يقبل المشعوذون وقارئات الطالع في موريتانيا على تقليم أظافرهم عند السحرة الأفارقة الذين يمتلكون “سر الحرف” تقليدا لعادة غريبة يتفاءل بها المشعوذون الجدد ويعتبرون أن تقليم أظافرهم على يد هؤلاء الأفارقة ينقل إليهم الخبرة والقدرة على إبطال السحر وقراءة الطالع ودرء العين والحسد ومعالجة بعض الأمراض.
والغريب أنّ المشعوذين الأفارقة يقومون بهذه المهنة جهاراً في قلب العاصمة الموريتانية نواكشوط حيث يتخذون من الخيم والأكواخ في الأسواق العشوائية مقرا لعملهم، لكنهم لا يكشفون عن حقيقة مهنة ظاهرها قص الأظافر وباطنها منح البركة و”سر الحرف”، إلا لمن يقصدونهم لهذا الغرض من المبتدئين وقارئات الطالع.
وفي غياب الوعي الصحي في بلد يعاني من ارتفاع نسبة الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي، وانتشار الجهل والأمية يواصل هؤلاء المشعوذون عملهم غير مبالين بخطورة انتقال الأمراض والعدوى بين الناس بسبب أدوات قص الأظافر، خاصة أنّ الكثيرين أصبحوا يقبلون على قصاصي الأظافر بسبب ضعف بصرهم وعدم اتقانهم لهذه المهمة، فأصبحوا يترددون على أكواخ أصحاب مهنة قص الأظفار الذين يتوارون خلف هذه المهنة لنشر الشعوذة ونقل أسرارها للمبتدئين مستغلين جهل وسذاجة البعض واعتقادهم الراسخ في قوة السحر الأسود الافريقي وقدرته على كشف الغيب.
ورغم الأرباح التي يجنيها ناشرو السحر والتنجيم بقص الأظافر إلا أنهم يفضلون الظهور بمظهر بسيط، ويعرضون على طاولات متواضعة أدوات مختلفة مثل مقصات الأظافر والمبارد والدهانات، غير أنهم لا يترددون في تزويد زبنائهم الخاصين بأدوات الشعوذة مثل المساحيق والأعشاب والبخور وقرون حيوانات والعقيق والودع والسبح والحيوانات المحنطة والزيوت.
ورغم أن غالبية العاملين بهذا المجال ليسوا سوى دجالين أفارقة يستغلون هوس المبتدئين وقارئات الطالع بالسحر والشعوذة، فإن العادات التي تروج للوهم والدجل وادّعاء علم الغيب تساعد على ارتفاع الإقبال على هؤلاء الدجالين، خاصة أنّ بعضهم يلجأ لترويج خدماته عن طريق سماسرة يتم نشر أرقامهم الهاتفية بين قارئات الحظ والمشعوذين المحليين للتواصل معهم ويلقنوهم أسرار المهنة بعد جلسة قص الأظافر.
"ارم انيوز"