موريتانيا: حفلة لترشيح الجنرال غزواني وتساؤلات عن تقدمه مستقلا

28 فبراير, 2019 - 10:41

ينشغل الموريتانيون بحفلة يجري الترتيب لتنظيمها الجمعة لإعلان ترشح الجنرال محمد ولد الغزواني خليفة للرئيس محمد ولد عبد العزيز.

ووجهت دعوات لرؤساء دول الجوار لحضور هذه الحفلة حيث وصل أمس إلى نواكشوط رئيس غامبيا آدام بارو لحضور حفلة الترشيح الأولى من نوعها والمثيرة لجدل كبير لكونها تظهر وقوف الدولة إلى جانب مترشح معين.

وتداول مدونو شبكات التواصل الاجتماعي شكلية بطاقة الدعوة الخاصة بحفل ترشيح وزير الدفاع محمد ولد الغزواني، فتوقفوا أمام حملها لتوقيعه وخلوه من أي علاقة له بالحزب الحاكم حيث حرص الجنرال غزواني على الترشح مستقلا وكتب على بطاقة الدعوة التي حددت مكان وزمان الحفل (يشرفني حضوركم لحفل إعلان ترشيحي للانتخابات الرئاسية 2019).

وتم وضع صورة المرشح ولد الغزواني على بطاقة الدعوة التي جرى تداولها بشكل سريع ولافت على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

وكلفت لجنة وزارية بتنظيم حفلة الترشح ووجهت رئاسة الجمهورية دعوات لقادة أفارقة لحضور الحفلة التي ستجري بحضور السلك الدبلوماسي، وقادة الأحزاب الداعمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وقادة المجتمع المدني التابعون لحزب الحاكم.

وبينما انصرف أنصار الرئيس مخمد ولد عبد العزيز وعدد كبير من المدونين نحو تأييد خلفه الجنرال غزواني، يواجه الجنرال غزواني منذ يومين انتقادات المدونين الشباب المستائين لكونه يشكل امتداداً لحكم ولد العزيز المرفوض لديهم.

ووزع الحقوقي الموريتاني البارز بيرام ولد الداه الأربعاء رسالة صوتية دعا فيها أنصاره لمعارضة ترشح الجنرال غزواني، لأنه، حسب تعبير ولد الداه، سيواصل على مدى عشر سنوات قادمة سياسات الفساد والنهب والظلم التي مارسها ولد عبد العزيز طيلة حكمه”.

وكتب المدون الشاب محمد الدخان رئيس حركة “محال تغيير الدستور” منتقدا ترشح الجنرال غزواني “البعض يريد أن يسوق دعوة غزواني على أنها صراع داخل موالاة النظام وهذا مجرد ضرب من الخيال، فغزواني هو مرشح ولد عبد العزيز وواجهته الجديدة التي سيحكم من خلالها البلد خمس سنوات قادمة وهو استمرار لنهجه وسوف يعلنها في خطاب ترشحه ببساطة لأن من سيزكيه من المستشارين هم مستشارو ولد عبد العزيز وحزبه”.

رؤساء أفارقة مدعوون ومدونون ينتقدون تبعية الجنرال لسلفه

وقال “هذه مجرد لعبة من ألاعيب العسكر يحاول بعض النفعيين ومنتهزي الفرص من المؤلفة قلوبهم في الصف المعارض تسويقها على أنها بداية لحقبة جديدة وقطيعة مع ولد عبد العزيز ونظامه، وخطوة للعبور للضفة الأخرى”.

“القضية المطروحة، يضيف المدون، هو إن كان ولد غزواني يريد قطيعة مع النظام العزيزي، أتحداكم أن يعلنها على الملأ في المهرجان الذي سيعلن من خلاله ترشحه يوم الجمعة، بل إنه سيقدم للجماهير في المهرجان من طرف ولد عبد العزيز ليقوم هو ويثني بدوره على خليله وشريكه السابق اللاحق ولد عبد العزيز  ويعلن أنه مجرد استمرار لنهجه”.

وقال “كما أنكم ستتفاجؤون بأن ولد عبد العزيز سيكون هو الفاعل والمشرف مباشرة عبر أزلامه على حملة ولد الغزواني”.

وأضاف المدون “أتوقع أن يكون أغلب أعضاء أول حكومة سيشكلها الفريق غزواني بعد نجاحه المضمون، لأن العملية الانتخابية هي مجرد تبادل أدوار لا غير، من رجالات ولد عبد العزيز”.

وكتب الصحافي البارز حنفي دهاه تحت عنوان “مكره على ترشيح ولد الغزواني لا بطل” معلقا على ترشح الجنرال غزواني “العلاقة بين الجنرالين محمد ولد عبد العزيز (الرئيس الموريتاني) ومحمد ولد الغزواني (وزير الدفاع الحالي) تتشابك خيوطها كأغصان الدّوح، حيث يتداخل فيها السياسي و العسكري بالشخصي والاجتماعي (سبق لولد الغزواني أن تزوج مريم بنت اللهاه، ابنة خالة الرئيس عزيز وأنجب منها)، وهكذا فقد وحّد مصيرهما مشوار طويل، قطعاه معاً بكل أخطائه و أخطاره: انقلاب على الشرعية، وتلاعب بالدستور، وتواطؤ على نهب المال العام”.

وقال “لا ينفع ولد عبد العزيز، الساعي لحماية مستقبله القاتم، كأي مافيوزي تتخلى عنه “عائلته”، إلا أن يجد في خليفته حاجة دائمة لدعمه، وافتقاراً مستمراً لمؤازرته ولا ينفع ولد عبد العزيز، وحاله ها هي، إلا نبات لا ساق له، لا يمكنه تسلق الجذوع دون الاتكاء عليه، وهذا ما لا يتوفر في ولد الغزواني، فخلفية الرجل العسكرية وسلطته بين الجنرالات، وبعده الاجتماعي، وصيته الطيّب في الأوساط التقليدية، وعلاقاته الدولية الواسعة، حتى أن La Lettre du Continent وهي صحيفة صنّاع القرار في فرنسا، تصفه غالباً بـ(الرجل المقرّب من الدوائر العسكرية في فرنسا)، وهكذا أيضا تربطه علاقات قوية بالإمارات والسعودية، يؤلف لطفه بينها والعلاقات الوطيدة مع إسلاميي موريتانيا المحسوبين على قطر، هذه كلها أمور تجعل من المستبعد أن يكون غزواني مجرد واجهة أنيقة يحركها ولد عبد العزيز من خلف كواليسه”.

وتابع الكاتب تحليله قائلا “عوامل كثيرة تفرض ترشيح ولد الغزواني، من بينها المؤسسة العسكرية التي تعتبره ابنها بجدارة، حيث تقلّد فيها مناصب مختلفة، وبنى علاقات وطيدة مع أفرادها، والعامل الثاني هو حاجة شركاء موريتانيا والطامعون للاستفادة من ثروتها الغازية، لاستقرار سياسي، لا يضمنه استمرار حكم الجنرال عزيز”.

وأضاف “الخلاصة أن ولد عبد العزيز لم يجد مندوحة عن ترشيح ولد الغزواني، فهو مكرهٌ على ذلك لا بطل، ولن يجد ولد الغزواني، إن وصل لسدة الحكم، مندوحة دون القطيعة مع نظام ولد عبد العزيز وسياساته، كما لن يجد الديمقراطيون مندوحة دون معارضة استمرار حكم العسكر”.