائه لاصطحاب العروس إلى حيث ستقيم لثلاثة أيام بلياليها، دون أن تخرج من محل إقامتها، ولا يدخل عليها سوى قلة من أقاربها، وصديقاتها، ولا يرى وجهها طيلة تلك المدة إلا زوجها. وبينما تعد فترة الخطبة في غالبية الدول، مرحلة مهمة لتقارب العروسين، تتسم عملية "التراوغ"بمحاولة إخفاء العروسة عن زوجها، بغية اختبار مدى شوقه لها.
قديماً كانت العروس لا ترحل من بيت عائلتها حتى تنجب ولداً أو اثنين، لكن حالياً ترحل إلى مكان زوجها في الوقت الذي تم الاتفاق عليه أثناء التحضير للزواج، على رغم أن البعض مازال يشترط سنة كأقل تقدير، وفقاً لوزارة الثقافة الموريتانية.
" تيم لاين"