إعلاميون يربطون الصين بالعالم العربي

4 يناير, 2019 - 10:16

يشغل القسم العربي في "إذاعة الصين الدولية"، أحد أدوار المبنى الضخم والشاهق في العاصمة الصينية بكين الذي يعمل فيه نحو 5 آلاف موظف، منهم 30 موظفاً في القسم العربي، أربعة منهم من الإعلاميين العرب، وهم جزائري وموريتاني ومصري وسوداني، يقدمون أخبار الصين كل يوم عبر أثير الإذاعة إلى المستمع العربي. 

من مدة بث يومي لا تتجاوز 30 دقيقة، في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1957، وهو تاريخ تأسيس الإذاعة، إلى بثّ متواصل عبر شبكة الإنترنت اعتباراً من 1 مايو/ أيار 2002، انتقل البثّ، إذ أصبح تجديد البرامج متاحاً في أي وقت على الإنترنت. كما تتجدد نشرات الأخبار في مواعيدها، إضافةً إلى ساعات البث لمدة 84 ساعة على الموجات القصيرة والمتوسطة الموجهة للعالم العربي، وموجات إف إم، ضمن اتفاقات مع عدد من الدول العربية. 

تبثّ "إذاعة الصين الدولية" برامجها بثمانٍ وثلاثين لغةً أجنبية وأربع لهجات صينية، بالإضافة إلى اللغة الصينية الفصحى، وآخر اللغات التي تبث بها الإذاعة لغة "اسبرانتو"، وهي لغة مصطنعة اخترعها لودفيغ أليعزر زامنهوف، کمشروع لغة اتصال دولية سهلة عام 1887. ويتحدث فيها الآن مليونا شخص حول العالم. 

تُركّز برامج القسم العربي في "إذاعة الصين الدولية" على الأخبار بشكل أساسي، لكنّها شهدت تطوراً وتنوعاً، كما يقول الخبير الإعلامي الجزائري الجنسية، لطفي مقدم، لـ "العربي الجديد". وتطورت من البرامج الإخبارية فقط إلى البرامج الثقافية والاجتماعية والسياحية والاقتصادية وغيرها من البرامج أيضاً. كما يعمل القسم العربي على توسيع وسائله بشكل مستمر حيث يقوم بإنتاج مقاطع الفيديو لنشرها على موقعي "إذاعة الصين الدولية" و"تشاينا دوت كوم" وغيرهما من منصات الإعلام الجديدة ووسائل التواصل الاجتماعي وتحديداً "فيسبوك" و"تويتر". 
ووفق الخبير الإعلامي الموريتاني، عبد الرحمن ولد سيدي محمد، الذي يُعِدّ ويُقدّم برنامج "تبادلات ودية"، فإنّ عدد متابعي القسم العربي للإذاعة على "فيسبوك" و"تويتر" يصل إلى أربعة ملايين متابع، فيما ينافس القسم العربي في "إذاعة الصين الدولية" الإذاعة الوطنية في موريتانيا وفي جيبوتي وجزر القمر من حيث نسبة المستمعين.

وفي الوقت الذي يلتزم به القسم العربي في "إذاعة الصين الدولية" بخطّ وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا"، في رواية الأحداث، فإنّ الإذاعة حريصة على نقل وجهة النظر العربية في الأحداث التي تقع، كما أنها تفرق في تغطياتها الإخبارية بين المقاومة، والإرهاب، وفي المجمل فإن القسم العربي يتبنى وجهة النظر الحكومية الرسمية في القضايا المتعلقة بالعالم العربي. 

وقد احتفل القسم العربي بـ"إذاعة الصين الدولية" في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي بمرور 60 عاماً على بدء البث، حيث كانت تسمى الإذاعة آنذاك "إذاعة بكين".

وذكر العدد الأول من مجلة "مرافئ الصداقة"، لسان حال "إذاعة الصين الدولية" في بكين، الصادر بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول 2006، أن اثنين من الأردنيين شاركا في شهر سبتمبر/ أيلول، عام 1957، بالأعمال الأولى لتكوين القسم العربي بالإذاعة "وكانت تسمّى بإذاعة بكين حينذاك"، من دون أن تذكر المجلة مَن هُمَا.
ولا يزال القسم العربي في الإذاعة يتذكر بعض الإعلاميين العرب ممن عملوا في بداية تأسيس القسم، ومنهم عبداللطيف أبو حجله من فلسطين، وأحمد محمد خير من السودان.