أثار قرار مصادقة المجلس البلدي في كل من بلديتي تفرغ زينه ولكصر، في العاصمة نواكشوط، والذي يهدف إلى تغيير اسم شارع "جمال عبد الناصر" إلى شارع "الوحدة الوطنية"، جدلاً واسعاً على منصات مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا.
ورأى عدد من المدونين وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا أن القرار غير مقبول، ولا يمكن استبدال اسم شارع سُمي باسم الرئيس المصري الراحل "جمال عبد الناصر"، منذ سنوات طويلة، لكون عبد الناصر يمثل لهم القائد العربي الذي نشر التحرر، وسعى إلى توحيد الأمة العربية، مطالبين الرئيس محمد ولد عبد العزيز بمنع القرار.
بينما رأى آخرون أن القرار مناسب، وأن تسمية الشوارع بأسماء الشخصيات المحلية، وربطها بالأحداث الوطنية، أهم بكثير من تسميتها باسم عبد الناصر، واصفين الرجل بأنه لا يشكل إجماعاً، ونزع اسمه من الشارع لصالح اسم الوحدة الوطنية قرار سليم.
وقررت السلطات الموريتانية تغيير اسم شارع "جمال عبد الناصر"، وسط العاصمة نواكشوط، واستبداله باسم شارع "الوحدة الوطنية" تخليداً للمسيرة التي نظمتها الحكومة يوم 9 يناير/كانون الثاني.
وكتب الصحافي، اشيخ بكاي: "شارع جمال عبد الناصر... هل ينهي الرئيس محمد ولد عبد العزيز فترة حكمه بشطب اسم جمال عبد الناصر عن شارع عرف به منذ قيام الدولة الموريتانية؟"، وأضاف في تدوينة له: "أنا لا أعتقد أنه يمكن أن يقبل تنفيذ هذه الحماقة... لم أتأكد بنفسي من الجهة المعنية، لكن مصدراً أثق فيه أكد أنالجريمة في مراحلها الأخيرة".
وتابع "لن أضع عبد الناصر في مواجهة "الوحدة الوطنية" فهي بحجم السماء بالنسبة إلي، وعبد الناصر في رأيي أيضاً جزء من هذه الوحدة: نحن عرب وأفارقة سود، وعبد الناصر كان وما يزال رمزاً لإفريقيا بكل مكوناتها... لن تستفيد "الوحدة الوطنية" من محو اسم عبد الناصرعن شارع، ويمكن أن نخدمها بالكثير غير هذا... أدعو الموريتانيين من دون استثناء إلى الإدانة والرفض".
كما علّق الشيخ بكاي في تدوينة أخرى قائلاً: "مساكين أنتم... بعضهم يبحث عن من يقف وراء العملية الجارية للاساءة إلى ذاكرة مدينة وشعب بشطب اسم عبد الناصر عن شارع ارتبط به في الاذهان... يتوقف هذا البعض عند السؤال: "من".. مساكين أنتم"، وختم "ليس مهماً الدخول في معارك جانبية مع تيارات فكرية كما يسهل على البعض.. وليس مطلوباً مهاجمة نظام الحكم... فقط عبروا عن رفضكم مثل الآخرين، واطلبوا من الرئيس عزيز ألا يقبل تنفيذ الإجراء.. أهناك أبسط من هذا؟".
وقال الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" الإسلامي، محمد جميل ولد منصور: "ليس من المناسب أن نتعامل مع كل ما ورثناه من تاريخ الدولة الوطنية بعقلية التغيير والتغيير فقط، هناك أمور ورموز وأسماء تعود الناس عليها وليس من اللائق محو هذه الذاكرة والإساءة للمناسبات التي أفرزتها، أسماء الشوارع تعبر عن استحضار لحظات تنتمي لوقتها وزخمها وليس وارداً محاكمتها خارج سياقها وزمنها".
وتابع: "الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله ليس محل اتفاق وله مؤيدوه ومنتقدوه، صارع البعض وصارعه البعض، لم يشتهر حكمه بحماية الحريات وقبول الآخر، ولكنه مع ذلك كان زعيماً وطنياً وتحررياً طبع مرحلة من تاريخ العرب والأفارقة، وليس مناسباً ولا لائقاً تغيير اسم شارع حمل اسمه".
وأضاف: "تستحق الوحدة الوطنية تسمية شارع بها بل تسمية غيره بها بل تستحق أكثر، ولكن الشوارع كثر والرموز كثر، والاحتفاء بالوحدة الوطنية وإظهار الاعتناء بها مطلوب وملح ويمكن مع ترك شارع جمال عبد الناصر باسمه".
المدون يسلم ولد المقري كتب "حكي أن مجلس الجهة بدائرة نواكشوط بصدد تغيير اسم الشارع الأشهر في العاصمة نواكشوط من "عبد الناصر" إلى اسم جديد".
وأضاف: "إنه إذ يعلن رفضه ومعارضته لهذا التوجه، ليطلب من رئيسة الجهة عدم المضي في هذا المنحى، احتراما لمكانة الزعيم عبد الناصر في وجدان كثير من رموز وأجيال مجتمعنا الموريتاني وأمتينا العربية والإفريقية، كما ينتهز معاليه هذه المناسبة إلى الدعوة إلى تغيير أسماء شوارع الرؤساء ديگًل، غاندي، كندى، ومنح هذه الشوارع أسماء رؤساء موريتانيا، وقادة جيوشها وشهداء معاركها الخالدة".
المحامي الموريتاني محمد ولد أمين كتب على صفحته بموقع "فيسبوك": "تسمية الشوارع من صميم اختصاص المجلس البلدي ولا يليق ان يتدخل فيها الروساء ولا الحكومات. بالنسبة لعبد الناصر رحمه الله ليس محل اجماع لا في مصر ولا في غير مصر.. وبالمناسبة فقد كان عسكرياً مصرياً فاشلاً في كل حروبه وكان هو من قضى على التعددية ببلاده".
وأضاف ولد أمين "له مناقب كثيرة منها دعمه لحركات التحرر في إفريقيا والعالم.. وعلى كل حال لم يكن موقفه من استقلالنا ودياً. بالعكس موريتانيا وقفت معه في محنه.. والرئيس المؤسس احتفظ له بكثير من الإعجاب
العربي الجديد